من الحارة إلى الأندية: مبادرة مارادونا الحارة تمنح الأطفال فرصتهم في كرة القدم
أطلق الشاب أسامة بشناق، الطالب في جامعة عمان الأهلية والمتخصص في دراسة الإخراج، مبادرة رياضية اجتماعية تحت عنوان "مارادونا الحارة"، تهدف إلى اكتشاف المواهب الكروية في الأحياء الشعبية وتعزيز فرصها للوصول إلى الأندية والأكاديميات المتخصصة، خصوصًا للأطفال الذين لا تتوفر لهم الإمكانيات المادية أو البنية التحتية اللازمة لممارسة كرة القدم بشكل احترافي.
وأوضح بشناق أن الفكرة جاءت انطلاقًا من حلمه الشخصي بأن يصبح لاعب كرة قدم محترف في صغره، لكنه لم يجد الفرص المناسبة في الحارات الشعبية التي نشأ فيها. ومن هذا المنطلق، قرر اليوم أن يكون سببًا في منح الأطفال الآخرين الفرصة التي لم تتاح له، عبر مبادرة تتيح لهم التعبير عن مواهبهم ومهاراتهم الكروية، ومنحهم فرصة حقيقية للظهور والاحتراف.
وتقوم المبادرة على زيارة يومية لأحياء شعبية مختلفة، حيث يتم العيش داخل أجواء كرة القدم الشعبية، واختيار أفضل لاعب في كل حارة ومنحه لقب "مارادونا الحارة"، في إشارة إلى الأسطورة دييغو مارادونا الذي بدأ مسيرته الكروية من الحارات الشعبية، ليصبح بذلك رمزًا لكل لاعب شعبي طموح.

وأكد بشناق أن المبادرة لا تقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل تسعى أيضًا إلى تحقيق أثر اجتماعي واسع، من خلال تشجيع الأطفال على النشاط البدني بعيدًا عن الألعاب الإلكترونية، ومواجهة التحديات السلبية مثل التدخين وتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى تعزيز روح التعاون والعمل الجماعي في الأحياء.
وشهدت المبادرة تجاوبًا كبيرًا من الأهالي، الذين رحبوا بالفكرة وساهموا في دعم أبنائهم المشاركين. كما تم التعاون مع أكاديميات رياضية مثل "تك تك سيتي"، التي قدمت منحًا لبعض اللاعبين الموهوبين للانضمام إلى برامجها التدريبية، ما أتاح لهم فرصًا للتطوير والوصول إلى مستويات أعلى في كرة القدم.
ولفت بشناق إلى أن المبادرة بدأت منذ نحو شهرين، وخلال هذه الفترة زارت نحو 18–19 حارة، وتم توزيع ألقاب للاعبين المميزين، وتمكن عدد من الأطفال من الانضمام إلى الأكاديميات الرياضية بفضل هذه المبادرة. كما أطلقت المبادرة نشاطًا خاصًا لمتابعة كأس العرب في الأحياء الشعبية، حيث بثت المباريات في الشوارع لتعزيز الروح الوطنية والاجتماعية، وجمع الأطفال والأهالي في أجواء احتفالية مميزة، رغم البرد.

وفي حديث مع المشاركين في المبادرة، عبر كل منهما عن سعادته الكبيرة بالمشاركة وفرصة اكتشاف موهبته، ويقول أيهم صلاح، 14 عامًا، الحاصل على لقب "مارادونا الحارة"، "لعبت منذ ثلاث سنوات في الحارة، واليوم شعوري رائع لأنني استطعت أن أحقق لقب مارادونا الحارة. لم أكن لأحصل على هذه الفرصة لو لم تأتِ المبادرة، والآن أتمكن من اللعب وكأنني لاعب محترف". وأضاف أن والدَيه دعماه وشجعاه على الانضمام، وأن رؤية زملائه في الحارة مبتهجين بفوزه أعطته دافعًا أكبر للتطوير.
أما وسام عمرو، 13 عامًا، الملتحق بنادي "نشامى المستقبل"، أوضح أنه كان متحمسًا جدًا عندما جاءت المبادرة إلى حارته، وأن التحديات التي خاضها مع فريقه أضافت له خبرة كبيرة. وقال: "تعلمت التعاون مع زملائي ومهارات جديدة، وأصبحت أتابع كرة القدم بطريقة مختلفة، كما أنني فخور بالانضمام لنادي رسمي بعد اكتشاف موهبتي".
وأشار بشناق إلى أن الهدف الأسمى من المبادرة هو إعادة الحارات الشعبية إلى صميم كرة القدم المحلية، وإحياء روح اللعب الجماعي والعمل على تعزيز قيم التعاون والصداقة، لتكون الحارة نقطة انطلاق حقيقية للمواهب الشابة. كما أكد أن كل طفل يظهر موهبة حقيقية سيحصل على الدعم الكامل للوصول إلى مستويات أعلى، مهما كانت إمكانياته المادية محدودة.

ويوضح أن المبادرة تخطط للتوسع قريبًا لتشمل محافظات أخرى مثل الزرقاء وإربد، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواهب، والتأكد من أن كل طفل موهوب سيحصل على فرصة حقيقية لتطوير مهاراته وتحقيق حلمه الكروي.
وعبر بشناق عن فخره بالمبادرة، معتبرًا أن نجاحها يتمثل في تحقيق أحلام الأطفال الذين لم تتح لهم الفرصة من قبل، مؤكدًا أن كل طفل يظهر موهبة حقيقية سيحصل على الدعم الكامل للوصول إلى مستويات أعلى، مهما كانت إمكانياته المادية محدودة.











































