معارك البادية السورية والحسابات الإقليمية والدولية

معارك البادية السورية والحسابات الإقليمية والدولية
الرابط المختصر

رغم إعلان تخفيض الأعمال القتالية في سورية والذي شمل في أحد محاوره مدينة درعا الجنوبية، إلا أن التصعيد العسكري هو المشهد الممتد عبر البادية السورية وبتدخل مختلف الأطراف، والتي كان آخر مظاهرها التحذير الروسي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن باستهداف طائراتها بعد حادثة إسقاط طائرة تابعة للقوات السورية بمدينة الرقة.

 

 

الكاتب فهد الخيطان، يشير إلى عدم اكتفاء الجانب الروسي بالتنديد، بل ارتقى في موقفه إلى تعليق العمل باتفاقية "أمن التحليق الجوي" مع الجانب الأميركي، وضَرْب أي هدف يظهر في مناطق عمليات الجيش السوري.

 

 

فيما تتحرك إيران؛ بحسب الخيطان، بنشاط ملحوظ في شرق سورية، حيث وجهت ضربات صاروخية لتجمعات "داعش" في دير الزور.

 

 

ومع نجاح الاتصالات الروسية الأميركية في تحقيق هدنة مؤقتة في الجنوب السوري، إلا أن الكاتب يصف المشهد في سورية بالخطير للغاية، فهامش المناورة والمرونة يضيق بين الأطراف المتصارعة، خاصة في شرق وجنوب سورية، وقد يقع في أية لحظة اشتباك جوي روسي أميركي، أو مواجهة إيرانية أميركية.

 

 

ويوضح بأن "الولايات المتحدة وحلفاؤها، يعتبرون التوسع الإيراني في شرق وجنوب سورية خطّا أحمر لايمكن تخطيه".. كما أن "روسيا ليست في وارد تبني المقاربة الإيرانية في سورية، ولديها تحفظات كبيرة على نفوذ طهران ونواياها تجاه مستقبل سورية".

 

 

ويرى الخيطان أن "دخول إيران بقوة على مسرح الأحداث، والافتقار لتصور مشترك لمرحلة ما بعد الرقة، وإصرار روسيا على فرض وقائع ميدانية قبل التفاهم على حل سياسي للأزمة السورية، يترك العلاقة بين الطرفين تحت رحمة التطورات المفاجئة في الميدان".

 

 

كما يذهب الكاتب حازم عباد، أن "الاستعراض الإيراني للمنظومه الصاروخية متوسطة المدى في سوريا جاء بعد اسابيع من المواجهات الدامية بين المليشيا الايرانية وقوات النظام السوري شمال التنف وجنوبه في درعا مع القوا ت الموالية لامريكا، الأمر الذي يمثل "رسائل ليست موجهة لداعش".

 

 

"فالمعارك المحتدمة بين المليشيا الموالية لايرا ن من جهة وامريكا من جهة اخرى قربت خطوط التماس وجعلت المواجهة المباشرة محتملة اكثر من ذي قبل بين الطرفيين؛ الامر الذي لا تقف فيه روسيا على مسافة بعيدة".

 

 

ويرجح الكاتب أن تواجه واشنطن المزيد من التعقيدات "بفعل التدهور الحاصل في العلاقة مع الحليف التركي المستاء من الاستراتيجية الامريكية في العراق وسوريا".

 

 

وينتهي عباد إلى القول إن "الازمة السورية على وشك الدخول في منعطف جديد يعتمد الى حد كبير على سلوك الولايات المتحدة الامريكية واستعدادها للمواجة في سوريا؛ الامر الذي بات مشكوكا في قدرتها على فعلة؛ وهي المسالة التي سيكون له انعكاسات وتداعيات على المنطقة العربية باكملها وخصوصا منطقة الخليج العربي".

 

 

ويستعرض الكاتب محمد أبو رمان، آخر التحركات الإيرانية على الساحة السورية وخاصة في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، والتوسع في المناطق الشرقية على تخوم الرقة، وفي محافظة دير الزور، وطريق بغداد- دمشق.

 

 

ويضيف أبو رمان "هنالك تقدّم ملحوظ على الأرض، إذاً، بالرغم من محاولة إدارة الرئيس ترامب تحجيم النفوذ الإيراني، في سورية على الأقل، بعد أن سلّمت لهم في العراق، إذ تبدو الخيارات الاستراتيجية الأميركية في سورية محدودة".

 

 

ويلفت الكاتب إلى افتقاد "العمّ سام" للرؤية والمشروع لـ"مرحلة ما بعد داعش"، ودلالة ذلك ما يحصل حالياً في الموصل والمناطق التي أخذها الجيش العراقي وقوى الحشد الشعبي، التي حازت على دعم هائل من الطيران الأميركي، لكنّها تعمل وفق الأجندة الإيرانية، ووصلت الحدود السورية.

 

 

"ولا تبدو معركة الرقّة أفضل حالاً، فلا يوجد هناك رؤية لما بعد داعش، والاعتماد المبالغ فيه على الأكراد، ستكون له آثار سلبية إقليمياً، على صعيد العلاقة مع تركيا ومحلياً بالنسبة للسنة المتحالفين مع الولايات المتحدة الأميركية".

 

الكاتب فيصل ملكاوي، يرى أن تناقض المواقف الدولية والإقليمية حيال الأزمة السورية وما رافقها من أوجه استقطاب وتدخل الى تاخر حلها كل هذه السنوات، مشيرا إلى أن "الأنظار تتركز في هذه المرحلة على حسم معركة الرقة في سوريا لانهاء داعش الارهابي وبالتالي كل اوجه وصنوف الارهاب".

 

 

ويختتم ملكاوي مقاله بالقول إن "المعادلة الاميركية الروسية ستكون بيضة القبان حيال مستقبل الازمة السورية وتطوراتها وسيناريوهاتها والتصورات التي يمكن اجتراحها للحل سواء بالمضي بمسارات جنيف واستاتا او عبر مسارات جديدة لكن بكل الاحوال فان اي مقاربة اميركية روسية لن تستطيع تجاهل الواقع على الارض بعد نحو سبع سنوات من الازمة".

 

 

أما الكاتب صالح القلاب، فيرى أنّ الأخطر في هذه المعادلة بالنسبة للأردن، "هو أن ينجح الروس في إشغال إدارة دونالد ترمب بتنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية كما أشغلوا الإدارة السابقة بهذا التنظيم الإرهابي الذي ستثبت الأيام المقبلة أنه قد أخترع إختراعاً من أجل معادلة :»إما داعش.. وإما نظام بشار الأسد".

 

 

ويوضح القلاب بأنه "لا شك في أننا مع القضاء على تنظيم «داعش» الذي أصبح آفة كونية تهدد العالم بأسره ونحن جزء منه لكن ما يجب أن نأخذه بعين الإعتبار بجدية، لا بل بكل جدية، هو أن يشكل الانشغال بهذا التنظيم الإرهابي غطاءً لتحقيق الإيرانيين لأهدافهم في هذه المنطقة، بدعم روسي بات واضحاً وضوح الشمس إلا لمن يفضل أن يضع كفيه فوق عينيه حتى لا يرى حقائق الأمور، ونجد أن حدودنا الشمالية باتت تواجهها حدود إيرانية وبكل معنى الكلمة".

أضف تعليقك