محلات "النص دينار".. حيث يطغى إغراء السعر على جودة المنتج

محلات "النص دينار".. حيث يطغى إغراء السعر على جودة المنتج
الرابط المختصر

بدأت القصة في الزرقاء قبل سنوات بلافتة محل تقول أنه يبيع "كل شئ بدينار"، ولم تلبث بعدها أن اشتعلت المنافسة في السوق لتعلن محلات أخرى عن أن "كل شئ بنص دينار" ثم "بربع" وبعدها "ببريزة" حتى وصل الأمر إلى "شلن".

 

وبجردة سريعة لبضاعة تلك المحلات، وتحديدا منها صاحبة الشعار الأكثر رواحا حاليا وهو: "كل شئ بنص دينار"، فهي عبارة عن مستلزمات عناية شخصية وأدوات ومواد تنظيف ولعب أطفال ومعدات كهربائية، وغالبيتها من منشأ صيني يتسم بسرعة التلف والعطب.

 

وعلى ما يبدو، فإن تدني الجودة لا يقف عائقا أمام تنامي أعداد من يقبلون عليها، ما يشكل دليلا على نجاح السياسة التجارية التي تتبعها تلك المحلات، والقائمة على أساس أن "إغراء السعر كفيل بجعل الزبون يغض الطرف عن جودة المنتج".

 

رائد صالح وهو تاجر في عقده الرابع وأحد من يعملون في هذا المجال، بيّن أن الفكرة ليست جديدة بل كانت معروفة لدى قدامى تجار السوق، لكنها لم تنتشر بالشكل الكبير الذي نشاهده إلا في السنوات الأخيرة، على حد قوله.

 

ويلجأ التجار إلى الدلالة على بضائعهم وسعرها المغري من خلال مكبرات صوت لا تكف تصدح في أرجاء السوق بأصوات مسجلة مسبقا، حيث أوضح رائد أن التسجيلات دائما ما تركز على ذكر السعر باعتباره العامل الجاذب للزبون أكثر من السلعة ذاتها.

 

وأشار إلى أن بعض المحلات تجعل سعرا موحدا لبضائعها مقداره عشرة قروش (بريزة) والبعض الآخر 35 قرشا وغيرها 50 قرشا (نصف دينار) ولكنها إجمالا لا تزيد عن دينارين.

 

وقال رائد أن تلك المحلات تحقق نتائج مجزية باتباعها معادلة "الربح القليل والبيع الكثير"، مؤكدا أن إقبال الناس يتزايد يوما تلو آخر على سلعها، والتي تشكل الصين مصدرها الرئيسي.

 

ولفت إلى أن غالبية زبائنه هم من النسوة الباحثات خصوصا عن مساحيق وأدوات التجميل ومستلزمات المطبخ، في حين يندر أن يدخل رجل إلى المحل باحثا عن شئ يشتريه.

 

وشكا رائد من أن تجار الأسعار المحددة يعانون كثيرا بسبب القيود والقيم الجمركية المفروضة على بعض السلع المستوردة، والتي تؤدي إلى تقليص هامش أرباحهم، فضلا عن اكتشافهم أحيانا أن بعض المنتحات فيها خلل ولا تصلح للبيع.

 

وتقر روعة درويش، إحدى زبونات محلات السعر الموحد، بأن المنتجات المعروضة في تلك المحلات "رديئة" من حيث الجودة، ولكنها تقول أن "ألوانها وأشكالها الجذابة تشجّع على شرائها وصرف النظر عن جودتها".

 

من جانبهم، يؤكد التجار الاعتياديون في السوق أن محلات السعر المحدد لا تشكل أي منافسة لهم، برغم أنها تبيع أصنافا مشابهة لما يعرضونه، معولين بذلك على أن لكل سلعة زبونها سواء من حيث السعر أو الجودة.

 

وقال باسم نعمة وهو شاب في عقده الثاني ويعمل بائعا في محل للأدوات المنزلية والنثريات "لا تأثير لها على مبيعاتنا، فهناك زبائن يهتمون بجودة البضاعة التي يشترونها، وهؤلاء لا يرتادون تلك المحلات".

 

وذات الأمر ذهبت إليه نسرين داوود (28 عاما)، والتي تعمل موظفة مبيعات في محل لأدوات التجميل، مؤكدة أن "لكل محل زبونه".

أضف تعليقك