نظرة إلى العام الجديد
استهل كتاب الرأي والمقال العام الجديد، بنظرة إلى ما تركه العام الماضي، وما سيخلفه من آثار قد يرحلها للعام المقبل.
رئيسة تحرير صحيفة الغد جمانة غنيمات، ترجح أن تبقى الملفات السورية والعراقية والفلسطينية، مفتوحة ومتشابكة، مع تحول التحالفات وتبدلها بحسب المصالح، ما سيجعل الأردن عرضة لمزيد من الضغوطات الأمنية والاقتصادية، في ظل قرب تنظيم "داعش" من حدوده الشمالية والشرقية.
وتتوقع غنيمات عدم تغير العلاقة الأردنية مع أفضل شريكين اقتصاديين؛ العراق وسورية، عن شكلها الذي ساد في السنة الماضية وما سبقها، بحيث تبقى توقعات فتح الحدود معهما ضعيفة، ما يؤثر على تحقيق أهداف الاقتصاد العامة.
وتضيف أن العام الجديد لن يكون سهلا اقتصاديا، مشيرة إلى أن خريطة إنفاق الحكومة التي أعدتها ليست تنموية بدرجة كبيرة كما تدّعي، ما يعني أن فرصتها في تحقيق معدلات نمو كافية للتخفيف من حالة اختناق الاقتصاد المحاصر تظل متواضعة.
"وبعكس الآمال بالتوقف عن الاعتماد على المنح الخارجية غير المستردة، ستكون حاجة الأردن ماسة لمزيد منها لتغطية جزء من التكاليف الثقيلة على الخزينة، وتمويل مشاريع تنموية جديدة"، بحسب غنيمات.
أما فيما يتعلق بالمديونية، فترى الكاتبة أنها ستبقى ماضية في مسارها الصعودي، فالعام الحالي لا يحمل الأمل بالتخفيف منها، رغم الأهداف التي حددتها الموازنة لذلك.
فيما يرى الكاتب حسن الشوبكي، ان كل السيناريوهات متاحة لإحداث تغييرات في بنية ونهج الاقتصاد الأردني، بعد الخلاص من عام كان صعبا بكل المقاييس، إلا أن ذلك لا يعني رحيل حكومة والإتيان بأخرى تسير على الدرب ذاته المعد سلفا في النهج الاقتصادي.
ويشير الشوبكي إلى أن ثمة أحمال ثقيلة انتقلت إلى العام الجديد، تزيد من منسوب القلق في حياة الأردنيين، لافتا إلى المديونية التي اقتربت من 35 مليار دولار أواخر كانون الأول الماضي، الأمر الذي يؤكد أن النخبة التي تتحكم بالقرار الاقتصادي تمضي بالبلاد إلى مربعات ضيقة قاسية، يدفع ثمنها المواطنون اليوم، وسيدفعون حتما أثمانا أكبر في السنوات المقبلة.
بالمقابل، فإن عددا من المشروعات الاستراتيجية ذات الصِّلة بالطاقة وإمداداتها ستبدأ بالظهور كحقيقة خلال العام الجديد، بما يقلص من حجم الضغوطات على الاقتصاد بسبب تحديات توفير الطاقة.
وبحسب الشوبكي، فإن من المرجح أن يكون العام 2017 عاما للحسم في بعض أسئلة الطاقة، بعد أن تكون مشاريع الطاقة النووية والزيت الصخري والشمس والرياح وغيرها، قد بدأت اختباراتها الفعلية.
إقليميا، يرى الكاتب باسم الطويسي، ورغم النظرة السائدة بشأن العام جديد، المملوءة بالتشاؤم، أن هنالك شواهد على بداية نهاية مرحلة ستسجل أول شواهدها هذا العام، ولعل أبرز ما يحمله هذا المنظور من توقعات هو بداية نهاية تنظيم "داعش"، والتي من المتوقع أن نشهدها هذا العام.
ويشير الطويسي إلى تقديرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، حول خسارة التنظيم لنحو 40% من الأراضي التي سيطر عليها في العراق خلال تلنصف الثاني من العام الماضي، إضافة إلى التحولات الاستراتيجية السريعة في سورية، خاصة مع التدخل الروسي العسكري.
و"على المستوى السياسي، باتت الاصطفافات السياسية تأخذ المواقف الدولية نحو المزيد من الوضوح، ومع اقتراب مسار الحل السياسي في سورية من التشكل على الأرض بعد قرار مجلس الأمن الدولي، تزداد بقوة فرضية الحصار السياسي والاستراتيجي للقوى الإقليمية التي بقيت على مدى العام الماضي تتهم بأنها توفر منافذ العبور للمقاتلين نحو سورية"، يكتب الطويسي.
أما الكاتب عمر كلاب، فيوجه في مقاله رسالة إلى سنة 2016، مفادها مطالبة بأن تكون "عاما" لا "سنة" بالتفريق اللغوي الذي يحمل بكلمة "سنة" الجانب السلبي من القحط والجفاف.
فيما يختتم الكاتب إبراهيم غرايبة مقاله بالقول: "اليوم، في العام الجديد، نحتاج جميعا أن نفكر ونتساءل لأنفسنا ولمستقبلنا ومستقبل بلادنا وأطفالنا؛ ثمة أعمال تمضي إلى الانقراض لا تقل عن ثلثي الأعمال القائمة اليوم، وهناك أعمال جديدة صاعدة وأخرى متحولة".