2015.. سنة حُبلى بالأحداث.. استشهاد الكساسبة وحرب على الإرهاب
افتتح الأردنيون عام 2015 باستشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم "داعش" بعد أسره في آخر شهر من العام 2014.
استشهاد الكساسبة..
وقع الكساسبة في قبضة "داعش" في كانون أول 2014 بعد سقوط طائرته في ظروف غامضة، و تعددت الروايات حول أسباب سقوطها.
امتدت تداعيات أسر الكساسبة لعام 2015 بعد أن بدأت سلسلة من المفاوضات بين الأجهزة الأمنية الأردنية وتنظيم الدولة لإطلاق سراحه، إلا أن النهاية كانت غير سعيدة، فقد بث التنظيم في الثالث من شباط مقطع فيديو يظهر قتل الطيار الأردني حرقا داخل قفص حديدي على يد مقاتليه، لتأخذ الحادثة تفاعلات أكبر في شهر كانون الثاني، بعد أن أعلن سلاح الجو الملكي الأردني قصف مواقع للتنظيم في مدينة الرقة السورية بقنابل حملت آيات قرآنية، رافقها إعدامات سجناء جهاديين ردا على مقتل الكساسبة، وعلى رأسهم ساجدة الرشاوي الضالعة في تفجيرات فنادق عمان و العراقي زياد الكربولي.
وكشف التلفزيون الأردني حينها أن إعدام الطيار تم يوم 3 كانون الثاني 2015 وليس 3 شباط 2015 كما أعلن التنظيم.
وبقيت انعكاسات حرق الطيار الكساسبة تتفاعل على الساحة الأردنية تحت مسميات "الحرب على الخطاب التكفيري، وتعديل المناهج، وإحكام القبضة على المنابر" مع رسم راية الهاشميين على الطائرات الحربية الأردنية، وإعادة التذكير بدور الهاشميين دينيا وتاريخيا.
تحالفات إقليمية... وقوائم الجماعات الإرهابية
وربما كانت 2015 السنة الأكثر "براجماتية" للسياسية الأردنية الخارجية، والتي شهدت تحالفات إقليمية وتقاربا مع أطراف متناقضة، فقدت دخلت المملكة بتحالف عربي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، إلى جانب تحالف إسلامي شكلته السعودية مؤخرا، ولم يمنع ذلك الأردن من التقارب والتنسيق مع روسيا، حيث تخللها زيارة ملكية لموسكو، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، التي تشاركها تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ونتج عن التحالفات الأردنية مع الفرقاء، تكليف المملكة بمهمة "وضع قائمة بـ"الجماعات الإرهابية" في سوريا، بطلب من الدول المشاركة في اجتماع فيينا حول الازمة السورية، وعلى رأسها موسكو وواشنطن.
ويرى نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب هايل الدعجة أن "السياسة الخارجية الأردنية سياسة واقعية تتلاءم وتحقيق المصلحة الوطنية، وتعكس قوة العلاقة التي تربط المملكة مع دول الفرقاء التي تثق في الجهاز الاستخباراتي الأردني والقدرات العسكرية المعلوماتية، والتي تعكس اطلاع الأردن على المشهد في الإقليم، مما يدفع الأطراف الدولية للاقتراب أكثر من الأردن حتى تكون قريبة أكثر من تحقيق أهدافها فيما يخص محاربة "داعش" إن كانت جادة في ذلك".
اقتحامات الأقصى
على صعيد العلاقة مع "اسرائيل" سجل عام 2015 توترا عقب تكرار اقتحام عشرات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى تحت حراسة جنود الاحتلال الإسرائيلي، ووصلت التحذيرات الأردنية إلى حد تلويح الملك عبد الله الثاني بمصير معاهدة السلام.
وحاولت المملكة تركيب كاميرات مراقبة في الأقصى، إلا أنها مازالت عالقة و قيد الدراسة بعد رفض إسرائيلي للفكرة.
تضييق على الحريات.. اعتقالات وترحيل لاجئين..
وفي ملف الحريات.. شهدت 2015 تضييقات حكومية على فعاليات جماعة الإخوان المسلمين، ومنع إقامتها، وترخيص جمعية تحمل نفس اسم الجماعة، والحكم بالسجن على نائب المراقب العام زكي بني ارشيد، وإغلاق استديو البث المباشر في فضائية اليرموك، إضافة إلى اعتقال الداعية إياد القنيبي على خلفية منشور له على موقع الفيس بوك.
وشهدت عام 2015 انتقادات حقوقية للأردن بعد ان رحل 800 لاجئ سوادني من على اراضيه، وقالت الحكومة على لسان الناطق باسمها محمد المومني " انهم لا يحملون صفة اللجوء".
ولم يكن الحال افضل على الصعيد الحريات الإعلامية، فقد قامت السلطات الأردنية بتوقيف واعتقال صحفيين تحت تهم مختلفة حسب قوانين مكافحة الإرهاب و أمن الدولة وغيرها.
رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور يقول إن "سنة 2015 شهدت تضييقا على حرية الإعلام "من خلال استخدام التشريع بشكل قوي للتقييد، فقد اصدرت الحكومة قرارا لديوان تفسير القوانين يجيز حبس الصحفيين ورواد شبكات التواصل الاجتماعي استنادا للمادة 11 من قانون الجرائم الإلكترونية".
ويؤكد أن " الاعتداءات الجسدية على الصحفيين تراجعت في 2015 مع ارتفاع الرقابة الذاتية لدى الصحفيين، ومازال حجب المعلومات من قبل الجهات الرسمية قائما".
احداث أمنية معان .. اربد .. الموقر
و في ذات العام شهدت مدينة معان احداث أمنية و مطاردة لمطلوبين انتهت بأعمال شغب أدت إلى مقتل مطلوبين اثنين وإصابة 4 من قوات الدرك.
وشهدت المدينة أعمال شغب إثر تشييع اثنين من المطلوبين بتهم جنائية قتلا في تبادل لإطلاق النار مع الأجهزة الأمنية.
واتهم مواطنون في معان الأجهزة الأمنية بتدمير منازلهم اثناء البحث عن مطلوبين".
بينما قالت وزارة الداخلية في بيان لها ان "العملية التي نفذت لالقاء القبض على المطلوبين وعددهم اربعة اشخاص مسلحين ، ثلاثة منهم اشقاء مصنفون بدرجة " خطير جدا" وعند اقتراب القوة الامنية من المنزل الذي يتحصن به الخارجون على القانون انفجر لغم ارضي كان قد نصبه المطلوبون وادى الى اصابة احد افراد القوة الامنية وحالته حرجة، وجراء اطلاق الاعيرة النارية بكثافة من اسلحة اتوماتيكية وقنابل يدوية الصنع، اصيب ثلاثة من افراد القوة الامنية اصابات نارية متفرقة وحالتهم العامة مستقرة ، مؤكدا ان القوة الأمنية تعاملت مع مصدر النيران بالمثل.
ليسدل الستار على الأحداث بعد واسطات نيابية افضت بتسليم عدد من المطلوبين أنفسهم للأجهزة الأمنية.
ومن الأحداث التي شغلت الرأي العام الأردني في نوفمبر2015 " حادثة الموقر" والتي قتل فيها خمسة أشخاص و اصيب اخرون بينهم امريكيين على يد ضابط شرطة اردني قتل في نفس الحادثة في معهد تدريب للشرطة في منطقة الموقر جنوب العاصمة.
و في حادثة أخرى قتل اثنان من الشرطة (مال الدراوشة والعريف اسامة الجراروة) كانا في دورية نجدة على مثلث صما باربد على يد مسلحين انتقاما لمقتل شقيقهم على يد رجال الأمن العام في اشتباك سابق.
3 تعديلات وزارية.. وإقالة وزير الداخلية
وشهد عام 2015 3 تعديلات على حكومة عبد الله النسور كان أبرزها اقالة وزير الداخلية حسين هزاع المجالي بالاضافة لمدير قوات الدرك على خلفية احداث معان وسرقة مركبة لدائرة المخابرات العامة من قبل مطلوبين في المدينة.
و كُلف السبعيني سلامة حماد بحقيبة وزارة الداخلية و اللواء عاطف السعودي مديرا للأمن العام و اللواء الركن حسين الحواتمة مديرا للدرك.
و أجرى النسور تعديلا وزاريا على حكومته هو الثالث له في ثلاثة أعوام شمل حقيبتي المالية والنقل، حيث تسلم عمر ملحس وزاة المالية خلفا للوزير أمية طوقان في حين تسلم رئيس غرفة صناعة الأردن أيمن حتاحت وزارة النقل خلفا للوزيرة لينا شبيب.
تشريعات....
و على صعيد التشريعات 2015.. تقف الممكلة امام مشروع قانون الانتخاب الذي مازال يناقش في اروقة مجلس النواب، و بينما اقر الملك قوانين اللامركزية و البلديات والأحزاب.
و شهدت السنة تعيين فيصل الفايز رئيسا لمجلس الاعيان٬ خلفاً لعبد الرؤوف الروابدة بعد جدل حول موقفه من قانون اللامركزية.
وضع اقتصادي سيئ وارتفاع الدين العام
اقتصاديا وكما كل عام حملت 2015 وضعا اقتصاديا سيئا ليرتفع الدين العام الى24.4 مليار دينار وهو الأعلى في تاريخ المملكة، كما حملت قرارات برفع سعر اسطوانة الغاز وتعرفة مياه الشرب و ترخيص المركبات ليعقبها احتجاج شعبي ونيابي كاد ان يطيح بحكومة عبد الله النسور التي عدلت قرارها و وزعت فرق رفع اسطوانة الغاز على المشتقات الأخرى.
يقول المحلل الاقتصادي مازن ارشيد ان عام 2015 شهدت تراجعا في اسعار النفط و الفاتورة النفطية للمكلة بشكل حاد، كما سجلت ارتفاع الدين العام لرقم تاريخي".
وكانت جلسة نيابية مخصصة مناقشة سياسة الحكومة الإقتصادية فقدت نصابها القانوني ورفعت بعد نصف ساعة من بدء الجلسة مما اثار سخط عبر شبكات التواصل الإجتماعي حول أداء مجلس النواب الأردني ودوره في محاسبة الحكومة.
النائب بسام البطوش انتقد " فقدان النصاب " في جلسه و صفها " بالمهمة جدا " قائلا " كان يفترض ان يكون مجلس النواب امام استحقاق ومناقشة عامة في شأن حساس يمس كل مواطن اردني، وكان كل النواب على علم بموعد الجلسة و تسلموا جدول الأعمال".
ويرى النائب ان فقدان النصاب يدل " على عدم اهتمام ولامبالاة بمعاناة الشعب الأردني ، ويبعث برسالة للحكومة الأردنية لتطمئن بأن النواب غير معنيين بالدفاع عن حقوق الأردنيين ومستوى معيشتهم او تقديم بدائل للحكومة، وهذا يستزف من مصداقية المجلس امام الشعب".
وكان رئيس الحكومة عبد الله النسور برر في جلسة نيابية الأسبوع الماضي سياسته الإقتصادية مؤكدا " انها ليست سياسة جباية" مضيفا " المديونية في عهد حكومته لم ترتفع إلا ضمن المقرر سنوياً، وبما يتماشى مع قوانين الموازنة العامة المعتمدة من مجلس النواب".
يستعد الأردنيون لوداع عام واستقبال اخر، وكلهم أمل ان يحمل العام القادم ماهو افضل في ظل محيط ملتهب تترك الأحداث التي تدور فيه انعكاسات كبيرة على المملكة.
عمان تغرق... واغنية للتعداد السكاني تثير شبكات التواصل الاجتماعي
ويسجل في عام 2015 ان العاصمة عمان غرقت في مياه الأمطار التي خلفت اربعة وفيات ومئات المحاصرين، لتنشغل شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الأردني في الحادثة التي حمل مواطنين مسؤوليتها لأمانة العاصمة بسبب تقصيرها في صيانة البنية التحتية.
كما تداول الأردنيون في 2015 مقطع فيديو لنائب اردني واشقائه يعتدون بالضرب على عامل مصري في مدينة العقبة لتحال الحادثة الى القضاء.
وأحتلت أغنية اطلقها مطرب أردني بمناسبة التعداد السكاني مساحة واسعة في صفحات الأردنيين على شبكات التواصل الإجتماعي، ساخرين من تخصيص اغنية لهذه المناسبة وطريقة غنائها.
يؤكد المغني عمر السقار الذي ادى الأغنية انها "جاءت وليدة اللحظة دون توجيه حكومي".
يقول السقار انه" لم يتوقع الصدى الكبير الذي تركته الأغنية على شبكات التواصل الاجتماعي، مفسرا ذلك بسبب عدم ثقة المواطنين في الحكومة و حدوث خطأ بسيط من التلفزيون الأردني الذي لم يزامن الصوت مع الصورة لحظة الغناء".
اجتماعيا ..اثار مقتل سيدتي اعمال شقيقتين ثريا وجمانة السلطي بالأردن جدلا واسعا عبر شبكات التواصل الإجتماعي و وسائل الإعلام بسبب وفاتهم في ظروف غامضة، حيث تقول الرواية الرسمية ان السيدتين انتحرتا من فوق بناية مهجورة بالعاصمة الامر الذي لم يقنع الرأي العام خصوصا ان هن من الرائدات في مجال الأعمال.
يستعد الأردنيون لوداع عام واستقبال اخر، وكلهم أمل ان يحمل العام القادم ماهو افضل في ظل محيط ملتهب تترك الأحداث التي تدور فيه انعكاسات كبيرة على المملكة.