معركة الأمعاء الخاوية.. حرية خلف القضبان

معركة الأمعاء الخاوية.. حرية خلف القضبان
الرابط المختصر

في السابع عشر من نيسان، يحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، تضامنا مع حوالي سبعة آلاف أسير في سجون الاحتلال، والذين بدأ ما يقارب 1500 منهم ، إضرابا عن الطعام لتلبية مطالبهم بتحسين أوضاع اعتقالهم، وبما يحفظ كرامتهم، تزامنا مع هذه الذكرى.

 

الكاتب محمد سويدان، يؤكد أن الأسرى الفلسطينيين لايطلبون الكثير في إضرابهم المفتوح عن الطعام، فجل مطالبهم حقوق إنسانية بسيطة يتمتع بها مساجين في أماكن أخرى، فيما تحرمهم سلطات السجون الإسرائيلية منها.

 

ويضيف سويدان بأن الأسرى، وإن طالبوا من خلال قائد هذا الإضراب القائد الأسير مروان البرغوثي بأكبر حملة تضامن معهم فلسطينيا وعربيا ودوليا، إلا أنهم يعتمدون بالدرجة الأولى على إرادتهم.. فهذه الإرادة هي التي ستكسر قوة وجبروت سلطات السجون الإسرائيلية.

 

فـ"معركة "الأمعاء الخاوية" هي معركة الأسرى، ولكنها هي أيضا معركة كل الفلسطينيين والعرب والشرفاء في العالم، ولايجوز ومن غير المقبول أن يترك الأسرى وحدهم بمواجهة هذا المحتل".

 

ويرى الكاتب أحمد عزم، أن يوم الاثنين كان "يوم صمود وتحد وتغيّر في نبرة الخطاب والروح الفلسطينيتين، في مزجٍ مهم بين خطاب سياسي قانوني موجه للعالم وخطاب تعبوي تم ترويجه وتوزيعه بطريقة غير معهودة.

 

ويوضح عزم بأن من الواضح من قراءة رسائل اليوم الأول للإضراب أنّ الأمر يتعدى مطالب الأسرى، لصياغة الخطاب الوطني التحرري من جديد، مشيرا إلى قرار  الإذاعات الصباحية في المدارس الفلسطينية، في الضفة الغربية، بقراءة كلمة البرغوثي، والتي مزجت بين البعد الإنساني العاطفي، والجانب القانوني.

 

ولعل أولى الرسائل التي وجهها الأسرى في إضرابهم، وكتبها بكلماته مروان البرغوثي، هي أن هناك حقوقا للأسرى يجب أن تلبى، وثاني الرسائل هي تبني خطاب حركات التحرر التي تعلن "لن نستسلم"، أما ثالث الرسائل، فهي ضرورة تحول المجتمع إلى مجتمع مقاومة، بكل أنماط تعبيراته وحياته.

 

وتتمثل رابع الرسائل لباقي القوى السياسية، بأن التناقض الأساسي هو مع الاحتلال، والباقي تناقضات ثانوية، فيما تعلن خامس الرسائل، بأنه للمرة الأولى تقريبا في التاريخ الفلسطيني، يصبح عامل التحريك الأول للشارع هو الأسرى.

 

أما الكاتب حلمي الأسمر، فيلفت إلى أن ما يختفي داخل الإضراب عن الطعام المعلن، شيء آخر، موجه بشكل مباشر للقيادة الفلسطينية، التي لم تتجاهل الحركة الأسيرة فحسب، بل بدأت تنفيذ معركة متفق عليها إقليميا ودوليا، لاستعادة غزة، بغطاء دولي وتفويض سري من الاحتلال نفسه.

 

ويؤكد الأسمر أن لدى الأحرار في دنيا العرب والعالم الكثير ليفعلوه من أجل إسناد انتفاضة الأسرى، بالإعلام التقليدي والحديث، فثمة منصات وافرة للتعبير الشعبي، والمطلوب عدم ترك منتفضي الأسر وحدهم في الميدان، يواجهون مصيرهم منفردين.

 

فـ"التفاف الشارع الفلسطيني وإسناد الأسرى بشكل حقيقي عبر فعاليات ونضال ميداني، في فلسطين وخارجها سيكون له تأثير كبير ليس على إسناد الحركة الأسيرة فحسب، بل على السلطة الفلسطينية نفسها، وهذا بالضبط ما لا ترغب به".

 

فيما استنفرت إسرائيل من جهتها، وبدأت سلطة المعتقلات بإجراءات احترازية للسيطرة على الوضع قبل أن يتفاقم، ويخرج عن السيطرة.

 

و"المحزن في المشهد كله، أن الأسير الفلسطيني يتحرك اليوم، ليس لإنقاذ نفسه فحسب، بل لإنقاذ «الحر»  المكبل بقيود الرواتب خارج السجن"، يختتم الأسمر مقاله.

 

للمزيد: