"قمة الفخر أن يدّون اسمك على نصوص بعض الكتب والمقالات وأنت بعمر صغير "، هكذا بدأت راما حديثها، وهي لاجئة سورية أهّلتها موهبتها في الكتابة للمشاركة في كتابة عدة كتب إلكترونية وورقية، إضافة لكتابتها مقالات مع مدونات إلكترونية.
غادرت راما الحريري (17 عاماً) سوريا مع عائلتها عام 2013، ليكون محط رحالهم مخيم الزعتري، كان عمرها آنذاك 8 أعوام، تقول الحريري: "في ظل طفولتي الصعبة اتجهت للكتابة في البداية كوسيلة لتفريغ الضغوط التي نمر فيها كأطفال لاجئين، لكن مع الوقت شعرت بشغفي الكبير للخوض أكثر في مجال الكتابة".
واتجهت لتنمي موهبتها في الكتابة عن طريق التحاقها بالدورات، و"التعلم الذاتي"، توضح الحريري:" أجريت مقابلات مع فتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكنت أكتب عن إنجازاتهنّ، وأنشرها على صفحتي على الفيسبوك"،ومن هنا انهالت عليها عروض الكتابة مع مدونات إلكترونية.
وحصلت فيما بعد على فرصة المشاركة مع كتّاب آخرين في كتابة كتب ورقية مع إحدى دور النشر في عمان منها كتاب شغف امرأة، وكتاب فوضى الدروب، كما وشاركت في كتابة كتب إلكترونية مع مكتبة نور، توضح الحريري:"أغلب المواضيع التي تناولتها تدور حول اللغة العربية، وإنجازات المرأة، ونصائح تحفيزية للنجاح، ومنها ما يتعلق بأهمية دمج ذوي الإعاقة مع المجتمع، ومناهضة "ظاهرة التنمر".
ولم تتوقف الحريري عند حد تطوير نفسها فحسب بل شاركت مع مبادرات تطوعية عبر صفحات الفيسبوك، منها مبادرة "كيان لا ينطفئ" مؤسسها عضو من المركز الثقافي في عمان، تهدف لتحفيز الشباب من مختلف الجنسيات على تنمية مواهبهم، وهي مشرفة أيضاً في فريق"اترك بصمتك" بعد أن كانت متدربة في الفريق، وهو يتضمن متطوعين ذوي خبرة يقدمون تدريبات في "فن الإلقاء" وقواعد اللغة العربية.
وكان لمجتمعها نصيب من مبادراتها التطوعية، حيث أنشأت مجموعة عبر تطبيق "واتس أب"، أضافت عليها فتيات من المجتمع، لتعلمهنَّ أساليب الكتابة الإبداعية، وليتبادلنَّ خبراتهنَّ مع بعض، وساهمت أيضاً في تقديم نشاطات ترفيهية تهدف لزرع الفرح في قلوب أطفال المخيم في بعض المناسبات كالأعياد.
وتشير الحريري أنه في ظل إنجازاتها لم تسلم من المحبطين الذين يحاولون إقناعها بالتخلي عن التعليم وعن موهبتها، وأن تتزوج بسن صغير، لكن دعم أهلها لها لم يزدها إلا إصراراً وعزيمة لمتابعة دراستها، والتوفيق بينها وبين ممارسة الكتابة.
تختتم الحريري حديثها:"بالرغم مما نكابده كلاجئين من معاناة الغربة نحن اليوم نخطُّ بأناملنا حروف الإنجاز، ونحن كشباب لاجئين بأمس الحاجة دائماً للدعم واحتضان إبداعنا، وأتمنى في المستقبل أن أحقق حلمي بأن أدرس تخصص الصحافة والإعلام لأسلط الضوء على نجاحات اللاجئين في العالم، وقصصهم الإنسانية.