مراوغة إسرائيل للأردن على الأقصى

مراوغة إسرائيل للأردن على الأقصى
الرابط المختصر

انقشع دخان قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أخيراً عن باحات المسجد الأقصى ومرافقه خلال الأيام الثلاثة الماضية التي شهدت مواجهات على الأرض مع المرابطين، وآخرى أقل وتيرة سياسياً، لتظهر الخسائر التي بانت عن "حروق في سجاد الجامع القبلي، وتحطيم ثلاثة شبابيك تعود للعهد الأموري والعثمانيّ، وتكسير في بعض الأبواب" وفقاً لمدير المسجد في وزارة الأوقاف الأردنيّة عمر الكسواني.

 

بشكل عام سادت أجواء الهدوء الحذر على باحات المسجد الأقصى، وعادت شرطة الاحتلال وفتحت جميع أبواب المسجد، بما فيها باب المغاربة، لتنفذ برنامج السياحة القائم بإدخال المستوطنيين إلى المسجد وتأمين الحراسة لهم، حيث قام 20 مستوطناً بتنفيذ جولات في باحاته. بالإضافة إلى قيام الشرطة المرافقة لهم بالاعتداء على المرابطين.

 

رسميّاً حمل تهديد الملك عبدالله الثاني في خطاب له خلال استقباله رئيس الوزارء البريطاني ديفيد كاميرون لهجةً شديدة، إذ أكّد ولأول مرة أن علاقات الأردن مع إسرائيل "إن استمرت هذه الأمور، وإن استمرت الاستفزازات في القدس، فإن ذلك سيؤثر على العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ولن يكون أمام الأردن خيار، إلا أن يتخذ الإجراءات التي يراها مناسبة" حيث تبعت هذه التهديدات بعد أقل من 24 ساعة توجه الأردن إلى مجلس الأمن للتقدم بمشروع قرار يسمح  للمصلين المسلمين بالتعبد في المسجد الأقصى بسلام وهدوء، بعيدا عن العنف والتهديدات والاستفزازات. إلّا أن الحكومة الإسرائيلية بدت وكأنها لم تسمع، وذهب رئيسها بنيامين نتانياهو في تصريحات صحفية له اليوم الأربعاء إلى تمسكه بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى مع تأكيده في الآن نفسه أنه لن يسمح بالتشويش على زيارات يهود للموقع.

 

إلّا أن المتابع والصحفي المقدسي خليل العسلي يورد ما يجري على الأرض بالقول "أن الوضع تغير بصورة واضحة نتيجة الضغوط الاردنية التي ساهمت بشكل كبير في لجم الشرطة الاسرائيلية من حملتها في الاقصى  بما في ذلك موضة الاقتحام الامني الصباحي واخراج المصلين منه

 

ويرى وزير الخارجية الأسبق كامل أبو جابر أن تصريحات نتنياهو هذه واضحة، وتؤكد أن إسرائيل ماضية دون أن تلتفت لأحد لتقسيم المسجد زمانياً ومكانياً، متسائلاً خلال حديث لـ عمّان نت عن الخطة التي تم وضعها لمواجهة هذا الأمر.

 

ويضيف العسلي في مادة له على موقع أخبار البلد أنه ومنذ الصباح سارع الناطقون الرسميون إلى التأكيد  على أن الغضب الأردني ليس ما يبرره لأن إسرائيل لا تنوى تغير الواقع  في الأقصى".

 

أخيراً يبقى وضع برنامج السياحة التي تصر الحكومة الإسرائيليّة على تنفيذه مع قوات الأمن بحجة تنظيم دخول اليهود للمسجد في أوقات محددة الحجة التي تسعى من خلالها لتقسيم الأقصى زمانياً، فيما يتجه الأردن – الوصي على المقدسات في المدينة – إلى مجلس الأمن بمشروع قرار يتكرر فحواه كلما احتفل اليهود بعيد لهم بإقامة زيارات وصلوات تلمودية تترافق مع مشاركة وزارء من حكومة نتنياهو.

أضف تعليقك