مسؤول التنف يكشف تفاصيل عن القوات المشاركة في القاعدة
تعدّ قاعدة التنف العسكريّة التي تقع على المثلّث الحدوديّ العراقيّ-السوريّ-الأردنيّ من النقاط الاستراتيجيّة لقوّات التحالف الدوليّة في سوريا كما أنها خط أحمر. حيث اتّخذت منها قاعدة لتدريب جيش مغاوير الثورة الذي أسّس في 20 أيّار/مايو 2015 ودرّب في الأراضي الأردنيّة لمقاتلة تنيظم الدولة الإسلاميّة، كما يقول قائد الفصيل العقيد مهنّد الطلاع في حوار مع "المونتيور".
دمّرت في 18 أيّار/مايو طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتّحدة الأميركيّة قافلة موالية للنظام السوريّ كانت متّجهة إلى التنف لم تستجب إلى الطلقات التحذيرية. قال وزير الدفاع الأميركيّ جيمس ماتيس، تعليقاً على الضربات في 18 أيّار/مايو، إنّ بلاده لن تزيد دورها في الحرب الأهليّة السوريّة، لكنّها ستدافع عن قوّاتها.
وبحسب قائد الفصيل، يتواجد في التنف التي تقع على المثلّث الحدوديّ العراقيّ-السوريّ-الأردنيّ، 150 جنديّاً أميركيّاً إلى جانب قوّات من خمس جنسيّات - تحفّظ على ذكر اسمها بناء على رغبة الدول المشاركة في القاعدة - من بينها جنسيّتان عربيّتان.
حاور "المونيتور" عبر الهاتف قائد جيش مغاوير الثورة العقيد مهنّد الطلاع، حول دور قوّات التحالف في القاعدة، وأسباب سيطرة القوّات الروسيّة على مناطق قريبة من التنف، إلى جانب وصول إمدادات من ميليشيات عراقيّة وايرانيّة إلى البادية السوريّة.
المونيتور: في البداية، عرّفنا بجيش مغاوير الثورة، لناحية الأعداد، أماكن التواجد، ومصادر الدعم؟
الطلاع: جيش مغاوير الثورة مولود جديد من جيش سوريا الجديد الذي تأسّس في ٢٠ أيّار/مايو 2015، ودام بناؤه سبعة أشهر ودرّب على أراضي المملكة الأردنيّة. ويتكوّن هذا الجيش من مقاتلين من الجيش السوريّ الحرّ سابقاً الذين فرّوا من الأراضي التي سيطر عليها "داعش" بعد معارك قويّة، وأكثرهم من منطقة دير الزور، والبوكمال، وتدمر، وريف حلب.
بدأ هذا الجيش بـ120 مقاتلاً، والآن يفوق عدد المقاتلين المئات، تدرّبوا على يد خبراء عسكريّين من الأصدقاء في التحالف الدوليّ، وأنا هو مؤسسه ومن يقوده. ونتواجد في الحماد السوريّ (البادية السوريّة)، وفي منطقة التنف القريبة من المثلّث السوريّ-الأردنيّ-العراقيّ.
يتلقّى الجيش الدعم والتدريب من دول التحالف الدوليّ، وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأميركيّة.
المونيتور: ما أهمّيّة القاعدة في البادية السوريّة، خصوصاً في محاربة تنظيم الدولة الإسلاميّة؟
الطلاع: منطقة التنف هي أحد المعابر الرئيسيّة على الحدود السوريّة-العراقيّة، وصلة الوصل بين العراق وسوريا، أمّا قاعدة التنف، فهي منطقة حشد لعمليّات جيش مغاوير الثورة وقوى التحالف الدوليّ ودوريّاتها ومركز انطلاق لها، للتفتيش عن جيوب "داعش" المتناثرة في بادية الحماد السوريّ الواسعة.
يتواجد معنا رجال على الأرض من قوى التحالف الدوليّ من خمس جنسيّات، بينهم ضبّاط برتب مختلفة، أكثرهم عدداً الأصدقاء من الجيش الأميركيّ (150 جنديّاً)، بينما يصل هؤلاء الأصدقاء من قوّات التحالف في شكل عامّ إلى المئات، وظيفتهم مساندتنا في أداء المهام العسكريّة، وتدريب المقاتلين الجدد وإعدادهم بدنيّأ وعسكريّاً ليصلوا إلى مرحلة الجيّد جدّاً.
المونيتور: لماذا عزّز النظام السوريّ ومعه ميليشيات إيرانيّة وعراقيّة من تواجده على طريق دمشق-بغداد؟
الطلاع: الهدف الأوّل هو خلق معارك دوليّة على الأرض السوريّة، بين الدول العظمى مثل روسيا وقوى التحالف الدوليّ، كما عمل في الآونة الأخيرة على زجّ طائرة روسيّة مخترقة للأراضي التركيّة، لجعل الأراضي السوريّة ساحة قتال دوليّة.
والسبب الثاني هو استجابة لرغبة إيران في إنشاء هلال شيعيّ يمتدّ من ايران وينتهي بلبنان، مروراً بالأراضي السوريّة والعراقيّة، بغية الحصول على دعم برّيّ للنظام السوريّ، وهو مخطّط قديم لكنّنا لهم في المرصاد. هذا الطريق البرّيّ، هو حلم بالنسبة إليهم، نحن جاهزون عسكريّاً، ولدينا العتاد والسلاح والذخيرة المناسبة لخوض أيّ معركة بنجاح، ونحن الآن نملك مقاتلين من أقوى الرجال المدرّبين والمجهّزين لأيّ معركة، ولن نسمح لهم بتحقيق هذا الحلم.
المونيتور: نقلت وسائل إعلام موالية للنظام السوريّ صوراً لرفع أعلام روسيّة في بادية السويداء. ما هي المناطق التي سيطر عليها الروس؟
الطلاع: المناطق التي سيطر عليها الروس في البادية الآن هي: مطار الضمير والطريق الواصل إلى منطقة البطمة، ومنطقة سبع بيار، وظاظا، إضافة إلى سدّ الردايف وخربة غزالة في اتّجاه جنوب مدينة السويداء، في القرب من الحدود الأردنيّة، وسبب تقدّمهم كان استغلالهم لانشغال فصائل المعارضة السوريّة بقتال "داعش".
المونيتور: القمّة العربيّة-الإسلاميّة-الأميركيّة قرّرت تشكيل قوّة من 34 ألف جنديّ لمحاربة الإرهاب. هل تتوقّع أن يكون لهذه القوّة دور في البادية السوريّة؟
الطلاع: الجنود بعددهم المطروح من القمّة الإسلاميّة-الأميركيّة سيكون لهم دور مهمّ جدّاً في البادية السوريّة، كونها منطقة واسعة الأطراف وتحتاج الى عدد كبير من الجنود للسيطرة عليها والقضاء على جيوب "داعش" بالكامل.
المونيتور: كيف ستنعكس معارك البادية السوريّة والقلمون والتنف على المفاوضات السياسيّة؟
الطلاع: هذه المعارك ستجعل المعارضة الحلقة الأقوى على طاولة المفاوضات، وما على النظام إلّا الاستسلام للواقع، ورمي العنجهيّة، لأنّ أوراقه كلّها باءت بالفشل، بدءاً من "داعش" وانتهاء بالمرتزقة من الشيعة.
المونيتور: كيف تعملون على حماية المدنيّين في أماكن تواجدكم؟
الطلاع: المدنيّون هم أهلنا، ومن أجلهم ومن أجل حرّيتهم، خرجنا وبذلنا كلّ شيء من أرواح ودماء، وهم سندنا وحاضنتنا، ولا غنى عنهم، سنوفّر لهم أشكال الحماية كافّة، وخصوصاً الأرامل والنساء والشيوخ والأطفال منهم.