موجات الحر... مستمرة لأعوام قادمة

موجات الحر... مستمرة لأعوام قادمة
الرابط المختصر

أثار ارتفاع درجات الحرارة التي رافقت المرتفع الجوي الذي يؤثر على المملكة حالياً التساؤلات حول ما إذا كان ذلك يعد تغيراً مناخياً أم تقلباً طبيعياً للمناخ .

 

ورافق المرتفع الجوي الذي لامست فيه درجات الحرارة الـ 40 مئوية في عمان أمس أتربة وغبار أدت لتدني مدى الرؤية الأفقية خصوصاً في الطريق الصحراوي ما دعا الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة ومنها توجيه تعليمات للسائقين بعدم القيادة في هذه الأجواء.

 

خبير االبيئة والمناخ حسين الكسواني أكد أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة لا يمكن اعتباره تغيراً مناخياً إلا أنه لا ينفي وجود اختلال في النظام المناخي.

 

وبين الكسواني أن ما يحدث خلال السنوات الأخيرة من تقلبات مناخية ومنها الموجة الحالية يعود لوجود ظاهرة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية تسمى "النينو " تجعل المحيط يطلق طاقة أعلى من المعدل الطبيعي بما يسهم في رفع درجات الحرارة في الأرض بشكل عام.

 

وتوقع الكسواني ازدياد هذه الظواهر وارتفاع درجات الحرارة خلال الـ60 عاما المقبلة خصوصاً مع ازدياد تركيز غازات الاحتباس الحراري في الأرض.

 

فيما أشار الكسواني إلى أن موجة الحر أثرت بشكل مباشر على عدة قطاعات خصوصا المياه التي سيزيد عليها السحب إضافة إلى قطاع الكهرباء الذي ارتفعت فيه الأحمال الكهربائية.

 

عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عبدالعزيز الشمري يعزو موجة الحر الشديدة إلى تأثير الدورة الشمسية الرابعة والعشرين، التي بدأت عام 2008، وتنتهي في عام 2020، حيث يحدث خلال الدورات الشمسية، بحسب الشمري، انفجارات هائلة على سطح الشمس، ما يرسل موجات حرارية هائلة إلى الأرض تسبب ارتفاع درجات الحرارة.

 

 

 

هذا وتوقعت شركة الكهرباء أن يصل الحمل الأقصى للنظام الكهربائي مع ذروة ارتفاع درجات الحرارة أمس، إلى حوالي 3200 ميغاواط فيما لا تزال عدة مناطق في عمان والمحافظات تشهد انقطاعا للتيار الكهربائي.

 

 

وحول انعكاس ارتفاع درجات الحرارة على البيئة المحيطة بنا يشير رئيس قسم التحريج والمشاتل في وزارة الزراعة المهندس منذر العدوان إلى أن الوزارة أعلنت خطة طوارئ للتعامل مع أي ضرر أو حالة يسببها ارتفاع درجات الحرارة.

 

ولسهولة اشتعال الحرائق في الغابات والتنزهات خلال الموجة الحارة أصدرت الوزارة تعليمات تمنع المتنزهين من الدخول إليها لتجنب الحرائق واشتعال النيران.

 

ونوه العدوان إلى أهمية الحفاظ على الأشجار التي تسهم في تخفيف حدة الحرارة وزيادة الرطوبة خلال ارتفاعها.

 

وبين العدوان أن الموجة الحارة ستزيد من اجهاد المزروعات وخاصة المحاصيل الورقية، مقابل النضج المبكر لمحاصيل أخرى كالبندورة.

 

وأشار إلى ضرورة الحفاظ على الثروة الحيوانية التي تتأثر من ارتفاع درجات الحرارة بالإجهاد إضافة إلى تراجع إنتاجيتها وقلة خصوبتها، لافتا إلى أن تعرضها لأشعة الشمس بشكل مباشر يؤدي إلى نفوقها.

 

 

ولفت العدوان  إلى ضرورة عدم رش المحاصيل بالمبيدات خلال أوقات الذروة لما تتسببه بزيادة تركيز السمية فيها مع الحرارة العالية.

 

ومن بين الانعكاسات التي شهدتها المملكة أمس بسبب ارتفاع درجات الحراة تعطل 50 مركبة في شوارع العاصمة بحسب رئيس قسم العلاقات العامة في إدارة السير المقدم جلال الرحاحلة.

 

وبين الرحاحلة لـ"راديو البلد" أن التعطل كان لأسباب ميكانيكية ما أدى إلى حدوث إرباك في حركة السير وتعطيل الحركة المرورية.

 

هذا ويستمر تأثير المرتفع الجوي الذي بلغ ذروته أمس حتى يوم الخميس المقبل بحسب رئيس قسم التنبؤات في دائرة الأرصاد الجوية المهندس حسين المومني.

 

ورجح المومني احتمالية أن تشهد المملكة غباراً وأمطارا مصحوبة بالرعد خلال اليومين القادمين.

أضف تعليقك