هل تشهد العلاقة بين الأردن وحماس تحولا بعد اتصال هنية؟

هل تشهد العلاقة بين الأردن وحماس تحولا بعد اتصال هنية؟
الرابط المختصر

يقرأ محللون سياسيون الاتصال الهاتفي بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الأربعاء، كصفحة جديدة في العلاقة التي شهدت برودا وتوترا السنوات الماضية؛ بسبب ملفات داخلية وإقليمية.

وربط محللون تحدثوا لـ"عربي21"؛ هذا الاتصال على المستوى العالي، مع مستجدات سياسية أبرزها المصالحة الفلسطينية، والتغيير في المناصب القيادية في الحركة إلى جانب إقرارها وثيقة "المبادئ والسياسات العامة"، في أيار/ مايو الماضي.

محطات توتر

ويُنظر لهذا الاتصال بمثابة بداية انفراج في العلاقة بين الأردن وحماس، والتي مرت بمحطات تأزم منذ عام 1999، عندما أغلقت المملكة مكاتب الحركة في عمان وأبعدت قادتها إلى الخارج، لتعتقل المملكة عام 2008 خلية قالت إنها تابعة للحركة بتهمة تجنيد عناصر داخل الأردن، ثم دخلت المملكة لاحقا في حلف إقليمي يصنف حركة "حماس" على أنها منظمة "إرهابية".

الخبير في الشؤون الفلسطينية، الكاتب حمادة الفراعنة، يقرأ اتصال هنية مع العاهل الأردني، ضمن "حملة علاقات عامة أجراها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع العديد من الدول العربية"، مضيفا لـ"عربي21": "لم يكن هذا الاتصال ليتم إلا بعد مسألتين، هما الوثيقة السياسية والقيادة الجديدة للحركة، فهناك موقف سياسي مستجد في ضوء الانتخابات الداخلية لحماس. أما العامل الثاني، فهو المصالحة واستجابة حماس للمبادرة المصرية وشروطها، واستقبال الملك للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي عبر عن رضاه لهذه المصالحة"، وفق الفراعنة.

 

ولا يعتقد فراعنة أن الأردن طوى جميع الملفات مع حركة حماس من ناحية أمنية، ويقول: "هنالك مستجدات سياسية يتم التعامل معها، وخير مثال على ذلك؛ الخلافات التي دامت سنوات مع فصائل المقاومة الفلسطينية (فتح، الجبهة الشعبية)، وهذا ينطبق على حماس، لكن المستجدات السياسية فرضت نفسها على الطرفين، على اعتبار أن حماس ستكون شريكا من موقع قوي في منظمة التحرير الفلسطينية، وليست تابعا صغير، ولا يمكن للأردن إلا أن يقبل حركة حماس كجزء من مؤسسات هذه المنظمة".

حماس ترحب

بدورها، رحبت حركة حماس بالاتصال الذي جرى مع العاهل الأردني. وقال الناطق باسم الحركة، حسام بدران، لـ"عربي21": "نحن حريصون على علاقة إيجابية وطيبة مع الأردن".

وأضاف: "المصالحة الداخلية تفتح أبوابا لكل الفلسطينيين للتواصل مع مختلف الأطراف والدول الإقليمية، ونأمل بتعزيز التواصل بكل الطرق خدمة لقضيتنا العادلة لمواجهة التحديات من قبل الاحتلال، ونؤكد على موقفنا الرافض تماما لفكرة جعل الأردن وطنا بديلا كما يروج الاحتلال بين الحين والآخر"، وفق قوله.

 

وهذا الأمر أكد عليه هنية، خلال الاتصال الهاتفي مع الملك الأردني، من خلال رفض الحركة لكل "مؤامرات وطروحات الوطن البديل".

وقال هنية أيضا: "أمن الأردن هو من أمننا، والأمن القومي الأردني محفوظ ومحمي، وحريصون أن يكون حاضره ومستقبله قوياً ومؤمنا"، بحسب قول هنية خلال الاتصال.
 

وحول انعكاس هذا الاتصال على الحركات الإسلامية في الأردن، يقول الأمين العام لحزب زمزم، رحيل الغرايبة، لـ"عربي21"، إن "حماس في معزل عن ارتباطها بالحركة الإسلامية في الأردن، وتتصرف الحركة بوصفها إحدى قيادات الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، والأردن معني أن تبقى خطوطها مفتوحة مع ممثلي الشعب الفلسطيني"، بحسب تعبيره.

ورأى أن "القيادة الجديدة لحماس جاءت بمسار سياسي جديد يقوم بالانفتاح على الدول العربية ذات الأثر في ملف القضية الفلسطينية، وكانت البداية في مصر، لعدم قدرة حماس على تخطي الدور المصري كون مصر البوابة المعتمدة إقليميا ودوليا، وأعتقد أن حماس نجحت في كسر هذا الحصار، وكانت هناك خطوات لفتح البوابة مع مصر، ثم ستليها خطوات أخرى مع الأردن".

ويرى مراقبون أن التباين بين الأردن وحركة حماس سيبقى موجودا، إلا أن الظرف السياسي فرض شكلا جديدا في العلاقة بين الطرفين، حيث ستبقى ملفات مفتوحة دون تقارب، من أبرزها العلاقة مع حركات الإسلام السياسي.