بعد أن كان همها الوحيد إبعاد ابنها عن سوريا خوفا" من ملاحقته من نظام بلادها ، أصبح هم الحاجة أم أيمن ،الخوف من جديد على من تبقى من أولادها وأحفادها في البلد الذي لم يعد يعلم بمصيره إلا الغيب ، فهذا كله من جعلها تفكر بالعودة لبلادها .
خالد لاجئ سوري أوضح أسباب رغبته في العودة الى سورية،فعدم توفر العمل وملاحقة الجهات المختصة للاجئيين السوريين والمطالبة بتصريح عمل الذي لايعطى إلا للداخل إلى الأردن بشكل نظامي ،أما من يدخل عن طريق الشيك الحدودي فله مساعدات المفوضية التي لا تتناسب مع ظروف الحياة على حد تعبيره.
هذا وقد بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين يعودون طواعية" إلى بلدهم منذ اندلاع الأزمة في سورية قبل أكثر من عامين إلى مئة ألف لاجئ ، وتتراوح نسبة العائدين طوعا"بين مئة وخمسين إلى مئتين شخص يوميا" وذلك حسب إدارة شؤون اللاجئين.
يدن دراجي ناشط إعلامي سوري متواجد في الأردن حدثنا عن رأيه بأسباب السوريين وعودتهم ،فسمعة الزعتري السيئة أثرت على الناس داخل المخيم وتحديداً الإشاعات التي تمس قضايا الشرف،وسبب عودة اللاجئيين الرئيسي برأيه هو الفقر والعوز ،وذكر أن بعض اللاجئيين يعودون للمساعدة وإيمانهم بالقضية التي خرجوا من أجلها ،فسوريا اليوم في مرحلة صعبة ،العلم الرئيسي فيها هو غياب المثقفين عن مناطق المعارضة .
فخالد مدرس توقف عن عمله بعد صيحات شعبية في سوريا نادت بإضراب عام , وجاء إلى الأردن بأولاده الثلاثة خوفا" عليهم من القصف الذي طال منطقتهم ، لتواجهه هنا حياة صعبة ، فالعودة إلى سوريا هي الحل الأنسب لهم برأيه حتى في ظل ظروف الموت واصفاً الحياة هنا بالموت البطيئ ،وعبر عن ندمه بالخروج من سوريا بعبارة واحدة الهاون ولا الهوان.
"الهاون ولا الهوان" ، ترى من قال أنها عودة طوعية ؟ ومن ذا الذي يعلم أسباب هذه العودة