على الرغم من ظروف الحرب التي عانت منها والمرض الذي أصابها في مقتبل عمرها استطاعت ان تتفوق في جامعتها روز العبدالله طالبة سورية لجأت الى الأردن 2014بسبب الاحداث المندلعة في منطقتها السويداء واضطرت الى ترك دراستها الجامعية في سنتها الثالثة من تخصص علم الأجتماع
تقول روز أنها قررت الألتحاق في جامعات الأردن بعد عدم قدرتها على العودة الى بلدها وبدأت من الصفر في دراسة تخصص جديد في الأذاعة والتلفزيون الذي كانت تطمح له منذ البداية لكن مع أرتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات الأردنية لم يكن الأمر سهلا بالنسبة الى عائلة لجأت حديثا الى بلد جديد ذلك توقفت روز لفصل دراسي وعملت ك ميك اب ارتست وايضا عملت في شركة للخياطة لمدة سنة لتكون قادرة على تسديد اقساطها الجامعية
منذ لجوء عائلة روز الى الأردن لم تكن من العائلات المسجلة لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لكن بعد العقبات التي واجهتها قررت الحصول على مفوضية لتتمكن من التسجيل في المنح الدراسية التي تم تقديمها
"حصلت على المنحة بالسنة الثانية من دراستي وبكل فصل كنت من الطلبة اللي بتتوج أسمائهم على لائحة الشرف بس القصة ما كملت معي خاصة بعد ما عرفت اني مصابة بالفشل الكلوي وقتها عانيت من أزمة نفسية وأضطريت استخدم كرسي متحرك حتى داخل البيت " هكذا عبرت العبدالله عن مرضها
وأكملت بالحديث عن وضعها الصحي بقولها "عانت من فقر الدم واصبحت بحاجة الى وحدات دم ورافقتني خلال هذه الفترة اسطوانات الأوكسجين التي لم اكن قادرة على التحرك بدونها" بدأت روز بالشعور بالأحباط والخوف من عدم قدرتها على تحقيق أحلامها لكن عزيمتها وأصرارها لم تتوقف
انقطعت روز عن جامعتها للمرة الثانية الى ان بدأت جائحة كورونا التي كانت المنقذ الوحيد لها حسب تعبيرها بسبب صعوبة تنقلها بين مكان سكنها الازرق والزرقاء حينها تواصلت معها ادارة المنحة لأكمال دراستها واستطاعت روز الألتحاق مرة آخرى بمحاضراتها على الرغم من استمرارها في العلاج وجلسات الغسيل الكلوي الا أنها كانت تتابع محاضراتها اثناء تواجدها في المستشفى وتقديم الأمتحانات في نفس الظروف لكن هذا لم يشكل عقبة في طريقها بل دفعها الى المضي قدما بدعم عائلتها وخطبيها الذين لم يتخلوا عنها طوال فترة العلاج
لم تشعر روز أنها غريبة بين الطلبة في جامعتها بل أنها كانت على علاقة جيدة بكل زملائها من مختلف الجنسيات واستطاعت الحصول على حب الجميع وخاصة دكاترتها الذين كانوا دائما يشيدون بتفوقها وتميزها الأكاديمي
روز واحدة من بين الآف اللاجئين الذين لم تكسرهم قيود الحرب واللجوء ولا حتى المرض فهم في كل مرة يثبتون للعالم انهم قادرين على تقديم افضل ما لديهم في البلدان التي منحتهم فرصة ثانية للحياة