نشرت وزارة الخارجية البريطانية، ورقة سياسية حساسة، ومهمة، حول الازمة السورية، تحت عنوان اوهام وحقائق حول الازمة السورية، معددة ثمانية اوهام، حول هذه الازمة، ومقابلها ثمانية حقائق، وفقا لمنطوقها.
الوهم الاول بالنسبة للخارجية البريطانية يستدعي المقولة التي تقول» دعم الأسد قد يكون الخيار الأقل سوءاً وهو أهون الشرّين بالتأكيد» اما الحقيقة وفقا للورقة السياسية ردا على هذا الوهم فتقول» استخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة ضد المدنيين وسجله الحافل بالتعذيب والاعتقال والإعدام واقع يشهد عدم صحة ذلك»
الوهم الثاني وفقا لرأي البريطانيين فهو «انتصار الأسد مسألة وقت فقط» وترد الخارجية بالقول «الأسد لن يستطيع الانتصار عسكريا. دمر مدنا كاملة وشرد الملايين للتمسك بزمام السلطة لكنه اليوم يحكم على أنقاض وجيش منهك. لا يمكن للأسد «الانتصار» لأنه ما دام في السلطة لن يشعر معظم السوريين بالأمان».
اما الوهم الثالث فيقول وفقا لدبلوماسية لندن فهو» أليست كل المعارضة السورية إرهابية؟ من هي المعارضة المعتدلة» وترد لندن بماتراه قائلة «غالبية معارضي الأسد وداعش أشخاص عاديون. المعارضة المعتدلة أدانت مرارا التطرف الإسلامي. داعش ليس جزءا من المعارضة المعتدلة التي تلتزم بمكافحته ودحض كل ما تمثله وترمز إليه. بريطانيا تدعم هذه المعارضة وتريد مستقبلا آمنا لكل السوريين لا قمع فيه وليس حكرا على طائفة الأسد».
يتناول الوهم الرابع مامفاده «من هو الائتلاف الوطني؟ وهل سيتولى الحكم إذا سقط الأسد» وتجيب بما تراه حقيقة لديها..» رئيس الائتلاف لا يزعم أنه يريد أن يكون رئيس سوريا مستقبلاً، والائتلاف أوضح أنه يتوخى إنشاء حكومة انتقالية مؤقتة تشمل كلا الجانبين. وما أن تصبح سوريا جاهزة للإنتخابات سيقوم الائتلاف بحل نفسه. قرار تشكيل الحكومة المستقبلية متروك للشعب السوري».
الوهم الخامس يأتي تحت عنوان «صعود ’داعش‘ سببه الغرب وليس الأسد» وترد عليه الخارجية البريطانية بحقيقة تقول «لم يفعل الأسد شيئا لوقف تقدم ’داعش‘، واختار بدلا من ذلك مهاجمة الشعب السوري والمعارضة التي تحارب من أجل حقوقهم الأساسية. ’داعش‘ تمكن من ترسيخ وجوده في سوريا بسبب تركيز الأسد فقط على التمسك بسلطته. في الواقع، هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن في عام 2011 عندما بدأ الشعب السوري بالانتفاض ضد ديكتاتوريته، قام الأسد بإطلاق سراح العديد من المتطرفين الخطرين من السجن. الهدف؟ تشويه سمعة السوريين العاديين الذين يحاولون الطعن بحكمه».
يأتي الوهم السادس تحت عنوان «بريطانيا والمجتمع الدولي لم يفعلا شيئا للسوريين» وتجيب في ورقتها السياسية بأستذكار كل الجهود التي بذلتها بريطانيا والمجتمع الدولي لاجل السوريين.
الوهم السابع وفقا للندن العتيدة يقول « لا فائدة من القيام بأي شيء في سوريا علينا التراجع والتغاضي عن سفك الدماء» وترد الخارجية البريطانية في ورقتها بالقول «صعود ’داعش‘ في سوريا والعراق يؤكد أنه ما لم يتم بذل المزيد من الجهد من أجل حل الأزمة، فإن الوضع سيزداد سوءا. ’داعش‘ ليس مجرد تهديد لمنطقة الشرق الأوسط، فقد كان فاعلا في تجنيد المقاتلين الأجانب من بلدان عدة، بما في ذلك المملكة المتحدة. علينا أن نحرص على حشد وتركيز جهودنا في المملكة المتحدة من أجل حماية أمننا القومي أيضاً».
اما اخر الاوهام وثامنها وفقا للخارجية البريطانية فيقول « المملكة المتحدة تريد فقط التخلص من نظام الأسد بأي ثمن. من المؤكد أن هذا سيؤدي إلى الفوضى، تماما مثل ما فعلت في العراق» وتجيب الخارجية البريطانية بالقول» نحن نريد مستقبلا يرضي الشعب السوري. الخطوة الأولى تقوم بالاتفاق على حكومة انتقالية تتألف من ممثلين عن النظام والمعارضة. المعارضة المعتدلة كانت واضحة بأن الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من هذه الحكومة بسبب جرائمه ضد الشعب السوري. الشعب السوري هو من قال إن على الأسد أن يرحل».
ورقة الخارجية البريطانية، مهمة، غير ان المثير فيها بصراحة ان الملف السوري بكل تعقيداته وصل الى مرحلة صعبة جدا، لايمكن ادارة الواقع فيها عبر سرد الاوهام والحقائق، وحسب، فكل هذا الخراب والدم، لايمكن الا وقفه، بكل السبل، خصوصا، ان الشعب السوري، لم يعد يأبه بمن يزوده بالاوهام، ولا بالحقائق، اكان هذا طرفا محليا او عربيا او دوليا؟!.