منذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية بدأت ذاكرة اللاجئين السوريين بالعودة الى الوراء فهم الى يومنا هذا لا يزالون يعانون من تبعات الذاكرة طويلة الأمد التي لا تزال تحتفظ بمأساتهم بدءا من اصوات الرصاص والقذائف والصواريخ وانتهاء بأزمة التشرد واللجوء.
"الغزو الروسي لأوكرانيا رجعنا لذكرى الحرب ببلدنا حتى الصور والفيديوهات الي أنتشرت بالأعلام حسستني بتعاطف تجاه الأوكرانيين لأن عشنا بالضبط اللي عاشوه خاصة عشنا القصف زعدم وقوف الدول جمبهن حتى حظر جوي ما عملوا فوق اوكرانيا متل ما صار معنا" هذا ما عبر عنه عبد السلام الحموي بالتزامن مع بدء الحرب الروسية-الأوكرانية.
الحموي لاجئ سوري (25 عاما) يضيف "فعليا الاوكرانيين لقوا تعاطف أكبر من اللي لقينا نحنا بحربنا خاصة انو المسبب للحرب هو روسيا عنا وعندهن شفنا انو فتحولهن الابواب بأتجاه الحدود البولندية وقدمولهن الحماية فورا ومع هيك بحس انو لهلئ لساتنا متضامنين مع الاوكرانيين لأن هي اللحظات ما بحس فيها الا اللي عاشها"
التضامن والانسانية لا تتجزأ فمن ذاق ويلات الحرب لا يمكن ان يتقبل ان يعيشها اي شعب أخر حتى لو كان هذا الشعب من عرق ولون ودين مختلف اذ تقول ام يزن وهي لاجئة سورية في الاردن منذ 2014 "فقدت زوجي بالحرب وضل ابني يتيم لهيك احنا أكثر شعب بيعرف شعور الفقد تعاطفنا كتير كبير مع الشعب والآمهات الأوكرانيات وبندعيلهم بالصبر والتحمل كل يوم وانشالله العالم ما بيتخلى عنهم متل ما عملوا معنا"
وبالحديث عن رحلة اللجوء تقول رانيا أحمد لاجئة سوري في الاردن" كل مشهد عم شوفو بالتلفزيون للشعب الاوكراني وهو عم يلجأ لبلد مجاور بذكرني بكل لحظة مريت فيها أثناء عبوري الحدود الأردنية غصة انك تترك بلدك محاطة بدمار هائل واهلك واحبابك وراك لا يمكن اني اوصفها بكلام "
وفي اتصال هاتفي مع الأخصائية النفسية رهف محي الدين عن الأثر النفسي للاجئين تقول "ان الحرب الروسية-الاوكرانية لها اثر كبير على العالم خاصة على مناطق النزاع والمناطق الهشة اقتصاديا مثل سوريا وتكرار مشاهد الحرب يؤدي لتكرار الازمة النفسية لدى السوريين لأن سوريا طرف خفي ومتأثر في الحرب من النواحي الأمنية والغذائية والعسكرية
وتضيف حسب دراسة اجرتها هارفرد 22 بالمئة من الاشخاص ضمن مناطق النزاع والحرب يعانوا من اضطراب شدة ما بعد الصدمة والقلق والتوتر والفوبيا أضافة ان 9 من الاشخاص يعانوا من اضطرابات عقلية ونفسية"
عشر سنوات من الحرب السورية التي أودت بهم الى دول الشتات كفيلة بجعل السوريين محاطين بسرادب من الآلام التي عاشت معهم طوال هذه المدة وعند أول بصيص أمل للتجاوز تعود بهم حروب المنطقة لتذكرهم بمأساتهم التي تركت ندوبا داخلية تجعلهم متعاطفين مع ما يمر به الشعب الاوكراني
ويعيش في الأردن نحو 670 ألف لاجئ سوري مسجلا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بينما تقول الحكومة إن نحو مليون و300 ألف سوري في المملكة.