ناشطون سوريون سياسيون يتركون الساحة الأردنية لصالح الإغاثة
سوريون بيننا - رانيا حمور
مؤتمرٌ في القاهرة و آخرٌ في اسطنبول وثالثٌ في قطر وتغيب العاصمة عمان عن أنشطة و مؤتمرات المعارضة السورية في الخارج.
يجمع محللون سياسيون أن سبب غياب أنشطة المعارضة السورية عن العاصمة عمان إنما هو عدم التواجد الملوس للناشطين السياسيين عنها، واخذ نشطاء حركة الإخوان المسلمين السورية لهذا الدورة في الأردن بشكل كبير، ومبكر بدء من ثمانينات القرن الماضي اثر قدومهم الى الأردن بعد احداث حماة المعروفة
هذا الأمر انعكس بوضوح على دور الناشط السوري الذي لا ينتمي لحركة الأخوان، ونشأ ما يشبه تبادل الأدوار كما يرى الكاتب الصحفي عمر كلاب بان"الإخوان المسلمين في الأردن يتدثون باسم اﻹخوان المسلمين في سوريا وكفوهم شر الحراك الداخلي".
كما ان نوعية اللاجئين السوريين الجدد الذين قدموا إلى الأردن، اثر بشكل كبير على طبيعة الدور الذي يقوم به الناشط، يقول كلاب ان "اللاجئين السوريين في الأردن غالبيتهم ليسوا نشطاء سياسيين إنما لجؤوا لجوء إنسانيا أو اجتماعيا أي أن الذين لجؤوا إلى الأردن لم يأتوا لأنهم يحتاجون إلى تعبير سياسي عنه ووجدوا التعبير السياسي عن قضيتهم قائما على لسان الأخوان المسلمين ".
ويقارن الناشط السوري محمد عناد بين موقف الدولتين الجارتين لسورية؛ تركيا وهي الداعمة بقوة للمعارضة السورية ابتداءاً بتنظيم مؤتمرات المعارضة السورية في اسطنبول ولاحقاً مكاتب التمثيل للمجلس الوطني والائتلاف وغيرها من التشكيلات السياسية المعارضة، وبين موقف الأردن الضبابي من الثورة السورية.
ويبدي عناد تفهما لهذه الضبابية وعدم الحسم بالموقف الأردني للحساسية العالية في العلاقة بين الأردن وسوريا ويقول: “لأننا كما نعلم أن الأردن ما زالت تتعامل مع النظام القائم في سوريا، ناهيك عن التقارب الجغرافي والاجتماعي بين البلدين ولذلك الحكومة الأردنية لا تريد أن تحرج نفسها مع الحكومة السورية ".
هذا الأمر دفع بنشطاء سوريين سياسيين لمغادرة الأردن لممارسه دعمهم السياسي للثورة بشكل قانوني وعلني لفشلهم بالقيام بذلك في الأردن نتيجة حصر العديد منهم بالنشاط الإغاثي والإنساني فقط، واقتصار الأمر على معارض للصور والرسومات الفنية الداعمة للثورة وبعض الندوات التي تركز على البعد الإنساني والحياتي لقضية اللاجئين السوريين.
من جهة أخرى يرى البعض أن الناشطين السوريين يتواجدون في الأردن ولكن ضمن غطائات أخرى، بحسب الناشط الحقوقي محمد مكاوي الذي يقول " يوجد في الأردن ناشطين سياسيين ولكنهم مضطرين على العمل تحت غطاء أخر كالعمل الإنساني ليستطيع ممارسة نشاطه السياسي، كما أنه يوجد مؤتمرات و ندوات و لكن على نطاق ضيق وليس كباقي الدول الأخرى التي لديها موقف واضح ومعلن تجاه الثورة السورية"
وفي الوقت الذي يؤكد فيه مكاوي أن الأردن غير قادر على اتخاذ قرار سياسي واضح باتجاه الثورة السورية كما فعلت الحكومة التركية وبأن موقف الأردن شبه مبطن باتجاه الثورة السورية سياسياً، إلا أنه يضيف مستدركا " أن موقفها الإنساني من معاناة الشعب السوري واضح للعيان".
غياب الناشط السياسي السوري عن الساحة الأردني، افسح المجال أمام نشطاء في العمل الإغاثي للعمل مع اللاجئين السووريين في ساحة مخيم الزعتري وخارجه، وحصر شأن اللاجئين السوريين في قضايا حياتية واقتصادية ضيقة مرشحة لأن تسسبب بحساسايات ادق من اي تعقيدات مفترضة من النشاط السياسي.