هبوط حاد لأسهم أمانة عمان شعبيا في 2014 ... رغم "التدبير"

هبوط حاد لأسهم أمانة عمان شعبيا في 2014 ... رغم "التدبير"
الرابط المختصر

بالرغم من الانتقادات الحادة التي طالت أمانة عمان على أدائها خلال عام 2014، خصوصاً في التعامل مع فصل الشتاء، والاحتجاجات الواسعة بسبب نقل السوق الشعبي "العبدلي" إلى موقعه الجديد في منطقة رأس العين، إلا أن أمين عمان عقل بلتاجي وصف هذا العام بعام "التدبير"، خصوصاً بعد إقرار موازنة الأمانة للعام القادم بقيمة  434 مليون دينار، وبعجز مالي يساوي صفر، مؤكداً أن العام القادم سيشهد تغييراً جذرياً وسرعة في الإنجاز، كما بينت اللجنة المالية في الأمانة بأنها المرة الأولى التي تتواءم فيها الإيرادات مع النفقات.

 

مدير المدينة فوزي مسعد يقول أن هذا العام شهد نشاطاً كبيرا كان الجزء الأهم فيه تصحيح بعض الأمور التي كانت متوقفة سابقاً، بسبب ما عانته الأمانة والمملكة بشكل عام من تراجع الوضع الاقتصادي.

 

وأعادت الأمانة جدولة قروضها وجمعها في قرض موحد بقيمة 250 مليون دينار من بنوك محلية وبسعر فائدة ثابت ولمدة ثمانية أعوام، الأمر الذي يسمح بإقامة مشاريع استثمارية وتخفيف العبء المالي على الأمانة، وتحسن أدائها وموازنتها، فيما تم المصادقة على تشكيل لجنة برئاسة أمين عمان عقل بلتاجي لمطالبة الحكومة بالاستحقاقات المترتبة عليها لصالح الأمانة وفصل البلديات.

 

إلا أن تكرار مشهد الفيضانات في مواقع وشوارع في العاصمة، أثار موجة حادة من الانتقادات لعمل الأمانة، خصوصاً بعد إعلانها وضع خطة محكمة لمواجهة الشتاء، حيث تساءل مواطنون عن تكرار مشهد الفيضانات والإنغلاقات التي تعيق حركة المرور.

 

من جهته أرجع أمين عمان سبب إغلاقات وفيضانات المياه التي شهدتها شوارع العاصمة لعدة عوامل، أبرزها انجراف الأتربة وإغلاقها لمصارف المياه بسبب غزارة الهطول المطري، مشيراً ألى أن ربط المواطنين لتصريف المياه على شبكات الصرف، تسبب بارتفاع منسوب المياه في المناهل وفيضانها، مشيراً إلى اتخاذ الامانة إجراءات احترازية لعدم تكرار هذه المشاكل، وكان منها تعاونها مع شركة "مياهنا" للكشف عن هذه المخالفات، وتحديث غرفة الطوارئ عن طريق ربط خطوطها إلكترونيا، وتفعيل نظام التتبع الإلكتروني لآليات الامنة الخاصة بالطوارئ لضمان تنفيذها عملها .

 

وأكد بلتاجي أن الأمانة ستستمر في إزالة البسطات بالرغم من تلقيها تهديدات من أصحاب بسطات طالته مباشرة، بحسبه، بهدف إعلان العاصمة "خالية من البسطات"، مشيرا في عدة جلسات إلى ضبط بسطات تبيع ممنوعات من أسلحة بيضاء ومخدرات.

 

وعاد بلتاجي ليصرح مرة أخرى، عن تلقيه تهديدات من أصحاب بسطات سوق العبدلي، بعد قراره نقل السوق إلى موقعه الجديد في رأس العين وإغلاق السوق القديم.

 

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد تعداه ليصل إلى مواجهات بين أصحاب البسطات وقوات الدرك، حيث تم تحويل نحو 26 شخصا لمحكمة أمن الدولة.

 

واعتبر أصحاب بسطات أن القرار مجحف بحقهم، حيث يتسع سوق العبدلي إلى نحو 1400 بسطة، فيما لا يتسع سوق رأس العين إلا لما يقارب الـ 700 بسطة، الأمر الذي اعتبرته الأمانة خطوة مهمة تنظيمياً، حيث ستسمح لأصحاب الأحقية بامتلاك البسطات في السوق الجديد، إضافة إلى أمور متعلقة بتنظيم حركة المرور، حيث أن الموقع القديم يتسبب بأزمة خانقة لعدم توافر مصفات، إضافة إلى عشوائيته ، فيما تم تخصيص مواقف في الموقع الجديد.

 

وسبق قرار نقل السوق موجة حادة من الاحتجاجات التي أثارت جدلاً في الشارع الأردني، إثر قرار الأمانة  القاضي بإغلاق المحلات المخالفة التي تبيع القهوة السائلة على الشوارع، فيما اعتبر أصحابها أن الأمانة ليس لها حق بإصدار مثل هذه القرارات، بعد موافقتها مسبقا على ترخيصها.

 

ومن القرارات التي اتخذتها الأمانة وشهدت انتقادات من جهات معنية، تعديل نظام ترخيص الإعلانات، إضافة إلى التعديلات التي أثارت حفيظة نقابة المهندسين حول التعديل المقترح لنظام الأبنية، والذي شدد فيه على زيادة عدد مصفات السيارات في المباني السكنية والتجارية، حيث اعتبر نقيب المهندسين عبدلله عبيدات أن الأمانة ترغب بحل مشكلة الازدحام المروري على حساب المواطنين، واصفاً هذه الشروط الخاصة بتوفير المصفات والواردة في مسودة نظام الأبنية بـ"التعجيزية"، والتي ستحمل المالكين أعباءً مالية وغرامات، مقترحاً أن تستغل الأمانة عوائد الغرامات وبدل الرسوم في إنشاء المواقف.

 

الأشغال العامة والمرور

 

في ظل وجود مليون و300 ألف سيارة في العاصمة، وما تشهده الطرق من أزمات مرورية، عملت الأمانة على وضع حلول مرورية كان أبرزها تنفيذ عدة تحويلات في وسط البلد، إضافة لتنفيذ إشارة مرورية على الدوار السابع، وبلغت كلفة تحويل الدوار 45 ألف دينار.

 

وحول الاصطفاف العشوائي والتعدي على الأرصفة والطرق، فعلت الأمانة بالتعاون مع إدارة السير الأنظمة والقوانين التي تمنع الاصطفاف المزدوج، ليس بتحرير مخالفة فقط بل سحب سيارته، الأمر الذي يرتب على السائق مخالفتين، بحسب نائب مدير المدينة للأشغال العامة ياسر العطيات.

 

ووضعت أمانة عمان تعليمات لترخيص مهنة اصطفاف السيارات "الفاليت باركنج" مؤخراً، بهدف تنظيم عملية الاصطفاف أمام المحلات التجارية.

 

كما تنفذ كوادر الأمانة حالياً حملات متواصلة لإزالة الحواجز من أمام المحلات والمنشآت التجارية والسياحية، والتي تعتبر تعديا على الشارع وتتسبب في إرباك السائقين والمشاه.

 

وستعمل الأمانة على طرح عطاء إنشاء مواقف إلكترونية للسيارات، بهدف تنظيم عملية الاصطفاف، داعية المواطنين الذين يتوفر لديهم قطعة أرض، تخصيصها لمواقف اصطفاف، حيث ستعمل الأمانة على تجهيزها، بحسب المدير التنفيذي للنقل والمرور المهندس أيمن الصمادي.

 

وطرحت أمانة عمان مؤخرا عطاء لاستكمال مشروع الباص السريع للمرحلة الثانية، بعدما توصلت الأمانة لاتفاق مع الوكالة الفرنسية للإنماء، باستئناف تمويل الباص السريع الذي توقف بقرار من الحكومة في العام 2011، بحسب الصمادي.

 

وسينفذ العطاء على شارع الأميرة بسمة، والذي سيصل منطقة الدوار الخامس مع المهاجرين، وأنفق على مشروع الباص السريع مليون و450 ألف دينار، من أصل القرض البالغ نحو 117 مليونًا ونصف المليون دينار.

 

ومن المتوقع أن تبدأ الأمانة باستبدال الدوار الخامس وتقاطع الحرمين بإشارات ضوئية الشهر المقبل، وفق ما أكد مدير المدينة المهندس فوزي مسعد.

 

وبين مسعد لـ"عمان نت" أنه سيتم تعميم هذا الحل على مواقع أخرى منها الدوار السادس وتقاطع الحرمين، إضافة إلى الدوار الثامن، مع الإبقاء على الدوار لصعوبة إزالته، وسيتم عمل تغييرات وتعديلات على الجسر أيضا.

 

وبهدف تشجيع المواطنين على استخدام المواصلات العامة، عملت الأمانة على تشغيل باص مكوك البلد  بأجرة رمزية تبلغ 25 قرشا، وسيتم تشغيل المكوك في مسارات أخرى قريباً في منطقة العبدلي، وشارع الملك حسين مرورا بمسجد الملك عبد لله الأول والبرلمان ووزارة التربية والتعليم، ووصولاً إلى الشميساني، إضافة إلى تركيب عدادات على جوانب هذه الطرق، بحسب الصمادي.

 

وتنص مسودة تعديل نظام الأبنية التي أقرتها الأمانة مؤخرا، على وضع استراتيجية أخرى بعيدة المدى لمدة أقلها 10 سنوات بما يتوافق مع ما تشهده الشوارع من الاصطفاف العشوائي، وما يتسببه من إرباك لحركة المرور، إضافة الى استيعاب شوارع العاصمة بنيتها التحتية، بحسب نائب مدير المدينة لشؤون التخطيط المهندس عماد الحياري.

 

كما ركزت المسودة على زيادة أعداد مواقف السيارات في المباني السكنية، والمباني التجارية والصناعية بما يتناسب مع زيادة أعداد السيارات وطبيعة التردد على هذه المحلات.

 

البيئة والنظافة

 

تم إنشاء الخلية الرابعة بمواصفات عالية ودولية في مكب الغباوي وتم الانتهاء من الخلية الثانية وإنتاج غاز الميثان منها، والذي سيتم في العام المقبل بالمشاركة مع البنك الدولي، إنتاج طاقة كهربائية منه.

 

ويقول مسعد أن الأمانه تتوجه لإنارة الشوارع بنظام الطاقة الشمسية و تركيب وحدات إنارة الـ LED إضافةإلى استخدام الطاقة الشمسية بنسبة الثلث في مبنى الأمانة الرئيسي بهدف توفير الطاقة.

 

بين المطالبات بانتخاب أمين عمان، والاحتجاجات لعدم حصوله على شهادات دراسية، والانتقادات على أداء الأمانة، خصوصا ما تعلق منها بنشر صورة "فوتوشوب" تظهر الأمين وعددا من مسؤولي الأمانة في جولة ميدانية للبدء بأعمال تنفيذ تقاطع الصناعة، أصر بلتاجي على أن تطوير العاصمة عمان لن ينفذ في يوم وليلة ، مشيرا إلى أن عملية التطوير ستحتاج من 3 سنوات إلى 7 سنوات، لإعادة الألق لها، إضافة إلى أن البنية التحتية تحتاج لنحو مليار دينار لتطويرها واستيعاب الكم السكاني الهائل.
 

وتجدر الإشارة أن مساحة العاصمة تبلغ 800 كيلو متر مربع، تحتوي على 40 مليون متر مربع من الإسفلت، ويتواجد فيها بساعات الذروة حوالي 5 مليون مواطن ووافد وزائر، وحوالي مليون و600 ألف مركبة ووسيلة نقل.

أضف تعليقك