الثقافة.. ملتقى يجمع ما بين الأردنيين والسوريين

مخيم الزعتري للاجئين السوريين

بعد أن أصبح السوريون جزءاً من النسيج الاجتماعي في الأردن ولا سيما في إربد، جاء المشهد الثقافي ليخلق ملتقى يجمع ما بين السوريين والأردنيين، ولتصبح عاصمة الثقافة العربية لهذا العام رافداً ثقافياً ومعززاً للاندماج والتمازج الفكري.

ولكن كيف كانت أوجه هذا التمازج بحسب الكاتبة مرام رحمون: "التمازج يلي صار بين المثقفين السوريين والمثقفين الأردنيين أثرى الحالة الثقافية جداً، بحيث أنه أدخل عنصر من حياة مشابهة لكنها ليست صورة طبق الأصل، فلما دخل المثقف السوري على الوسط الثقافي الأردني الحالة بحيث زاد المادة الأدبية".

وعن هذه الإضافة في المحتوى الأدبي استكملت الكاتبة رحمون: "يعني لما بدك تكتب عن جارك اللاجئ أو جارك السوري يلي اجا أثناء الأزمة بدك تكتب عن حالته عن كيف اجا، واحد اجاك من مجتمع تاني غير مجتمعك بالتالي زادت المادة الأدبية".

والتمازج بين المثقف السوري والأردني انقسم إلى شريحتين بحسب رحمون: "شريحة اكتفت بالمشاركة بالأعمال الثقافية أو الأمسيات الأدبية أو حتى تشارك المثقفين الأردنيين بكتب مشتركة، أو تشتغل على تدقيق الكتب أو مثلاً تساعد بإنجاز بعض المشروعات الأدبية.

القسم التاني يلي اكتفى فقط بالنظر مثل الصحفيين وبعض المثقفين الكبار يلي اكتفوا بالوجود على الهامش، وحتى بعض الكتاب السوريين يلي كان عندهن الكتابة مجرد هواية يمارسها للتنفيس عن يومه وأصدروا منشورات وكتب بالمملكة الأردنية الهاشمية".

ولكن ماذا عن المجال الفني وهل شهد اندماجاً مختلفاً، تقول رحمون: "كم كبير من السوريين اندمج مع الفنانين الأردنيين الرسامين وأنتج معارض جميلة".

والمشهد الثقافي في إربد يتمتع بخصائص بحسب الكاتب أنس الغوري: "أنو مشهد نابض حي دافي، بشكل مستمر حياته مستدامة، بتتمثل بالندوات الشعرية، في المسرح، من خلال الجلسات النقاشية للكتب في أكثر من مجال، والجلسات كانت بتتخلل طرفين سوريين أو الأخوة الأردنيين، وأهل إربد لا زالوا محافظين على النقاء الفطري والمثقف كذلك من خلال القراءات تترجم الثقافة في سلوكه".

وزاد التلاقي الثقافي بين السوريين والأردنيين بعد عام ٢٠١١ بحسب شادي أبو ناصر: "تم التعرف على كثير من الكتاب والأدباء والصحفيين وشعراء سوريين، وأصبح هناك حقيقة اندماج وانصهار ثقافي واضح وجلي، وأيضاً الكثير من الكتاب السوريين حصلوا على جوائز وأوسمة نتيجة مبادراتهم بالعمل الثقافي والمساهمة فيه، فبالتالي هناك الكثير من التعاضد بين المجتمعات العربية بالذات في مجال الثقافة والمعرفة والعلم، ونسبة القراء السوريين نسبة كبيرة منهم وهم من الشعوب المثقفة، وهذا الشيء حقيقة ميزة أضافت للأردن".

وتعد الثقافة أحد الركائز المهمة في تلاقح الأفكار، ومنها إلى توليد أفكار جديدة وخلاقة، قد تكون في نقل اللجوء من كونه ظرفاً قاسياً إلى محطة دافعة للإبداع والتلاقي الفكري.

أضف تعليقك