الوشم في الأغوار يرسم بطرق غير صحية
تحرير منيرة الشطي
اختلفت أشكال الوشم من شاب لآخر، فمنهم من يوشم صورة تعبر عن القوة والخطر مثل العقارب والأفاعي وجمجمة الرأس والخنجر، وبعضهم من يختار كلمات وأحرف تعبر عن العاطفة والحب، والبعض الآخر يفضل وشم صورة لوجه النساء خاصة العيون منه.
الوشم والرسومات شاهدناها على أكف وأذرع الشباب في لواء ديرعلا، الذين اختلفت أسبابهم لاستخدام الوشم؛ فمنهم من يقلد شخصية يفضلها، ومنهم من يعتبر الوشم جمالاً يضيفه على شخصيته، وآخرون استخدموا الوشم للفت الإنتباه.
ولعدم وجود صالونات تجميل توشم وترسم أشكالاً على ذراع الشباب الراغبين بالوشم، دفعت الكثير منهم للوشم لدى أشخاص في منازلهم. هذا ما حدث مع الشاب محمود خالد الذي وشم على كفه أحرف باللغة الإنجليزية وهو في العاشرة من عمره أي قبل ستة عشر عاماً، واستخدم محمود أدوات غير صحية كما يقول لنا.
يفضل الشباب في المنطقة وشم أجسادهم في مناطق تستخدم الوشم بطرق صحيحة وصحية حيث يتخذون من محافظة الزرقاء مكاناً ليكتبوا ويرسموا ما يشاءون من عبارات يروها تعبر عنهم..
أما رضا حسن ذو العشرين عاماً فوجد الوشم وسيلة لإثبات حبه لخطيبته، الذي زيّن كما يقول ذراعه بأول حرف من اسمها وهو تحت تأثير المشروبات الكحولية.
ويشعر رضا الآن بالندم على الوشم الذي وقف عائقاً أمامه بتأمين فرصة عمل، كون الدوائر الحكومية لا تعين أشخاصاً يوشمون على أجسادهم.
ويميز الشاب إياد ناصر عن غيره من الشباب الواشمين الأماكن المختارة في جسده فوشم إياد جفن عينه وصدره وكامل ذراعه، فضلاً عن العبارات التي يختارها الواشم والتي تعبر عن حبه لوالدته مثل "الأم زهرة لا تذبل" وعبارات أخرى تشير إلى الموت مثل " لي لقاء مع الموت."
كل عبارة ورسمة على جسد إياد كلفته عشرين ديناراً لصديقه الذي اتخذ من الوشم مهنة، حيث يستخدم إبرة ومواد مخدرة لا يعلم الواشمون مصدرها.
وإياد أيضاً الذي وشم جسده وهو إبن 16 عاماً يشعر بالندم، لأنه خسر أهله وجيرانه الذين يشعرون بخوف منه دائما بسبب الوشم وذلك كما أخبرنا.
رفاق السوء والتقليد الأعمى للأصدقاء الذين يوشمون كان الدافع للعديد من الشباب في المنطقة على حد تعبير المواطن سامر السطري، الذي يرى بأن المجتمع يرفض وجود الوشم بين أبنائه.
ويرى دكتور علم الإجتماع في الجامعة الأردنية حسين خزاعي أن الوشم تقليد أعمى وسلوك يبدأ
بعمر المراهقة لذلك يجب على الأهل توعية أبنائهم بالتواصل معهم من خلال مراقبتهم ومعرفة أصدقائهم.
ويضيف إن "الأسرة بحاجة إلى المساندة من قبل مؤسسات المجتمع المدني من خلال برامج التوعية والتثقيف للشباب في مرحلة المراهقة بشكل خاص، وتوضيح أضرار الوشم على المستقبل المهني لهولاء الشباب.
ولا يتوقف الوشم عند تشوه الجسد إنما يتجاوزه إلى انتشار الأمراض مثل الكبد الوبائي والإيدز، باستخدام الطرق غير الصحية بعملية الوشم، حسب إستشاري الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتور جلال الزعبي.
ويضيف الزعبي، "إن الشباب يواجهون صعوبة في إزالة الوشم وفي بعض الحالات لا يستجيب للعلاج حتى بالليزر.