طقوس رمضانية مفقودة وأخرى مكتسبة تظهر اندماج اللاجئين في المجتمع

الرابط المختصر

ربما اختفت عادة جولة "المسحراتي" من شوارع الأردن، وباتت الأصوات والأدعية الذي يطلقها "المسحراتي"، باتت شبه معدومة في شوارع الأردن والتي هي بالأساس عادة ليست منتشرة على نطاق واسع في المملكة، إلا أن تواجد مئات الالاف من العائلات السورية اللاجئة وغير اللاجئة في الأردن، تفتقد لترانيم ودعوات "المسحراتي" التي كانت تملى شوارع وأزقة وحواري دمشق القديمة.



نعم لم يعد "المسحراتي" متواجدا في الأردن، لكن هناك العديد من العائلات السورية التي تتشابه في الطقوس جراء التقارب الجغرافي والنسب الاجتماعي، لتروي لنا اللاجئة السورية أروى طيفور والقادمة من حلب، قائلة: " صحيح ما فيه شي بغطي مكان فراق البلد، لكن فيه أشياء من العادات الرمضانية اكتسبناها من جيرانا الأردنيين، طقوسهم مختلفة شوي عنا، لكن هناك جماليات فيها".

 وأضافت طيفور خلال حديثها لبرنامج "سوريون بيننا"، أنّ التشابه في العادات بين الشعبين جعلت اغلب اللاجئين السورين في الأردن عدم الشعور في تغير الوضع القائم في طقوس رمضان، إلا أنّ وجع الغربة وآللام الفراق  ما زالت تؤرق السوريين.

 

طقوس أردنية يمارسها السوريون

 ومع مرور أحد عشر عاماً من اللجوء، شُكلَ اندماج بين الشعبين السوري والأردني، فتستذكر اللاجئة السورية روغازا، بعضاً من الطقوس الرمضانية الشامية، وقالت، إن العديد من الطقوس التي كنا نمارسها في سوريا لم ننساها، مثل التسوق في الأسواق الشامية "الحميدية، باب تومة، الصالحية،..الخ".

 وتحدثت عن الطقوس الرمضانية الأردنية التي باتت تمارسها في حياتها اليومية، ومقالت، إنّ بات وجبة المنسف الأردني طبقٌ أساسي في أول أيام شهر رمضان، إضافة إلى حلويات "القطايف"، مشيرةً إلى أن هذه العادة باتت مكرسة لدى العديد من أفراد عائلتها وخصوصاً الأطفال.

 

طقوس سورية يمارسها الأردنيون

 ولم يكن الأمر عند العائلات السورية فقط، فالعديد من العائلات الأردنية ايضاً اكتسبت جزاءً من الطقوس الرمضانية السورية، فالأردنية رندا أصبحت تمارس بعض العادات السورية خلال شهر رمضان، وقالت إنّ رغم التشابه في العادات والتقاليد الرمضانية بين البلدين، إلا أنّ هناك العديد من الطقوس التي تميز العائلات السورية، مثل الجمعات العائلية وكيفية ترتيب "سفرة الأكل".

 وأضافت رندا أنها في شهر رمضان يكون مشروب "المتّه" حاضر وضروري في كل الأوقات ما بعد الفطور، مبينةً بأنها استغنت عن مشروب "الشاي" في رمضان بـ "المتّة".

 العائلات السورية التي رحلت وحاملت معها أوجاعاً رافقتهم إلى أماكن سكناهم الجديدة في الأردن، لم تمنعهم أنين وطنهم سوريا من الانخراط في المجتمع الأردني، لتمتزج الطقوس الرمضانية بين الشعبين، وتتشابه في الكثير منها.