بعد إعلان لبنان ترحيل اللاجئين السوريين.. كيف ينظر الأردنيون إلى عودة لاجئي الأردن؟
ملفُ عودةُ اللاجئينَ السورينَ إلى بلادهم، يعودُ للواجهةِ مجدداً، خاصة بعد قرار الرئيس اللبناني، ببدء عودة اللاجئين إلى سوريا، هذه التصريحات سرعان ما صعد تحركات البلدان المستضيفة للاجئين، ومن ضمنها الأردن، بفتح مصير العودة في السر والعلن.
ففي الوقت الذي تتحدث به عدد من تلك الدول المستضيفة عن عودة اللاجئين، أظهرت دراسة استطلاعية نشرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومركز نماء للاستشارات الاستراتيجية، أن 92 في المئة من الأردنيين يقولون إنهم متعاطفون مع اللاجئين.
أردنيون بين مؤيد ومعارض حول عودتهم
وخلال حديثنا مع عدد من الأردنيين، عبروا عن رفضهم لعودة اللاجئين في ظل الأوضاع الراهنة داخل الأراضي السورية، وهذا ما اتفق عليه كل من سعد وخالد، اللذان طالبا بضرورة وجود ضمانات لعودتهم.
وقال سعد العلي وهو يعيش شمال الأردن (أكثر المناطق تواجد للاجئين السورين) إنه يؤيد عودة اللاجئين السورين إلى بلادهم، رافضاً عودتهم في ظل الأوضاع الراهنة جراء الأوضاع غير المستقرة بحسب وصفة.
وأشار العلي إلى أنّ الإعلام السوري والأجنبي ما زال يتحدث عن نزاعات قائمة إضافة إلى خطورة الأوضاع الأمنية والأوضاع الاقتصادية في الداخل السوري.
أما خالد خلدون الذي اتفق مع سعد حول خطورة الأوضاع الأمنية في الداخل السوري، قال إنّه لا بد من اتخاذ عدد من الإجراءات لضمان عودة اللاجئين أولها اصدار عفو شامل عن جميع المطلوبين في الداخل والخارج السوري، إضافة إلى تهيئة البنية التحتية، فالكثير من الأحياء السكنية دمرت بالكامل.
في المقابل يرى كل من محمد ونور ضرورة عودة اللاجئين السوريين الآمنة إلى بلادهم بهدف إعادة بناء وتأهيل سوريا، وأن وجودهم خارج سوريا لا يسمن ولا يغني من جوع.
حيث طالب محمد تيسير، من اللاجئين السورين بالعودة إلى بلادهم ومساكنهم في سوريا، من أجل إعادة إعمار وتأهيل سوريا في مختلف المجالات "السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والبنى التحتية"، خاصة وأنّ الحياة الطبيعية عادت إلى سوريا وتحديداً العاصمة دمشق، مستشهداً بالعديد من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بذلك.
وهذا ما اتفقت عليه نور سعيد، بأنه لا بد من عودة اللاجئين إلى بلادهم، وأنّ تواجدهم ولجوئهم للدول المجاورة والأجنبية، لن يسفر عن حل جذري للأزمة السورية الذي استمرت لأكثر من 10 سنوات.
إستمع الآن
هل أصبحت سوريا "دولة آمنة"؟
الحكومة السورية وبضغط من روسيا، تعمل على ترويج فكرة عودة اللاجئين السوريين لبلادهم، من خلال عقد مؤتمرات دولية، وأن الأوضاع باتت آمنة.
في حين يرى أستاذ العلوم السياسية، خير ذيابات، وجود العديد من التحديات أمام عودة ملايين السورين إلى بلادهم، وأن ظروف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم غير موجودة، لافتاً إلى أنّ عودة اللاجئين السوريين يجب أن تكون آمنة وطوعية وهي ظروف غير موجودة في سوريا.
وأضاف الدكتور ذيابات، في حديث لبرنامج سوريون بيننا، أنّ صعوبات وتحديات تواجه المسار السياسي لحل الأزمة في سوريا، مشدداً على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار برغبة اللاجئين أنفسهم بذلك.
ويبقى ملف عودة اللاجئين مقلقاً لدى المجتمع الدولي، خاصة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي صعدت تحذيراتها عبر بياناتها الصحفية بوصفها الظروف داخل الأراضي السورية غير مواتية لعودتهم، جراء توترات العمل العسكري.
مباحثات أردنية – سورية، أردنية - تركية بملف العودة
وفي وقت سابق بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره السوري فيصل المقداد، الشهر الماضي عددا من القضايا، وفي مقدمتها عودة اللاجئين، وذلك في لقاء بنيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى تهيئة الظروف اللازمة للعودة الطوعية للاجئين.
في حين قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مع نظيرة الأردني، في مارس الماضي، إن بلاده تعمل مع الأردن من أجل عودة طوعية للسوريين اللاجئين إلى بلادهم، معرباً عن رغبة بلاده في تنظيم مؤتمر وزاري لمناقشة العودة الطوعية للاجئين السوريين.
ويعيش في الأردن نحو 676 ألف لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فيما تقول إحصائيات حكومية إن مليونا و300 ألف سوري في المملكة.