"ناس عمّان" .. توثيق مرئي ليوميات المدينة وحياة شخوصها

"ناس عمّان" .. توثيق مرئي ليوميات المدينة وحياة شخوصها

 "ناس عمّان " .. صفحة إفتراضية على موقع التواصل الاجتماعي الـ "فيس بوك" لا يتجاوز عدد معجبيها السبعة عشر ألفاً، لكنها تتسع ليوميات المدينة الأكثر صخباً في الأردن، وتوثق بواسطة الصورة الفوتوغرافية حياة أبنائها، متجاوزة حدود "الطبقية" المرئية ما بين شرق المدينة القديم الفقير وغربها الحديث الغني.

فكرة الصفحة ليست أصيلة، يقول صاحبها "علي الحسني" إنما هي تقليد لفكرة صفحة أميركية انطلقت في مدينة نيويورك، لكنها لاقت إعجاباً واسعاً في بلادها وتحولت لاحقاً لكتاب كان الأكثر مبيعاً، إلا أن طريقة التفاعل مع الصفحة الأميركية التي ربما عرفت العالم وأهل المدينة نفسها بحجم التنوع "الإنساني" في تلك المدينة هو ما أثار حماس عليّ لنقل الفكرة إلى الأردن وإلى عاصمتها عمّان، التي يرى أن "ناسها مثيرون للاهتمام ولديهم قصص تستحق أن تروى".

وراء كل إنسان حكاية

يصر علي أن وراء كل إنسان حكاية تستحق أن تروى ولو بصرياً، وفي عمّان بالتحديد هناك مئات الشخصيات التي صورها بعد أن وجدها "مثيرة للاهتمام" وكان متاكداً أنها تملك ولو قصة واحدة تستحق أن تنشر مع صورته على صفحة "ناس عمّان".

من النادر أن نلتفت إلى حجم التنوع الإنساني في عمّان، لكن الكاميرا التي استخدمها علي لسرد قصص "ناسها"، سلطت الضوء أكثر على هذا الجانب التائه في صخب المدينة اليومي .

يقول علي أن في كل المناطق التي زارها في عمّان برفقة فريق عمل الصفحة قابل شخصيات تبدوا لمحيطها اليومي "عادية"، لكنه اعتبر أن فكرة "تسليط الضوء على الحياة اليومية لهولاء الناس" في الفضاء الافتراضية هي بحد ذاتها "فكرة مثيرة للاهتمام".

 " إحنا مش شعب كشر"

ترتبط الصورة الذهنية للإنسان الأردني "بالكشرة" عند ابنائه وربما عند زوار هذا البلد، لكن معظم الصور التي ألتقطها علي لأهل عمّان تظهر عكس ذلك.

بعد تجربته في صفحة ناس عمّان يسقط الحسني  تهمة الكشرة عن الأردنيين، ويؤكد أنه لا يجبر شخصياته التي تظهر عادةً مبتسمة على صفحة ناس عمّان على الابتسام إنما يحاول دائماً أن ينقل واقع الشخصية كما هو، من باب التوثيق، لأنه يرى أن وظيفة المصور هي نقل "الحقيقة" وليست تجمليها.

وإنسانياً لا يلاحظ الحسني أن هناك فرقاً ما بين طبيعة الناس الذين يعيشون في شرق المدينة الفقير أو الغرب الغني، إنما كل الناس في عموم عمّان، يحزنون ويفرحون، ويعبرون عن أنفسهم بذات الطريقة.

 كيف يتفاعل العمانيون مع الكاميرا ؟

معظم العمّانيون بشكل خاص والأردنيون بشكل عام يتعاملون مع الكاميرا بطريقة "عادية" وبدون تشنج بحسب الحسني الذي يؤكد أنه لولا ذلك لما نجح هذا المشروع ولما وصل إلى ما وصل إليه.

ومع ذلك يقول علي إن البعض يتعامل أحياناً باستخفاف مع الكاميرا أو للدقة يتعامل باستخفاف مع فكرة أن تنشر قصته وأن يعرفها الآخرين مع صورته، لكن علي يشير إلى أن هذا "الاستخفاف" بفكرة نشر الصورة سرعان ما يتحول إلى حماس بعد حوار بسيط.

التوثيق المرئي لحياة أهل عمّان الذي اطلقه علي سرعان ما اصبح مشروعاً شبابياً يديره عدداً من المصورين الذين يسكنون عمّان والمحافظات الأخرى، والذين يرون أن هذا المشروع مهم جداً اليوم، وسيكون أكثر أهمية غداً.

أضف تعليقك