الأنشطة التطوعية والمجتمعية: فرصة لتعزيز الذكاء الاجتماعي لليافعين
يبدأ الأهالي خلال عطلة الصيف في بالبحث عن أنشطة ترفيهية لإشغال أبنائهم بدلا من الوقت الضائع الذي يقضونه دون فائدة، في الوقت الذي يؤكد فيه خبراء تربويين على أهمية توجيه الأبناء نحو أنشطة تساهم في بناء مهاراتهم الاجتماعية وصقل شخصياتهم ودمجهم في المجتمع.
لذلك، يعتبر اختيار الأعمال التطوعية والخدمة المجتمعية والتي تندرج ضمن الأنشطة اللامنهجية أمرا مهما لمساعدة اليافعين على التواصل مع الآخرين بروح إيجابية، وتعزيز قدرتهم على التفاعل بشكل إيجابي، مما يساهم في حمايتهم من الاضطرابات النفسية، والعنف، والانحراف، والوحدة وغيرها.
وبحسب تقديرات دائرة الإحصاءات العامة الاخيرة، فإن نسبة الأطفال الذين لم يتجاوزوا 18 عاما من العمر بلغت حوالي 40%، من سكان الأردن، حيث تشكل نسبة الذكور من أطفال المملكة بلغت 39% والإناث 41.5%.
دور الأنشطة اللامنهجية
تشير أخصائية الإرشاد الأسري وعلم النفس، الدكتورة ندى حمدان، إلى أهمية الأنشطة اللامنهجية بالنسبة لفئة اليافعين نظرا لحساسيتهم العالية في هذه الفترة العمرية، والقيود الاجتماعية التي تفرض عليهم، مشددا على ضرورة أن يكون منفتحين على الحياة، ومتمتعين بالذكاء الاجتماعي و العاطفي والانفعالي.
وتوضح حمدان أنه من المهم أن تكون هذه الفئة العمرية مقبلة على الحياة، وتتمتع بقدرة على التعامل مع الناس بلباقة وبشكل انفعالي جيد، ومع ذلك، يواجه العديد من الأطفال مشكلة الانغلاق على أنفسهم وعدم التفاعل.
من الأنشطة اللامنهجية المفيدة التي قد تؤثر إيجابا على الأطفال، تذكر حمدان أهمية مشاركة الأطفال في الخدمة المجتمعية، مثل زيارة دور رعاية كبار السن أو مراكز علاج أطفال مرضى السرطان، بالإضافة إلى التطوع في أماكن تقدم خدمات خيرية للأسر المحتاجة، هذه الأنشطة تساعد الأطفال على التعرف على احتياجات المجتمع وتعزز قدراتهم على التواصل مع الآخرين وتطوير مهاراتهم الحياتية.
تشمل الأنشطة الإضافية الرحلات الثقافية والمهرجانات المجانية وزيارة المواقع السياحية للتعرف على حضارات مختلفة وتوسيع معرفتهم التاريخية، كما تساعد هذه الأنشطة الأطفال على استغلال وقتهم بشكل فعال.
هذه الأنشطة بحسب حمدان، تعزز مهارات الطفل في تنظيم وقته واحترام الآخرين، وهي قيم نفتقدها حاليا بسبب الاستخدام المفرط للتكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية، مما يؤدي إلى زيادة العدوانية.
منصة لنشر إبداعات اليافعين
من الأنشطة المجانية التي انطلقت مؤخرا، وتضمنت العديد من الفعاليات للعائلات والأطفال والشباب مهرجان " خيل" في حي اللويبدة.
هذا المهرجان الثقافي الفني يهدف الى تشجيع الإبداع والمواهب المحلية في مجال الفنون والثقافة، ويسعى لتقديم تجربة ثقافة ترفيهية فريدة من نوعها وذلك بالشراكة بين وزارة الثقافة، ومؤسسة الجود للرعاية العلمية مبادرة حكمت الثقافة ومؤسسة عبد الحميد شومان.
من الخطوات الهامة لدعم اليافعين، تم إطلاق مركز زها أول صحيفة إلكترونية عربية يكتبها ويشارك في تحريرها الأطفال، وتشكل هذه المنصة حاضنة للأطفال واليافعين المبدعين في مجال الكتابة والإعلام، مما تتيح لهم التعبير عن أفكارهم وآرائهم وتنمية مواهبهم من خلال نشر ابداعاتهم وكتاباتهم مباشرة في الصحيفة.
تشير المديرة التنفيذية لمركز زها الثقافي رانيه صبيح، إلى أن الاهتمام بالتربية الإعلامية كبير وهو أحد أهم برامج المركز، تم تعيين مدربين متخصصين في 25 مركزا على مستوى الأردن لتدريب الأطفال في مساقات مختلفة لها علاقة بموضوع الاذاعي والتحرير الصحفي، لاعداد صحفيين لصحيفة زها والاذاعة.
وتؤكد صبيح أن هذا الجيل مختلف، فهو مفكر ويفهم ويشارك ولديه معرفة بمختلف أحداث العالم في العديد من المجالات السياسية والفنية والرياضية، كما يمتلك القدرة على التفاعل مع الأحداث المختلفة، ويعبر عن آرائه في القضايا المتنوعة.
الجديد الذي يعمل عليه مركز زها هو رسم الكاريكاتير، بحسب صبيح، حيث يسعى إلى تخريج أجيال قادرة على التعبير عن آرائهم في القضايا الاجتماعية من خلال الكاريكاتير.
يستهدف المركز الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن تسع سنوات، خاصة من لديهم مواهب في الكتابة، ويشجعهم على الانخراط في مسابقات على مستوى الوطن في كتابة القصص القصيرة، التي يتم نشرها على مواقع المدارس الحكومية والخاصة.