لم تمنعه الإعاقة البصرية وبعده عن أهله ووطنه، من إتمام مرحلة البكالوريوس في تخصص الصحافة والإعلام من إحدى الجامعات الأردنية.
الشاب السوري أحمد منينه، لجئ للأردن قبل عدة سنوات، حاملاً في خاطره حلماً كان يقول له الجميع بأنه من الصعب تحقيقه، لكن بحسب وصفه فإن بصيرته كانت أقوى من بصر الآخرين.
وأكد أحمد في حديث خاص لبرنامج "سوريون بيننا" الذي يبث على "راديو البلد"، أن المجتمع العربي دائماً ينظر إلى أصحاب الإعاقة البصرية او الكفيف إلى أنه يجب أن يعمل ضمن ثلاثة تخصصات فقط وهي التدريس أو شيخ مسجد أو موسيقي، مؤكداً على أن هذه النظرة دفعتهم للتسجيل في كلية الإعلام بجامعة الشرق الأوسط، وأنه يحاول تعلم كافة مهارات الصحفي الناجح ولا يهتم للتحديات التي من الممكن أن تظهر خلال مسيرته بسبب الإعاقة البصرية.
ولفت إلى أن الصورة النمطية عند العامة أما أن يكون "سوبر هيرو" أو يكون شخص متسول على باب الجامع بعد صلاة الجمعة، قائلاً "أنا بالنسبة إلي الطريقتين بالتعامل ما بتمثل واقع المكفوفين بشكل أو بأخر وأنا ما بدي أعيش بهذا الإطار والمجتمع أحياناً بحطك في إطار تجبر أن تتعامل معه أحياناً".
كان أحمد يحرص على عدم إظهار ضعفٍ بسبب إعاقته أو كما يقول زملائه أن يكون اتكاليًا على الأخرين في الجامعة، بحسب زميلته في المقاعد الدراسية فاطمة الزهراء، الذي أكدت بأن أحمد دائما يقدم مساعدات دراسية لزملائه الطلبة، وقالت: "أحمد لم يشعرنا بأن اعاقته ممكن ان تسبب له الاحراج او ضعف في التحصيل العلمي او ما شابه".
وأشارت خلال حديثها لبرنامج سورين بيننا، بأن أحمد كان داعم لنفسة وكان يتحدى نفسه وكان يقدم أكثر من أن يحتاج لمساعدة.
أساتذة الإعلام الذين درسوا أحمد يجدون فيه ما يجدوه في الكثير من الطلبة، ويرى الدكتور صدام المشاقبة أن أحمد يمتلك من المهارات الصحفية والإعلامية الذي من الممكن أن تأهله إلى سوق العمل.
وقال الدكتور المشاقبة، إنّ أحمد بالنسبة للجامعة ليس مجرد طالب لدية تحصيل علمي مرتفع، أحمد هو شاب مثقف وشاب لدية إطلاع عالي على الأدب والتاريخ والفلسفة والسياسة، وأحمد لدية عقل ناقد قادر على محاكمة حتى الكثير من المسلمات في المجتمع، مشيراً إلى أنّ أحمد مميزاً كثيراً عن باقي زملائه، وأن الزملاء الأساتذة تعتبره على مستوى أعلى من زملائه"
وبين المشاقبة إلى أن المفارقة بأن يكون أحمد فاقد حاسة مهمة وهي حاسة البصر، ولكنه مميز ويمتلك قدرات أعلى ممن يمتلكون الحواس الخمسة وهذه قيمة المفارقة وقيمة أحمد منينه، معتقداً بنا المستقبل أمام أحمد لأنه يمتلك كل مقومات الصحفي الناجح.
واليوم منينه ينتظر عدة أسابيع ليتم الإعلان رسمياً عن حصوله على درجة البكالوريوس في تخصص الصحافة والإعلام، فطموحه كما يقول بنفسه لا يتوقف عند الحصول على درجة البكالوريوس بل يسعى هذا الشاب السوري الكفيف لامتلاك مهارات وخبرات تمكنه من العمل في كبريات المؤسسات الإعلامية.