هل اجبر الحراك الشبابي التقدمي خلق تحالف اخواني-عشائري؟

هل اجبر الحراك الشبابي التقدمي خلق تحالف اخواني-عشائري؟
الرابط المختصر

شهدت ليلية الأربعاء 6 حزيران تحشيدا كبيرا و ملفتا لتظاهرات الدوار الرابع، وشاركت جهة او جهات بهذا التحشيد من خلال ترتيب باصات لنقل المحتجين من مناطق ومحافظات مختلفة.   بدى واضحا ان هذا التحشيد كان من نصيب الحركة الاسلامية والعديد من شخصيات عشائرية محسوبة على تيار محافظ قديم، يرى الكثيرون أنها بدأت تفقد قاعدتها الشعبية،.   هذا  التحالف غير البريء جاء بعد نجاح الحراك الشبابي التقدمي من جني استحقاقات مهمة؛ تتمثل بوقف رفع المشتقات النفطية وإجبار حكومة هاني الملقي على الاستقالة وتكليف شخصية مقربة للشباب وللمجتمع المدني ممثلة بالدكتور عمر الرزاز.   بدأت مظاهر هذا الشد العكسي مساء الاثنين عندما ظهر فجأة رئيس مجلس الأعيان وهو أحد رموز عشيرة بني صخر بالظهور على التلفزيون الرسمي الاردني والتصريح أنه لم يتم بعد الاتفاق او الاعلان عن تكليف أي شخصية بعد!.   وكانت تلك التصريحات بمثابة إعلان لبدء عمليات التحشيد لرفض نهج وشخص عمر الرزاز، ورغم حسم الملك للموضوع من خلال الإعلان الرسمي عن التكليف ونشر رسالة التكليف الا ان تلك القوة اعتبرت ان غيابها عن الدوار الرابع افقدها امكانية التأثير على الساحة السياسية والحفاظ على قوتهم وتأثيرهم خاصة في فترة تشكيل الحكومة ووضع برنامجها.   الأمر الآخر الذي لفت الأنظار  في احداث مساء الأربعاء كان المشاركة الفعالة للقوى الاسلامية وبالذات مؤيدي الإخوان المسلمين والذين امتنعوا عن التحرك في الأيام الأولى لمجموعة من الأسباب منها خوفهم من فشل التحرك وايضا رغبتهم في عدم استفزاز الدولة الاردنية في الوقت الحالي.   ولكن الاخوان كما بعض المكونات العشائرية شعرو أنهم إذا لم يقومو بالتحرك وبسرعة سيفقدون قدرتهم على التأثير، خاصة وأنهم رأوا كيف نجح الدكتور عمر الرزاز وبهدوء ملفت تفكيك عناصر الهيمنة الاخوانية على وزارة التربية والتعليم والتي طالما كانت معقل اخواني منذ عهد الملك الراحل حسين بن طلال.   هذا التحالف غير البريء قد لا يستمر طويلا، فعناصر هذين الطرفين مختلفين : فالأول يمثل مواطنين شرق اردنيين في حين الثاني يسيطر عليه اردنيين من اصول فلسطينية وأبعد من ذلك أن ما يسمى بالتيار العشائري ليس متجانسا وموحدا وقد كان واضحا على سبيل المثال وجود العديد ممن قد يعتبرهم البعض "عشائريين" في الدوار الرابع والمحافظات خلال الأيام الأولى للاحتجاجات والاعتصامات، اي ان ما يسمى بالتيار العشائري غير مختصر على من هم محافظون فكريا بل هناك عناصر ليبرالية تمثل فكر الدولة المدنية ولا سيما من العناصر الشرق اردنية من العشائر المسيحية من الكرك ومادبا والسلط والفحيص.   طبعا يبقى الوضع في الدوار الرابع غير مستقر ويبقى هناك العديد من الأمور الغامضة المتعلقة بدور وأفكار جهات ذات مصلحة  والتي كان واضحا انها ضخمت حادثة "الشبرية" كما وكان واضحا التركيز على رفع سقف الشعارات الأمر الذي كان يرفضه الشباب والشابات في الأيام الاولى، مؤكدين أنهم تعلموا دروس التجارب السابقة وانهم لن يقبلوا أن يتم محاولة ركوب الموجة من أي جهة ترغب بجني ثمار النضال والعمل في الايام الاولى للحراك.  

أضف تعليقك