الفن في ارض النزوح إختاره السوريون علاجا وإبداع

 الفن في ارض النزوح إختاره السوريون علاجا وإبداع
الرابط المختصر

لجأ كثير من النازحين السوريين الى الفن لتفريغ ما في صدورهم من مشاعر وأفكار، يستخدم البعض منهم مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أعماله، بينما فضل آخرون مخيمات اللجوء كبيئة للعمل مع الاطفال النازحين.

 

"محمود صدقة" لاجىء فلسطيني ادرك واقع اللجوء الصعب حاول من خلال معرض "ألوان من الزعتري " التخفيف من معاناة المخيم على السوريين، و أختار الرسم كإحدى أدوات العلاج النفسي للأطفال الذين عانوا مأساة النزوح واصبحوا ضحايا الحرب الدائرة في بلادهم، بهدف تفريغ الطاقة السلبية في داخلهم وتغير سلوكهم نحو الأفضل.

 

ويقول "صدقة": أن التزام الأطفال بالدراسة والمدرسة وإقدامهم على التعلم، تحسن بعد الجلسات الأولى من التدريب على الرسم وعمل المستشار النفسي معهم، وعادت الابتسامة الى وجوه الكثيرن منهم بعد أن هجرتها لفترة طويلة حسب تعبيره.

 

الممثل والمخرج نوارة بلبل اختار مخيم الزعتري أيضا ليكون موقعا لعمله الذي يفتخر به، ويعتبر بلبل أن عمله على مسرحية "شكسبير في الزعتري" هي أول عمل ذو قيمة فنيه حقيقية، طوال تاريخه الفني المتواضع الذي يمتد من عام 1989 الى اليوم.

 

الناقد السينمائي محمود زواوي يرى أن الناتج الفني السوري في أرض النزوح ستكون له نتائج باهرة حتما، فهو شعب خلاق وله باع عريق في تاريخ الفن في المنطقة، ويؤكد أن الأوضاع المأساوية لا تحول دون الإبداع في أي مجتمع.

 

من جانبه يرى المختص في علم النفس والمجتمع محمد الحباشنة أن الفن والأدب والموسيقا والرسم هو مرآة لما يعيشة الفرد، وفي أوقات الأزمات يكثر عدد من يعبرون عن ذاتهم باستخدام لغة الفن ولكن قد يكون ذلك على حساب نوعية المنتج الفني.

 

ويؤكد الحباشنة أن الحروب والأزمات لا تنتج فنا مزدها ولكن تنتج تعبيرات فنيه وأدبية، إلا أن الأزمات قد تكون هي الشعلة التي أوقدت الموهبة في داخل ذوي الموهبة الحقيقية التي كانت ستظهر حتما حتى بعدم وجود الأزمات الضاغطة نفسيا.

 

ساعد التطور التقني في تسهيل وسائل التعبير على الجميع، فزال الرقيب وأصبح تقييم أي عمل فني قيد حكم المشاهد فقط، فالفن لغة عالمية للتواصل سخرها النازوحون السوريون لعلاج الاطفال نفسيا، بينما جندها آخرون لإيصال رسالتهم الى العالم، علها تعكس مأساة الحرب الدائرة في بلادهم.