فن الإنشاد يجمع ذكريات السوريين والأردنيين

لطالما ارتبط فن الإنشاد بذكريات السوريين ووجدانهم، حيث كانت تذاع الأناشيد الدينية في سورية في وقتي السحور والفطور من المسجد الأموي بدمشق وكانت تنقل عبر وسائل الإعلام المحلية لتكون حاضرة في كل بيت سوري.

وهناك العديد من المنشدين السوريين الذين اشتهروا بأصوات رخيمة وأداء مميز، وبعد الأزمة السورية اتجه إلى الأردن عدد من المنشدين السوريين ليشكلوا فيما بعد تمازجاً بين فنين متقاربين.

ومن المنشدين السوريين الشاب علي غنيم حيث يقيم في مدينة إربد، يحدثنا عن بدايته مع الإنشاد: "كانت البداية مع الإنشاد من المسجد، تعرفت فيه على الفن الجميل من خلال المعهد القرآني الذي بدأت بتعلم أحكام تلاوة القرآن الكريم فيه منذ الصغر تقريباً في المرحلة الإعدادية، وكان هناك بعض المنشدين الذين استمعت إليهم وأعجبني هذا الفن الجميل، وبدأت أتابع وأحفظ الأناشيد وبدأت رحلتي مع الإنشاد منذ ذلك الوقت".

وحول ارتباط الفن الإنشادي بذاكرة السوريين يضيف غنيم: "الإنشاد الديني مرتبط جداً بذاكرة السوريين ومترسخ بوجدانهم بشكل كبير ومعروف، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، حيث اعتادوا على سماع الأناشيد الدينية التي كانت تذاع في رمضان بشكل مستمر وفي عدة أوقات وخصوصاً في وقت السَحَر".

ومن المعروف أن لكل بلد صبغة خاصة بفنونها، فهل هناك ملامح خاصة للإنشاد السوري، يجيب غنيم: "الإنشاد الديني في سورية متميز ومعروف في الكثير من الدول العربية والإسلامية، وله شهرة ولا يقتصر على مقامات محددة بل يستخدم كل المقامات ويتنوع فيها، وله نكهة خاصة جميلة ويتميز في الأداء يغلب عليه الانسجام والتنظيم والتمكن من الأداء، وجمال الصوت والإحساس العالي فيه".

وإلى أي درجة يتشابه الإنشاد السوري مع الإنشاد الأردني: "الإنشاد في الأردن قريب جداً من الإنشاد في سورية، ومتشابه معه إلى حد كبير، وهما ينتميان إلى مدرسة بلاد الشام العريقة".

وعن مشاركاته في الفعاليات الإنشادية في الأردن يتحدث غنيم: "كانت لي العديد من المشاركات في الفترة السابقة في الإنشاد الديني في الأردن مع عدة منشدين سوريين وأردنيين وفي مختلف المناسبات، ولا زلت أقوم بالمشاركة كلما سنحت لي الفرصة ولا سيّما في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في كل عام، ولكن عموماً قلّت المشاركة بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها خصوصًا بعد جائحة كورونا".

ولكن ماذا يحتاج المنشدون اليوم بحسب غنيم: "أن الإنشاد والمنشدين عموماً يفتقرون إلى الدعم وتوفر الإمكانيات التي تساعدهم على تطوير أنفسهم والارتقاء بهذا الفن الجميل".

وهكذا ما تزال الأناشيد والابتهالات الدينية في رمضان تضفي جوًّا من الأنس والروحانيات، ويجمع الفن الإنشادي ذكريات السوريين والأردنيين على حد سواء في حلة فنية من الأصوات الجميلة التي تبقى في الوجدان أعواماً مديدة.

أضف تعليقك