دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدعم ملايين اللاجئين والنازحين لإنقاذهم من تداعيات فيروس كورونا، إذ أطلقت حملة عالمية بعنوان ”خيرك يفرق في رمضان“ بهدف المساعدة في جمع الأموال اللازمة للاجئين والنازحين داخلياً من الفئات الأشد ضعفاً.
وقالت المفوضية في بيان اليوم الخميس، إن هناك حاجة ماسة وعاجلة هذا العام للمساهمات وذلك من أجل تفادي انزلاق المزيد من الأشخاص في المزيد من الفقر في ظل الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا.
وأضافت أن الملايين من الأشخاص الذين فروا من الحروب والعنف يستعدون للانضمام إلى غيرهم حول العالم للاحتفاء بقدوم شهر رمضان، وذلك في ظل الظروف الاستثنائية التي تقرضها أزمة كورونا.
وتهدف الحملة الرمضانية العالمية إلى جمع مبالغ إضافية لتوفير الدعم الحيوي كالمأوى والغذاء والمياه الصالحة للشرب والمساعدة النقدية للاجئين والنازحين من الفئات الأكثر ضعفاً، من ضمنهم الأيتام والنساء المعيلات لأسرهن، وكبار السن في كل من سوريا واليمن والعراق واللاجئين الماليين في موريتانيا، إضافة إلى اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش.
وستوفر هذه الحملة تمويلاً تكميلياً للمفوضية لتمكينها من المضي قدماً في برامجها المنتظمة وكذلك تقديم الدعم الذي تشتد الحاجة إليه لتلبية الاحتياجات المتزايدة الجديدة الناجمة عن وباء فيروس كورونا، وفق ما ورد في البيان.
إقرأ أيضاً: رمضان السوريين في الأردن... معاناة يفاقمها كورونا
بدوره قال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين:” يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام في وقت يرزح فيه العالم تحت وطأة كبيرة من المعاناة. لكن بفضل ما يتميز به جوهر شهر رمضان، يمكن للكثيرين أن يجدوا العزاء والأمل. ويجد كل فرد منا نفسه ضعيفاً في مواجهة هذا الوباء -لكن اللاجئين، والنازحين داخلياً والمجتمعات الفقيرة المستضيفة لهم يعتبرون من بين أكثر الفئات عرضة للخطر. وفي وقت باتت فيه إنسانيتنا الجماعية على المحك، فإنهم في أمس الحاجة إلى المساعدة والدعم المنقذ للحياة“.
وأضاف غراندي:” إن خصال التراحم والسخاء والخير – والتي تجسد القيم الحقيقية للعطاء من خلال الزكاة – تعتبر من الأمور الجوهرية اليوم أكثر من أي وقت مضى“.
ويواجه ملايين اللاجئين والنازحين داخلياً ممن يشهدون شهر رمضان هذا العام واقعاً صعباً، حيث يصارع معظم اللاجئين من أجل تدبر أمورهم المعيشية، معتمدين على فرص العمل العابرة والتي تلاشت الآن، حيث تؤدي القيود المفروضة على الحركة وغيرها من تدابير الصحة العامة إلى تراجع في الاقتصاد العالمي. وقد نزح الكثير منهم لسنوات، وهم الآن مثقلون بالديون ويضطرون للاستغناء عن بعض وجباتهم، أو اللجوء إلى عمل الأطفال أو الزواج القسري، حسب بيان المفوضية.
وأشار البيان إلى أن كثيراً ما يكون اللاجئون والنازحون داخلياً من بين أكثر أفراد المجتمع تهميشاً وضعفاً، وهم معرضون للخطر بشكل خاص خلال فترة هذا الوباء. وغالباً ما يعاني هؤلاء، إلى جانب المجتمعات المحلية التي تستضيفهم، من محدودية الوصول إلى مصادر المياه والمواد والنظم الصحية، ويصارعون من أجل البقاء في ظل موارد اجتماعية واقتصادية شحيحة. وسوف يستقبل الكثير من أولئك الأشخاص شهر رمضان هذا العام دونما يقين من وجود طعام على الطاولة عند حلول موعد الإفطار.
وتعمل المفوضية مع الحكومات والشركاء في المجال الإنساني من أجل ضمان إدراج اللاجئين والنازحين داخلياً في خطط الاستجابة الوطنية الهادفة للتصدي لفيروس كورونا، وتقوم بتوسيع نطاق المساعدات النقدية وغيرها من أشكال المساعدة. ولكن هناك حاجة الآن للحصول على دعم مالي عاجل وإضافي للمساعدة في ضمان قدرة هؤلاء الأشخاص على البقاء في هذه الأوقات الصعبة.