هل عقد جيش العشائر صفقة مع النظام السوري في ريف السويداء؟
رفعت قوات النظام السوري يوم الجمعة علمها على معبر أبو الشرشوح، الواقع على الحدود السورية الأردنية في ريف السويداء الجنوبي الشرقي، بعد انسحاب مفاجئ لجيش العشائر (المدعوم أردنيا) من تلك المناطق دون سابق إنذار، ليسطر الجيش النظامي على 50 كيلو متر من الشريط الحدودي، حسب ما نقلت فصائل سورية في البادية الجنوبية لـ"عربي 21".
وتسبب انسحاب جيش العشائر، بقطع طرق الإمدادات للمقاتلين من الجيش الحر المتواجدين في منطقة الشعاب، وخلف جيش العشائر مركباته وصهاريج الوقود خلفه، كما يؤكد الناطق باسم جيش أسود الشرقية سعد الحاج، مستغربا صمت جيش العشائر حول أسباب الانسحاب وفتح خاصرة رخوة في ريف السويداء".
يقول الحاج لـ"عربي21"، "تسبب الانسحاب المخزي بقطع الطريق على الثوار المرابطين بمنطقة الشعاب حيث قام النظام بحصارهم وخرجوا بصعوبة، وكادت أن تحدث كارثة، وتسبب بسقوط مسافة ٥٠كم بيد قوات النظام مع الحدود السورية الاردنية، لكننا تعاملنا مع الوضع بتثبيت نقاط دفاعية للمنطقة، وتجري الآن معارك عنيفة لاستعادة النقاط التي سقطت ".
ويرى في انسحاب جيش العشائر "نواقض لمبادئ الثورة، كونهم ليسوا أصحاب قضية، والثورة مستمرة بدونهم ولن تتوقف عندهم ولا عند غيرهم،ولا نستبعد أي شيء بخصوص تسهيل لقوات النظام أو غيره".
"عربي21" حاولت التواصل مع قائد جيش العشائر راكان الخضير، والناطق باسم الجيش محمد عدنان، إلا أنهم لم يجيبوا على اتصالاتنا".
ويقدم الأردن منذ عام 2014 التدريب والتسليح لجيش أحرار العشائر ، الذي ينشط في القنيطرة، وأجزاء من محافظة السويداء، ليكون خط دفاع متقدم عن حدود الأردن داخل الأراضي السورية ضد تنظيم الدولة.
الخبير العسكري اللواء الطيار المتقاعد، مأمون أبو نوار، يرجح وجود "صفقة" لفتح معبر بين الأردن وسوريا من جهة ريف السويداء كبديل لمعبر نصيب الذي لم يتم الاتفاق عليه ضمن وقف إطلاق النار في درعا.مؤكدا لـ"عربي21" أن "انسحاب جيش العشائر جاء بتنسيق مع الأردن".
وانسحب جيش العشائر من المناطق التالية في ريف السويداء الشرقي : تل أسدي، تل جارين، تل الرياحين وبئر الصابوني، بمساحة تقدر بنحو 100 كم.
يقول الخبير العسكري إن "هذا الانسحاب يهدد درعا على المدى البعيد، داعيا الأردن لقراءة الأرض والتصرف بعد خسارة المنطقة العازلة، لذا يرغب الأردن أن يسيطر الجيش السوري على المعابر".
وكانت مصادر سياسية أردنية أكدت في وقت سابق لـ"عربي21" إن " الخلاف الأبرز، الذي بقي عالقا في الاتفاق الثلاثي الأردني الأمريكي الروسي بخصوص درعا، هو تسليم معبر نصيب إلى النظام السوري، وإعادة فتح المنفذ الحدودي مع الأردن، إذ رفضت فصائل المعارضة تسليم المعبر إلى قوات النظام السوري".
وحول ما نشر عن نية هذه القوات المنسحبة المشاركة بالعمليات ضد تنظيم الدولة في منطقة الشدادي بدير الزور، قال أبو نوار " هذا غير منطقي فتلك المنطقة مازالت تعاني من الفوضى، ومن غير المنطقي أن تخسر المعارض اراض سيطرت عليها بهدف المشاركة في قتال داعش".
بدوره أكد المتحدث باسم قوات "كتائب الشهيد أحمد العبدو"، سعيد سيف، لـ "عربي21 إن " قوات النظام السوري استطاعت في الأشهر الثلاثة الماضية التقدم من خلال معركة أطلقت عليها "الفجر الكبرى"، وبمساندة الطيران الروسي، لكن ما حصل في ريف السويداء هو انسحاب جيش العشائر بشكل مفاجئ دون إبلاغ الفصائل، وقامت الفصائل على إثرها تشكيل خط دفاعي في وادي محمود لسد الثغرة، المعارك مستمرة ولدينا خطط دفاعية كثيرة لوقف تقدم النظام".
ويأتي انسحاب جيش العشائر في وقت تعرض فيه مخيم الحدلات الحدودي مع الأردن إلى قصف يوم الجمعة طال الجهة الغربية من المخيم الذي يأوي ما يقارب 8 آلاف لاجئ، وحسب فصائل سورية شهد المخيم نزوحا الى مخيم الركبان تخوفا من تكرار القصف.
حتى هذه اللحظة لم تعرف الفصائل السورية المعارضة في البادية الجنوبية سبب انسحاب جيش العشائر وتسليم مناطق حدودية واسعة الى النظام السوري دون مقاومة، وتتخوف هذا الفصائل من وجود صفقات مع النظام قد تقوض الثورة السورية.
عربي21