مشاريع منزلية تبدأ بـ"كيلو عدس" أو دورة تدريبية

مشاريع منزلية تبدأ بـ"كيلو عدس" أو دورة تدريبية

في مطبخها القديم وموادها البسيطة بدأت "أم محمد" العمايرة مشروعها في طهي الأطعمة الشعبية والتقليدية للمطاعم السياحية وطلبيات المناسبات، مشروع تصفه "بحلم صغير" تحول إلى رمز سياحي لاستقبال السياح  وتحضير الأطعمه لهم بعد اختيار منزلها ضمن المسار التراثي المعتمد من وزارة السياحة في مدينة السلط.

 

لم تتخلى "أم محمد" عن حلمها رغم اعتراض أولادها الخمسة؛ حيث كانت ثقافة العيب أولى التحديات أمامها "كنت مؤمنة بفكرة مشروعي وإمكانية نجاحه واصريت على البدء به رغم معارضة الجميع، حلمي أن أطور الفكرة أكثر، وأسعى لامتلاك مطعم خاص، يقدم فيه أشهى الأطباق التي تعد بحب وشغف".

 

"أم محمد" واحدة من قصص الكثيرات من النساء اللواتي تحملن مسؤولية البيت والأبناء خصوصاً مع غياب الزوج إثر الموت أو الطلاق، إذ تنحصر أولوياتهن بتربية الأبناء وتأمين قوت حياتهم وهذا ما تقدمه المشاريع المنزلية كما ترى "أم محمد" التي تنصح كل امرأة بأن تتحدى الثقافة السائدة لتستطيع تحقيق حلمها " فبكيلو عدس ممكن تعمل أكبر مشروع" على حد قولها.

 

أما الشاب حسام القريني أنشأ مشروعه الصغير في صيانة الهواتف الذكية من داخل منزله، بعد أن خضع لدورة تدريبية خاصة في هذا المجال كانت مساندة لتخصصه الجامعي في هندسة الاتصالات استطاع من خلالها البدء في العمل.

 

كان لهذا المشروع لدى القريني الذي يعاني من اعاقة حركية إثر حادث سير، فرصة لتطوير ذاته بخبرات عملية جديدة، بالاضافة إلى زيادة دخله المادي بعد فترة طويلة من البحث عن وظيفة، ويقول "لقد عملت انجاز داخل البيت بأقل جهد جسدي لأن حالتي الصحية لا تمكني من التنقل بسهولة وكان لدي حرية في تنظيم وقتي، وعندما أصلح جهاز وبحس بإنجاز وثقه في النفس وطبعا زاد دخلي المالي لأنها "صنعة" بدها خبره ومتابعه مستمره في تطويرها".

صدرت التعليمات الخاصة بترخيص مزاولة الأعمال من داخل المنزل ضمن حدود مناطق أمانة عمان لسنة 2017 استناداً إلى المادة رقم 5 و6  من قانون رخص المهن لمدينة عمان وتعديلاته رقم 20 سنة 1985 والمادة 28 من نظام الأبنية والتنظيم لمدينة عمان رقم (67) لسنة 1979.

 

وبناءاً عليها، تم اعتماد 71 مهنة قسمت إلى أربع فئات؛ هي مهن فكرية، مهن يدوية، تصنيع الأغذية ومخللات، ومهن خدمات المنازل من داخل هذه المنازل بعد الحصول على الترخيص اللازم من أمانة عمان.

 

مدير رخص المهن والإعلانات في أمانة عمان المهندس علي الحديدي يؤكد أن عدد الرخص التي تم منحها وصلت إلى أكثر من 180 رخصة في مختلف المهن التي نصت عليها التعليمات .

 

وبين الحديدي أن هذه التعليمات جاءت لتنظيم هذا القطاع بقوله "التعليمات تأتي للسيطرة على بعض التجاوزات التي قد تمس حقوق المجاورين والمنطقة السكنية المحيطة، وعدم تغيير طبيعة الاستعمال من سكني إلى تجاري، ومن يخالف الشروط أو التعليمات سيتم سحب الترخيص منه ومخالفته" .

 

قرارات إدارية

 

وأشار الحديدي إلى أن الأمانة اتخذت العديد من القرارات الإدارية بهذا الخصوص تهدف إلى تسهيل وتشجيع أصحاب المشاريع لتقديم لترخيص مهنهم؛ حيث منحت الأمانة طلبات إصدار هذه الرخص صفة الاستعجال بعد استثنائها من العرض على اللجان المحلية واللوائية من ناحية السرعة في الإنجاز وبت الطلبات خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام من تاريخ التقديم، بالإضافة لتخفيض بعض الرسوم وإعفاء من رسم النفايات والإعلانات.

وبينت دراسة صادرة عن وزارة الصناعة والتجارة والتموين لقياس الأثر الاقتصادي المتوقع من الجهود المبذولة لتحفيز هذا القطاع، أن عدد الأسر المستفيدة من تلك المشاريع من المحتمل ارتفاعه إلى 16.800 أسرة، بافتراض دخول 12ألف مشروع منزلي إلى الاقتصاد الأردني، وخلق ما يقارب 13 ألف فرصة عمل للشباب والنساء إلى جانب ما يقارب 3 آلاف فرصة من الفئات الأخرى، بالإضافة إلى آثار إيجابية أخرى، ليصبح مجموع الأثر الاقتصادي المتوقع من تنظيم القطاع يتراوح ما بين 74 مليونا و138  مليون دينار.

 

وقالت مدير السياسات الاقتصادية والتشاور في وزارة الصناعة والتجارة  دانا الزعبي أن الحكومة ممثلة بوزارة الصناعة والتجارة والتموين ووزارة الشؤون البلدية وأمانة عمان الكبرى عملت على تسهيل وتطوير منظومة العمل من المنزل بهدف تشجيع شريحة أكبر من الأفراد بالبدء بأعمالهم ومشاريعهم بأبسط الإجراءات الممكنة، حيث تم العمل على تعديل المنظومة التشريعية والمؤسسية المعنية بهذا القطاع لضمان مهن أكثر وفي كافة محافظات المملكة.

 

وبينت الزعبي أن الأرقام الأولية للوزارة سجلت أكثر من 300 عمل منزلي في جميع محافظات المملكة، وحققت العاصمة عمان ومحافظتي إربد والمفرق أعلى نسب التسجيل مقارنة بالمحافظات الأخرى، وكان ما نسبته 80% من الأعمال المزاولة  مملوكة من قبل سيدات.

 

ويعد زيادة فرص التشغيل للأردنيين لا سيما الإناث عبر المشاريع المكثفة للعمالة وزيادة إدماج المرأة في سوق العمل الأردني وتحسين ظروف وبيئة العمل اللائق أحد الأهداف التي تسعى لها وزارة العمل ضمن تصريحاتها المتكررة.

 

محاربة الفقر والبطالة

وحول هذا يرى الناطق الاعلامي لوزارة العمل محمد الخطيب أن دعم تشغيل المرأة  يعد من الخطوات الناجحة لمحاربة الفقر والبطالة، فقد تبنت الحكومة عدداً من الإجراءات الداعمة لهذا التوجه منها التوسع في السماح للمرأة بممارسة مجموعة كبيرة من المهن والأعمال من المنازل، وتوفير فرص عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

 

كما تم إنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بهدف تشجيع النساء على العمل وتوفير التدريب للنساء على الإنتاج في المجال الزراعي، والغذائي، والصناعي، وانطلاقة من ذلك تم تنفيذ مبادرة تسويق منتجات السيدات في مجال التشغيل الذاتي من خلال إقامة سوق مجاني لعرض منتجات يدوية (مطرزات، مأكولات وحلويات، خزفيات وقش، إكسسوارات، وصناعات تجميلية).

 

هذا وأطلقت وزارة الصناعة والتجارة والتموين حملة "شغل بيتي" في شهر تموز 2018 لتعريف المواطنين بالتعديلات والتشريعات الجديدة التي يسمح  بترخيص الأعمال من المنزل ، وكجزء من هذه الحملة، تم العمل على تطوير دليل خاص بتعليمات مزاولة العمل من المنزل "دليلك لبدء عملك من المنزل" كوسيلة إرشادية مبسطة قادرة على التعريف بأهمية وكيفية ترخيص الأعمال من المنزل وأنواع المهن التي شملتها التعليمات وآلية ترخيصها.

 

أضف تعليقك