.. لا أحد معني بسلام سوريا

.. لا أحد معني بسلام سوريا
الرابط المختصر

ليس من العادي ان نطلع على محادثات القيادة الأردنية مع مساعد وزير الخارجية الروسي، لذلك فانه من الصعب أن نمارس لعبة الكراسي الموسيقية في الدوران حول الموضوع.

كنا نتصور ان الاتحاد الروسي سيتعامل معنا كما تعامل مع اسرائيل في تأمين حدودها الشمالية واطلاق سلاحها الجوي في ملاحقة حليف الحليف.. حزب الله في تحركاته بين سوريا ولبنان. وقد استطاع سلاح الجو الاسرائيلي اصطياد عدد غير قليل من قيادات هذا الحزب، وقطع عليه نقل أسلحة من سوريا الى ترسانته اللبنانية.

للروس حساباتهم مع اسرائيل، وحساباتهم معنا. ومع ذلك فاننا نستطيع ان نجزم بان صداقة حقيقية تربط موسكو بعمان.. وان كانت المسألة السورية لا تشكل دائرة الاستقطاب في هذه الصداقة. فالاردن لا يتعامل فعلاً بسياسة المحاور، وهو حين يمارس بثبات أهمية ووحدانية الحل السياسي للمسألة السورية، فانه يعلن استعداده للمساهمة في هذا الحل دون الدخول في مناورات تستهدف تغلب فريق اقليمي – دولي على فريق اقليمي – دولي آخر، ذلك أن الخاسر الوحيد في هذا الصراع هو الشعب السوري.. وهذا بالنسبة لنا هو الموضوع.

يلتقي كيري وزميله الروسي اسبوعياً للبحث في مخرج من الاتون السوري، ولعل احصائية لهذه اللقاءات ستجعل منها مرشحا قويا لسجلات جنيز، ولا احد في هذه المنطقة يستطيع ان يفهم على ماذا يتفق الوزيران وعلى ماذا يختلفان. ولكن المؤكد ان اللعبة تتجاوز سوريا الى خلق احلاف دولية – اقليمية في مواجهة أحلاف اخرى.. مع ان الطرف الاميركي لا حلفاء حقيقيين له بعد تدني العلاقات مع تركيا، وانشغال دول الخليج بحرب اليمن.

الجميع يملكون تصورا للصراع وتطويره، ولكن أحداً يملك تصورا لما بعده: كيف نعيد 12 مليون سوري الى بيوتهم؟ كيف نعيد بناء هذه البيوت؟

كم تكلف اعادة البنية التحتية السورية كما كانت؟ لا احد مستعد للجلوس معا في نقاش حول مرحلة ما بعد الحرب.. رغم مرور خمس سنوات على انفجارها!

أمس، سمعنا من وكالة الأنباء السورية نبأ يقول إن سلاح الجو السوري دمر عشر شاحنات أسلحة قدمت من الاردن الى الداخل السوري!!

وأمس، أعلنت مصادر الاغاثة الدولية أن عشر شاحنات اجتازت نقطة حدود الرمثا في طريقها الى نقطة الحدود السورية في درعا.. بعد اصلاح الخراب الذي احدثته جبهة النصرة فيها.

.. ترى هل قصف سلاح الجو السوري الشاحنات العشر اياها، ام ان محرر الوكالة اعجبه رقم الشاحنات وتصوّر ان انتصاراً ما يمكن ان تحققه الوكالة.. لا سلاح الجو السوري؟!