إلى الأردن، شد عددٌ من العائلات الشّركسية السّورين، رحالهم باحثةً عن أمنٍ وأمانٍ افتقدوه في سوريا منذ اندلاع الازمة هناك قبل عشرِ سنوات.
فرغم لعنة التّهجير التي تلاحق شعوب الشّركس منذ القرن التّاسع عشر، عندما هجّروا من القوقاز، وانتشارهم في عدد من الدّول العربية والأوروبية، فتلك اللعنة تلاحقهم من جديد لشعوب الشركس الذين استقروا في سوريا، فلجئوا إلى الدول المجاورة، فكان نصيب الأردن منهم المئات.
وبعد لجوئهم إلى الأردن، دفعت "صلة القرابة ورابط الدم"، بـ أبناء عمومتهم من الشّراكس الأردنيين إلى احتضانهم والانخراط معهم، والعمل سوياً في العديد من النّشاطات والفعاليات التي تخصهم، هذا الذي أجمع عليه اللاجئيّن السورييّن الشّركسيّين مجد لطفي ودعاء باكير.
وتحدثا "مجد ودعاء" لبرنامج "سوريون بيننا" عن تفاصيل قدومهم إلى الأردن والذي بات الجّميع يعرفها، وقالا إنّ عند لجوئهم إلى الأردن استقبلهم أبناء عموتهم من الشراكس الأردنيين، واحتضنوهم وتقاسموا معهم لقمة العيش.
وقالت دعاء إننا كشراكس سوريين لم نجد اختلاف فيما بيننا غير اللهجة فقط، فنحن نتشابه كثيراً في العادات والتقاليد، وأن هدفنا هو الحفاظ على الموروث الثقافي للقومية الشركسية في كافة بلدان العالم.
لكن الشّركسية السّورية ساشا يوسف، تجد أن هناك اختلاف بسيط بين الشّركس السّورين والشّركس الأردنيين بحكم المجتمع المحاط بها في كل دولة، وقالت إنّ الاختلاف الذي وجدنا في ما بيننا، هو في تطبيق بعض العادات البسيطة فقط، مشيرةً إلى أن البيئة الحاظنة لها دور كبير في تكون المجتمع الشّركسي، فالبيئة في الأردن تختلف كلياً عن البيئة في سوريا.
وبينت ساشا إلى طريقة تعامل الشّراكس الأردنيين معهم منذ وصولهم إلى الأردن، والذي تعاملوا معهم وكأنهم أبناء عائلة واحدة، مشيرةً إلى أن هناك العديد من العائلات الشّركية في سوريا لديها أقرباء لهم في الأردن.
وأضافت ساشا أنّها تشبكت في العديد من النّشاطات الذي يقومون بها العائلات الشّركسية في الأردن، خصوصاً العمل التّطوعي، لافتاً إلى أنها أسست العديد من المبادرات الخيرية في تقديم المساعدات للاجئين السّورين والفقراء الأردنيين.
الشّراكس الأردنيين سرعان ما بادروا احتضنوا اشقائهم من الشّركاس السّوريين، فاخرطوهم في عملهم ونشاطاتهم داخل الأردن، بحسب ما تحدثت به الشّركسي الأردني الدكتور إبراهيم فروقة، وهو رئيس نادي الجّمعية الشّركسية، وبين إلى أنّ الجّميعة تتابع أوضاع الشّراكس السّوريين بإستمرار.
وقال فروقة لـ "سوريون بيننا"، إنّ الجّميعة الشّركسية الأردنية وفي اليوم الأول من اللجوء السّوريّ، تم تشكيل لجنة أزمات لمتابعة أوضاع السّوريين الشّراكس وتأمين احتياجاتهم وتقاسم معهم حتى في المنازل.
وأضاف فروقة أن العديد من الشّباب والشّابات الشّراكس السّوريين، تم ادماجهم في مختلف نشاطات وفعاليات الجّمعية، الخيرية منها والاحتفالات الشّركسية.
مفوضية اللاجئين اعتبرت الأردن بلداً مضيفاً مثاليا للاجئين السوريين على مدار العقد الماضي، حيث وفر السلامةَ والأمن لمن هم في أمسِّ الحاجة إليهما، إضافة لإدراج اللاجئين في برنامج الاستجابة الصحيّة والتطعيم الوطني الأردني ضد الكورونا وشمول الجميع، مما شكّل ريادة عالمية في استضافة اللاجئين.