المفوضية: 35 % فقط من اللاجئين في الأردن لديهم وظائف يعودون إليها بعد رفع حظر كورونا

مخيم الزعتري للاجئين السوريين

ناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم كافة الدول حول العالم ببذل المزيد من الجهد لتوفير المأوى لملايين اللاجئين وغيرهم ممن هجرتهم النزاعات أو الاضطهاد أو الأحداث التي تُخل بالنظام العام على نحو خطير.

وأظهر تقرير للمفوضية صدر اليوم الخميس ووصل "عمان نت" نسخة منه، أن النزوح القسري يطال تأثيره الآن أكثر من 1% من سكان العالم - وبالتحديد 1 من بين 97 شخصاً - مع عدم قدرة المزيد من أولئك الفارين على العودة إلى ديارهم.



ويظهر تقرير الاتجاهات العالمية السنوي والذي تصدره المفوضية قبل يومين من تاريخ 20 حزيران والذي يصادف يوم اللاجئ العالمي، أن 79.5 مليون شخص نزحوا عن ديارهم مع نهاية عام 2019، وهو رقم لم تشهد المفوضية أعلى منه من قبل.



كما يشير التقرير إلى تضاؤل فرص اللاجئين من حيث الآمال المعقودة على رؤية نهاية سريعة لمحنتهم؛ ففي تسعينات القرن الماضي، تمكن ما معدله 1.5 مليون لاجئ من العودة إلى ديارهم كل عام.



وعلى مدى العقد الماضي، انخفض هذا العدد إلى حوالي 385,000 شخص، مما يعني أن ارتفاع أعداد المهجرين يفوق إلى حد كبير إيجاد الحلول.



وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: "إننا نشهد واقعاً متغيراً وهو أن النزوح القسري ليس أكثر انتشاراً في الوقت الحاضر فحسب، بل إنه ببساطة لم يعد ظاهرة مؤقتة وقصيرة الأجل".

وأضاف: "لا يمكننا انتظار أن يعيش الأشخاص في حالة من الاضطراب لسنوات متتالية، دون فرصة للعودة إلى ديارهم، ولا أمل في بناء مستقبل لانفسهم في مكان تواجدهم. نحن بحاجة إلى أسلوب جديد كلياً يكون أكثر ترحيباً بكافة الأشخاص الفارين، إلى جانب جهود أكثر عزماً على إيجاد حلول للنزاعات التي تستمر لسنوات والتي هي أساس هذه المعاناة الهائلة".



بالإضافة إلى ذلك، يجد اللاجئون في جميع أنحاء الأردن أنفسهم يعيشون بشكل متزايد في فقر وخاصة نتيجة لأزمة فيروس كورونا الأخيرة.

قبل تفشي الوباء، كان 79٪ من اللاجئين في الأردن يعيشون بالفعل تحت خط الفقر، لكن الدراسات الاستقصائية الأخيرة تشير إلى أن هذه النسبة قد زادت الآن. هناك 35٪ فقط من اللاجئين في الأردن لديهم وظائف يعودون إليها عند رفع الحظر الخاص أزمة كورونا.



وقال ممثل المفوضية في الأردن دومينيك بارتش: "لقد أثرت أزمة الفيروس كورونا على حياتنا وعلى اللاجئين والأردنيين على حد سواء وسوف تستمر في التأثير على المدى الطويل لعدة شهور قادمة".

وأضاف: "إلى جانب الإحصائيات الصادمة التي صدرت في تقرير الاتجاهات العالمية اليوم، من الواضح أنه يجب أن يكون هناك جهد جماعي في تلبية احتياجات اللاجئين، حيث تلعب كل من المجتمعات الدولية والوطنية دورًا مهمًا".



ويظهر تقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن المفوضية أنه من بين 79.5 مليون شخص ممن نزحوا عن ديارهم نهاية العام الماضي، كان هناك 45.7 مليون شخص ممن فروا إلى مناطق أخرى داخل بلدانهم، أما الباقون فكانوا أشخاصاً مهجرين في أماكن أخرى، من بينهم 4.2 مليون شخص ممن ينتظرون نتائج طلبات اللجوء التي قدموها، في حين أن هناك 29.6 مليون لاجئ، إضافة إلى آخرين من المهجرين قسراً خارج بلدانهم.



ويعتبر الارتفاع السنوي للأعداد، من 70.8 مليون شخص نهاية عام 2018، نتيجة عاملين رئيسيين: الأول هو النزوح الجديد والمثير للقلق في عام 2019، لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومنطقة الساحل، واليمن، وسوريا التي تسير في عامها العاشر من النزاع والتي تستأثر وحدها بما مجموعه 13.2 مليون لاجئ وطالب لجوء ونازح داخلياً، وهو ما يمثل سدس إجمالي الأعداد على المستوى العالمي.



والثاني هو التطور الذي طرأ على وضع الفنزويليين خارج بلادهم، حيث أن كثيراً منهم غير مسجلين قانونياً كلاجئين أو طالبي لجوء، ولكنهم بحاجة إلى ترتيبات مراعية للحماية.



وضمن كل هذه الأرقام هناك أعداد كبيرة من الأزمات الفردية والشخصية، ويفوق عدد الأطفال (المُقدَّر عددهم بحوالي 30-34 مليوناً، من ضمنهم عشرات الآلاف من غير المصحوبين بذويهم)، على سبيل المثال، العدد الكلي لسكان كل من أستراليا والدنمارك ومنغوليا مجتمعين.

وفي الوقت نفسه، فإن نسبة المهجرين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر (4%) أقل بكثير من النسبة العالمية (12%) - وهي إحصائية تعكس مستوى الحسرة والشعور باليأس والتضحية والبعد عن الأهل.

وأوردت المفوضية 8 نقاط يجب معرفتها حول النزوح القسري، هي كالآتي: 

- اضطر 100 مليون شخص على الأقل للفرار من ديارهم في العقد الماضي بحثاً عن مأوى سواء داخل أو خارج بلدانهم، أي أن عدد الأشخاص الفارين من منازلهم يفوق العدد الكلي لسكان مصر، وهو البلد الذي يحتل المركز الرابع عشر من حيث عدد سكان العالم.



- تضاعف مستوى النزوح القسري تقريباً منذ عام 2010 (41 مليون شخص مقابل 79.5 مليوناً الآن).



- يعيش 80% من عدد المهجرين حول العالم في بلدان أو أقاليم متضررة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد - والكثير من هذه البلدان تواجه مخاطر تتعلق بالمناخ وغيرها من الكوارث.



- أكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين في العالم (77%) عالقون في أوضاع نزوح طويلة الأمد - كالوضع في أفغانستان على سبيل المثال والذي يسير الآن في عقده الخامس.



- يعيش أكثر من ثمانية من كل 10 لاجئين (85%) في البلدان النامية، وعادة ما تكون بلداناً مجاورة للبلد الذي فروا منه.



- هناك خمس دول تشكل ثلثي عدد المهجرين عبر الحدود، وهي: سوريا وفنزويلا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار.



- يشتمل تقرير "الاتجاهات العالمية" على كافة جموع النازحين واللاجئين الرئيسيين، بما في ذلك 5.6 مليون لاجئ فلسطيني ممن ينضوون تحت ولاية الأونروا، وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.



- يشمل التزام "التنمية المستدامة لعام 2030" والمتمثل في "عدم إغفال أحد" الآن وبشكل صريح اللاجئين، وذلك بفضل مؤشر جديد عن اللاجئين صادقت عليه اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة في شهر مارس من هذا العام.

 

أضف تعليقك