دخلت الثورة السورية عامها الثالث ووصل عدد اللاجئين السوريين حسب تصريحات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الى ما يقارب النصف مليون لاجئ على أراضي المملكة، مما يزيد الاعباء التي يتعرض لها اللاجئ السوري .
يختصر عبيدة اللاجئ السوري معاناة اللجوء في أمر واحد وهو منع اللاجئ السوري من العمل، فأصبح غيرَ قادر على أعالة نفسه وعائلته التي أصبح من الصعب تلبية جميع مستلزماتها.
فعلى الرغم من صعوبة الاندماج في المجتمع المحيط وإحساس عبيدة ببعض النفور من المجتمع المحيط تجاه اللاجئ السوري بشكل عام إلا انه استطاع تكوين علاقات جوار طيبة مع الجميع في الحارة التي يسكن فيها.
من جانب آخر يرى اللاجئ السوري عمر ان العلاقة مع المجتمع المحيط هي أسوأ ما يمكن ان يواجه اللاجئ فالتعامل السيئ من قبل الآخرين ينعكس حتى على العمل فأصبح اللاجئ السوري بنظر المجتمع الأردني "يد عاملة رخيصة" لا أكثر.
هذه النظرة تأتي في الوقت الذي تشير فيه ارقام المجلس الأعلى للسكان أن اللاجئين السوريين في المملكة استحوذوا على 38 ألف فرصة عمل أي ما يعادل 40 % من فرص العمل المطلوب توفيرها سنويا للعمالة الأردنية، مما خلق حالة تذمر من الوجود السوري.
مدير جمعية الكتاب والسنة زايد حماد يرى ان اجور السكن تأتي في المرتبة الأولى من بين حاجات اللاجئين حسب احصاءات الجمعية، ويتبعها في المرتبة الثانية الدعم الصحي للجرحى والمصابين الوافدين الى المملكة للعلاج.
ويُحمَل البعض اللاجئين السوريين مسؤولية ارتفاع الايجارات في الاردن بعد ان وصلت في بعض مدن المملكة الى ما نسبته 250% عما كنت عليه قبل بدء الأحداث في سورية، بحسب ارقام جمعية المالكين .
على الصعيد النفسي يرى دكتور علم النفس محمد الحباشنة، أن واقع اللجوء والضغط المادي يولد لدى اللاجئين رد فعل عكسي ويخرج الجانب السلبي من شخصية الانسان الى العالم مما يزيد من تعقيد علاقة اللاجئ بالمجتمع المحيط.
ويضيف حباشنة أن الاحتواء والتعامل السمح مع اللاجئين ومساعدتهم على تخطي مصاعب الحياة اليومية وزيادة الدعم المقدم هي الوسيلة الوحيدة لرأب الصدع الاجتماعي الحاصل وإخراج الجانب النبيل من شخصية كل انسان الى المجتمع.
ولهذه الحاجة قامت بعض الجمعيات بتقديم خدمات العون النفسي منها جمعية "المستقبل الزاهر" للخدمات النفسية، والتي تقدم مجموعة من البرامج العلاجية والتدريبية للنازحين السوريين الذين تضرروا من الحرب في بلادهم.
لجوء السوريين بلغ عامه الثالث وزادت مصاعبهم واشتدت معاناتهم مع تزايد إعدادهم وعجز المنظمات الاغاثية عن تلبية جميع متطلباتهم، يجمع غالبيتهم على أن الاكتفاء المادي والعمل لتستمر الحياة هو الدواء الانجع لجميع مشاكلهم.