هَل شهر رمضان على اللاجئين السوريين هذا العام مع أزمة الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت الى ارتفاع أسعار السلع الغذائية وأثقلت كاهلهم في ممارسة طقوسهم الرمضانية التي اعتادوا عليها قبل بدء الحرب في بلادهم.
يجمع لاجئون سوريون على أن رمضان هذا العام هو الأشد وطأة على الإطلاق، فقد أضحت بعض العائلات عاجزة عن توفير مستلزمات أبسط السفر الرمضانية.
"سقالله أيام زمان يا أختي " عبارة تختزل حجم الحسرة بقلوب اللاجئين الذين تغير حالهم بعد لجوئهم الى الأردن هذا ما بدأت به ام مالك التي اعتادت على ملء سفرتها الرمضانية بأشهى الأصناف والأطباق.
ام مالك أرملة سورية لجأت الى الأردن عام 2014 مع عائلتها المكونة من ثلاث أطفال تقول " طول عمرنا تعودنا نملي سفرتنا بأطباقنا الرمضانية المعتادة، بالشام عنا عادة اول يوم رمضان منبيضها يعني منطبخ طبخة فيها لبن مثل شيخ المحشي شيشبرك شاكرية بس حاليا هاي الاكلات صارت للطبقة الغنية انا ك لاجئة كيف فيني امن مستلزمات هيك طبخات كبيرة بالغلا اللي عم نشوفوا" .
وتؤكد الاربعينية أسماء اللهيبي التي لجأت مع زوجها وأطفالها الأربعة الى الأردن عام 2013 وتعيش في محافظة المفرق انها تفقد بهجة رمضان منذ أعوام بسبب عدم قدرتها على استقباله وسط الظروف الاقتصادية الصعبة اذ تقول " طول عمرنا تعودنا نبعت سكبة للجيران من طبخاتنا هي عادة من عادات رمضان بسوريا بس حاليا كيف فيني ابعت سكبة لجارتي وانا يا دوب قادرة اعمل طبخة وحدة صغيرة لعيلتي".
وبالحديث عن المساعدات المقدمة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقول اللهيبي " بصمة عين والكوبونات قطعوها عني بحجة أنى مو من الأسر الأشد احتياجا كانوا بغطولي 50% من مصروف البيت، عندي ولد ترك المدرسة ويشتغل بالحسبة 7 دنانير باليوم شو بكفو هدول لعيلة لاجئة عندها مصاريف واجار بيت واجانا شهر رمضان".
وتشكو مروة الثلجي التي تعيش في محافظة المفرق وتعمل في المنظمات والجمعيات المحلية شهر وتبقى دون عمل أشهر من أوضاع اسرتها التي تعتبر المعيلة الوحيدة لهم أذ تقول " برمضان بسوريا كنت تلاقي أربع خمس أصناف من الأكل بسفرة كل بيت مثلا التسئية والشوربات والسلطات بأنواعها أطباق أساسية كل يوم غير الطبخة الكبيرة اللي لازم تكون موجودة أما حاليا بتفوت على أي بيت بتلاقي التسئية هي الطبق الوحيد على السفرة ".
وفي أتصال هاتفي مع الخبير الاقتصادي قاسم حموري للحديث عن أوضاع اللاجئين يقول إن ارتفاع الأسعار يصيب اللاجئين السوريين والمواطنين الأردنيين بشكل كبير ويعود سببه الى الحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا والتراجع الاقتصادي وانخفاض معدلات النمو
ويضيف الحموري انه يجب دعوة المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته تجاه اللاجئين، وتكثيف التكافل الاجتماعي والمبادرات وتوصيل الفائض من الطعام للاجئين بالإضافة الى التبرعات والخيم الرمضانية لدعم مخيمات اللاجئين.
ويذكر أن نحو 64% من اللاجئين في الأردن، يعيشون حاليا بأقل من 3 دنانير في اليوم، مما يظهر أنهم على وشك الوقوع في براثن الفقر، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.