بعد إحدى عشرة سنة من اللجوء.. أحلام السوريين بالعودة تتناثر

"بلادي وإن جارت علي عزيزة، وأهلي وإن ضنوا علي كرامُ"، أبياتٌ شعريةٌ ذُكرت في العصرِ الجاهليّ، إلا أنها حاضرةٌ معنا في وقتنا هذا، فهذه الكلمات، يرددها اللاجئين السورين في الأردن، ويرسمون حلمهم بالعودة إلى ديارهم، رغم مرور إحدى عشر عاماً على الأزمة.

فتلك الأحلام  والأمنيات، وسّمت بالألم والجراح العميقتين، وعلى أملِ العودة لسوريا كما كانت، وفق ما تحدث به اللاجئة سميرة.

وقالت إنه بعد مرور 11 عاماً على الأزمة السورية، وتداعيات من حروب وتهجير وفقدان للأحبة والأصدقاء، ما زلنا ننتظر بحرقة للرجوع إلى البلد وبأسرع وقت، مشيرةً إلى أن كان هناك العديد من الأسباب التي بطأت من تحقيق أهداف الثورة.

وتمنت اللاجئة سمير عبر حديثها لسوريون بيننا، العودة إلى بلادهم وعودة سوريا كما كانت في السابق، بعيدة عن الدمار والحورب وأصوات الرصاص والقذائف، مستذكرة "حارات الشام القديمة، وسوق الحميدية، والتذوق من أطباقها الشهية".

أحلام السورين محاط بحالة ومن الفقر والمعاناة والبؤس، فاللاجئ سعيد، لا يبدو سعيداً بذكرى الأزمة السورية.

فعبر لنا عن حجم المأساه والمعانة الذي تكبدها اللاجئين والنازحين جراء هذه الأزمة، مؤكداً بان السوريون خرجوا من بيوتهم وبلادهم من أجل كلمة "الحررية" وبهد 11 عام ما زلنا متمسكين بهذه الكلمة، مطالباً بعودة كريمة وأمنة إلى سوريا.

تقاريرُ دولية رجحت ألا يتم التوصل إلى اتفاق رسمي لإنهاء الحرب السورية، وبدء السلام، وأشارت تلك التقارير إلى أن بقاء الوضع الراهن قد يبدد الآمال في عودة السوريين لبلادهم، وهذا ما اتفق معه المحلل السياسي د. رضوان المجالي.

وقال: "بما يخص الأزمة السورية، بعد مرور 11 عاماً، نجد أن الثورة لم تحقق أي نتائج ايجابية على أرض الواقع، وهناك فروقات عديدة ما بين السنوات ما قبل الثورة وما بين هذه الأيام، من ناحية الواقع السياسي واستقرار الواقع الاقتصادي والاجتماعي، لافتاً إلى أن سوريا أصبحت مجزئة جراء التدخلات الإيرانية والروسية داخل الأراضي السوري".

وبين في حديث لسوريون بيننا، أن ما يمنع عودة اللاجئين إلى بلادهم والذي يقدر أعدادهم بالملايين، هو عدم وجود استقرار حقيقي داخل المناطق السوري، موضحاً بأن التهدئة التي يعمل بها أطراف النزاع السوري هي عبارة تهدئة مؤقته ويمكن أن تعود الشرارة في آية لحظة، الأمر الذي يشعر به اللاجئون بأن تلك التهدئة لا تفضي للاستقرار أو أمن.

أشار إلى وجود عوامل عديدة متعلقة بعدم عودة اللاجئين، منها المتعلقة بالنظام السوري ومنها ما تتعلق في اللاجئين أنفسهم، وأن أبرز ما يمنع عودتهم إلى بلادهم، هو الواقع الاقتصادي المنهار، إضافة إلى خوف السورين على حياتهم في ظل وجود التهدئة المؤقته.

المختص في شؤون اللاجئين حمودة مكاوي، الذي اتفق مع المحلل السياسي رضوان المجالي، بأن الثورة السورية لم تحقق أية نتائج على ارض الواقع رغم مرور 11 عاماً عليها، ويتحدث إلينا عن العديد من أسباب التي من الممكن أن تممنع تحقيق حلم ملايين السورين اللاجئين في دول الجوار.

وقال مكاوي، إنّ ما يمنع السورين من العودة إلى بلادهم رغم استقرار بعض المناطق واعلان التهدئة، الا أنهم ما زالوا في هاجس الاستقرار الأمني، لافتاً إلى ان ما يطالبه اللاجئون للعودة إلى بلادهم هو وجود حماية قانونية ودولية تضمن عند عودة هؤلاء اللاجئين إلى سوريا، أن تضمن عدم اعتقالاهم أو تعرضهم للقتل او الخطف او الاختفاء القصري.

وتسببت الأزمة في نزوح ولجوء أكثر من نصف سكان سوريا، البالغ عددهم قبل الحرب 23 مليون نسمة، حيث نزح 6.2 مليون لاجئ إلى داخل سوريا، و6.5 مليون يعيشون في دول الجوار وأوروبا، في حين عاد إلى سوريا  أكثر من 250 ألف لاجئ فقط.

أضف تعليقك