"الحياة رحلة لتغيير الذات كن أنت التغيير الذي تريد ان تراه في العالم" بهذه الكلمات بدأت يارا المقت حديثها عن أحلامها وطموحاتها التي تسعى لتحقيقها وهذه العبارة هي الدافع الذي بدأت به طريقها وصنعت التغيير الذي ارادته.
يارا المقت صانعة الأفلام الصغيرة ذات (16 عام) لاجئة سورية تقيم في عمان منذ عشر سنوات تقول "بالبداية بلشت رحلتي من لما كان عمري 11 سنة بمركز مكاني بدأت بكتابة المسرحيات وتدريب الطالبات وشاركت بمبادرة ضد العنف المدرسي وكانت نقطة التحول اللي اكتشفت فيها موهبتي بالكتابة وبعدها دخلت بعالم المونتاج كنت منتج فيديوهات هادفة وتوعوية للمجتمع وطبعا كان التعليم ذاتي"
دعم المجتمع للطفلة يارا
واستطاعت الطفلة يارا الحصول على دعم معلميها الذين اكتشفوا مواهبها في صناعة الأفلام وتوجيهها إلى المكان المناسب لصقل مهاراتها إذ تقول " بالبداية عرضوا علي بعض المعلمين اني احضر دورة صناعة الأفلام طبعا كان الأمر صعب بسبب عمري الصغير وتم رفضي لكن بعد ما شافوا ابداعي بالمجال دخلت وكنت أصغر مشتركة بين المتدربين"
الصعوبات التي وقفت أمامها
وعلى الرغم من صغر سنها إلا أن عمرها كان أحد العوائق امام تقدم المقت في مسيرتها فقد قالت اثناء أحد الدورات التي تلقيتها كون الجميع مجموعات للعمل على أفلام الا انا بقيت وحيدة لم يقبل المخرج بسبب صعوبة الامر بالنسبة لي ولكن مع اصراري وافق وحصلت على أفضل سيناريو بين المجموعات الثلاثة حسب رأي المخرج
وتضيف المقت أنها استمرت بحضور دورات على الانترنت واخرجت سبع أفلام قصيرة أول فيلم أخرجته (التفريق بين الأوطان) كان يتحدث عن مشكلة نعاني منها في المدرسة وأردت تصويره كفلم قصير توعوي للطالبات
من بين الأفلام أيضا كان فلم التسول فيلم صوت داخلي يتحدث عن معاناة اللاجئ في الحروب وفلم صرخة طفل للحديث عن التفكك الأسري وفلم إحسان الذي يسلط الضوء على تهميش كبار السن ومن الفيديوهات التي تسعى لتقديمها هي الفيديوهات القصيرة عن تطوير الذات.
ولم تسمح المقت لكل الحواجز أن تقف أمامها فقد حولت نقاط ضعفها الى قوة اذ تقول "بالنسبة لعمري هلئ هو نقطة قوة عندي لأني اثبتت لنفسي وللعالم انو نحنا صح صغار بس بالفكر كبار حتى التحديات اللي واجهتني بأدوات التصوير قدرت اتخطاها بالتفكير الإبداعي واستغل الموارد الموجودة عندي"
وحصلت المقت مؤخرا على عقد عمل من أحد القنوات التلفزيونية وتطمح إلى العمل في مجال الأفلام الوثائقية وقصص نجاح اليافعين لتسليط الضوء على قضاياهم، وتدريب اليافعات على الإخراج والمونتاج وتعبر عن رغبتها بأن تصبح سفيرة من سفراء العالم لدعم مواهب الشباب والأطفال لتكون صوتهم في التعبير عن رغباتهم.
من بين ملايين اللاجئين حول العالم هناك أطفال استطاعوا أن يكونوا إيجابيين رغم الظروف الصعبة التي مروا بها في بلدانهم أو خلال مرحلة لجوئهم، فأصبحوا أصواتاً تصدح لدعم اللاجئين وإنهاء الحروب التي تسبب موجات اللجوء.