وداع رمضان واستقبال العيد بلون الدمّ

وداع رمضان واستقبال العيد بلون الدمّ
الرابط المختصر

في وداع "شهر الخير"، ومضي أيام عيد الفطر، كان لكتاب الرأي والمقالات في الصحف اليومية قراءة في الحوادث التي شهدتها المنطقة خلال هذه الأيام من عمليات "إرهابية".

 

 

الكاتب بلال حسن التل، يرى أن شهر رمضان قد تحول عند البعض من شهر رحمة وسكينة، إلى شهر تكثفت فيه القسوة والجريمة التي ترتكب بعضها عصابات مسلحة تدعي الانتساب للإسلام لكنها مارست في رمضان القتل غدراً وغيلة.

 

 

ويضيف التل أن موجة العنف التي شهده رمضان هي جزء من سلسلة تحولات سلبية خطيرة طرأت على مفاهيمنا وأصابت حتى مفهوم العبادة عندنا.

 

 

وتستعرض الكاتبة رنا الصباغ ما شهده شهر رمضان من حوادث، ليأتي عيد الفطر أيضا مخضبا بالأحمر هذا العام؛ "على وقع إجرام الدواعش الذين حشروا العالم أجمع بين مطرقة الإرهاب والعمليات الانتحارية، وبين سندان حروب التحرير والهجمات الاستباقية أو الانتقامية التي تشن ضدهم".

 

 

 

فـ"من حانة للمثليين في الولايات المتحدة، إلى مطعم يرتاده أجانب ومغتربون في بنغلادش ومطار للمدنيين في تركيا، إلى متسوقي العيد في سوق بمنطقة الكرادة الراقية في بغداد. ومن الكويت إلى السعودية، فلبنان وتونس ودمشق. وكذلك في الركبان، وقبله البقعة، وقبلهما الموقر في الأردن".

 

 

وتضيف الكاتبة "ومضات التفجيرات وأخبار العمليات الانتحارية الجماعية أو الفردية باتت جزءا من سنّة الحياة. ومن المستبعد أن تنضب شلالات الدماء المخلوطة بأشلاء الأبرياء على وقع نحيب أهالي الشهداء ولوعة أبنائهم وبناتهم".

 

 

وتلفت الصباغ إلى أن "جنون داعش" الأخير جزء من ضريبة الحملة العسكرية على الإرهاب في العراق وسورية، فضلا عن عشرات العمليات الخاصة النوعية ضد أهداف مماثلة خارج نطاق الجوار وبمشاركة قوات نخبوية وأجهزة استخبارية غربية وعربية لضرب جحور التنظيم في ليبيا والصومال وغيرهما.

 

 

وتتساءل الكاتبة عن كيفية تعايش الأردنيين مع واقع جديد على خلفية مسلسل الاستهداف الداعشي، مؤكدة على ضرورة إعادة قراءة الواقع الداخلي والإقليمي، لاسيما أن الأردن -حال تركيا ولبنان- يظل الأقوى ترشيحا لعمليات داعشية تستهدف تعويض خسائر التنظيم في معاقله.

 

 

 

فـ"علينا أولا، كرسميين ثم كمواطنين، الاقتناع بأننا نعيش منذ عامين في حالة حرب على الإرهاب، مفتوحة على الاحتمالات كافة، منذ أن أنضم الأردن للتحالف الدولي. علينا أن ندرك بأن جيشنا ومؤسساتنا الأمنية في أقصى حالات الاستنفار، وتعمل على مدار الساعة لمواكبة تعاظم التهديدات الإرهابية شكلا ومضمونا"، تقول الصباغ.

 

 

ويتناول الكاتب عريب الرنتاوي، حادثة استهداف الحرم النبوي في المدينة المنوّرة من قبل انتحاريي “داعش”، كـ"ذروة الجنون والفلتان"، فمن يجرؤ على استهداف ثاني أقدس مسجد للمسلمين في العالم، وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حيث تعج المدينة بمئات ألوف المصلين والمعتمرين، الذين يأتون إليها “على كل ضامر” ومن كل “فج عميق”.

 

 

ويشير الرنتاوي إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الحرمان الشريفان، إلى الاعتداء والاستهداف ... فقد سبق للكعبة المشرفة أن تحولت لمسرح قتال مع جهيمان العتيبي، وقبلها قيل وكتب الكثير عن الحجاج وعبد الله بن الزبير... لكنها المرة الأولى، منذ اندلاع الموجة الإرهابية المعاصرة، التي يتعرض فيها أحد أهم ثلاثة مساجد في الإسلام، لهجوم إرهابي من هذا الطراز.

 

 

فـ"إنْ هم أرادوا استهداف المملكة العربية السعودية، أمنيا وسياسياً، فثمة مئات وألوف الأهداف التي يمكن التفكير فيها في طول البلاد وعرضها، وإن هم أرادوا البرهنة على أن حكومتها غير قادرة على تأمين “الحرمين الشريفين”، فهذه أسوأ طريقة لفعل ذلك، فالمملكة بعد الجريمة، حصدت تعاطف خصومها قبل أصدقائها، والإرهابيون وحدهم دون غيرهم، من سيتلقى لعنات الناس على امتداد العالمين العربي والإسلامي"، يقول الرنتاوي.

 

 

ويرجح الكاتب أن تطول حلقات هذا المسلسل وتتوالى، بما يتخطى الدراما التركية أو المكسيكية، وكلما ضاقت أرض سوريا والرافدين عليهم بما رحبت.

 

 

 

أما الكاتب حلمي الأسمر، فيستذكر كلما قرأت أو سمعت عن شخص يتساءل عن كيفية صناعة «القتلة» ممن يفجرون أنفسهم وسط أبرياء لا يعرفونهم، ولم يسبق لهم أن رأوهم، «قلعة الموت» في قصة الرحالة الإيطالي ماركو بولو «أسطورة الفردوس»!

 

 

«قلعة الموت» «.. كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل أتباعه، أن تلك الحديقة هي الجنة... وبعدما يُشبعون شهواتهم من المباهج، كان يتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق، ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟ فيردون: «من الجنة»، بعدها يرسلهم الشيخ، ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم، فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة!.

 

 

 

ويضيف الأسمر "ربما يكون هذا الوصف من بنات خيال الرحالة المعروف، فثمة من يقول، إن قلعة الموت دمرت وأحرقت، وعمر ماركو بولو لا يزيد عن سنتين. ولكن، ليس هذا مهماً، فسواء كان هذا الوصف حقيقياً، أو مستوحى من قصص التحشيش، فهو مقاربة مرعبة لحال من يعتقدون أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ويتقربون إلى الله عز وجل، بإهدار دم البشر، مسلمين كانوا أو غير مسلمين.