محاولات لضم فصائل في الجنوب السوري تحت عباءة "الموك"
.الحكومة الأدنية تنفي دائما وجود "غرفة الموك"
استراتيجية جديدة تقضي بدمج الفصائل " المعتدلة"
لم تعد معادلة " درعا خالية من داعش" ميزة تتمتع بها الحدود الأردنية الشمالية و الشرقية على غرار السنوات السابقة،خصوصا بعد ظهور تنظيمات مقربة للتنظيم الدولة في حوض اليرموك الغربي وعلى رأسها جيش خالد بن الوليد (تحالف حركة المثنى، ولواء شهداء اليرموك، وجماعة المجاهدين).
متغيرات ميدانية داخل الأراضي السورية- وعلى رأسها حادث الركبان الأرهابي- دفعت صانعي القرار في الأردن للتعاطي مع ملف الحدود السورية بشكل اشد "صرامة" وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، الى جانب العمل على الإستراتيجية القديمة بدعم فصائل " معتدلة" في الجنوب السوري من خلال حلفاء الأردن وعلى رأسهم أمريكا.
و تزداد مخاوف الأردن الأمنية في وقت يتوقع فيه خبراء عسكريون وصول هذه التنظيمات إلى نقطة صدام مع الأردن في المناطق المحاذية للحدود؛ بسبب ما تتعرض له من ضغوط عبر القصف، وسيطرة القوات النظامية على مناطق عديدة تابعة لها في العراق وسوريا.
الموك تظهر من جديد
استراتيجية دعم الفصائل السورية "المعتدلة" والتي يصفها الكاتب محمد ابو رمان بـ " الوسائد الخالية" أبقت الحدود السورية -الأردنية بمنأى عن سيطرة التنظيمات المتشددة طيلة سنوات الحرب، و تسيد اسم " الموك" (غرفة عمليات عسكرية لمجموعة دول مقرها العاصمة) عناوين وسائل اعلام محلية وعالمية، ليتعود الجبهة الجنوبية السورية، للواجهة بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر بإعادة فتح الجبهة من جديد.
الغرفة التي تقدم الدعم المالي والعسكري واللوجستي لبعض الفصائل "المعتدلة" في الجنوب السوري منذ سنوات "تنشط هذه الأيام بعمليات دمج للفصائل الصغيرة ضمن قوة او قوتين كبيرتين مستخدمة سياسة الثواب والعقاب المالي" كما يؤكد قادة فصائل سورية في الجنوب السوري.
و في محاولة لضم فصائل تحت عباءة "الموك" اكد قادة فصائل عسكريين في الجنوب السوري إن " الغرفة قطعت التمويل المالي المتمثل برواتب بعض الفصائل لمدة 3 أشهر لغايات اجبارها على الإندماج، بينما حرمت فصائل اخرى من التمويل نهائيا".
يقول قائد لواء فرسان حوران ابو وسيم الحوراني إن "اغلب الفصائل الموجودة في الجبهة الجنوبية المحاذية للحدود الأردنية هي جيش حر وتتبع لغرفة الموك المتواجدة في الاردن، و يديرها دول كامريكا وبريطانية والسعودية والامارات والاردن، وتدير هذه الغرفة فصائل الجبهة الجنوبية التي تتبع لها و يقدمون لهم رواتب شهريا وذخائر وطرود اغاثية".
وحسب قائد الفصيل "من لا تموله الموك يضعون عليه اشارات استفهام".
بدوره قال مدير الهيئة السورية للإعلام الدكتور العميد إبراهيم جباوي إن الهيئة تتفهم الهاجس الأمني للأردن في آلية إدخال المساعدات للاجئين السوريين على الساتر الترابيّ، مضيفا إن "الهاجس الأمني فوق كل اعتبار، ونحن نتفهم هذا الهاجس، للأردن الذي يريد تأمين حدوده".
20 فصيلا تتلقى الدعم
العقيد خالد الحبوس رئيس المجلس العسكري لدمشق وريفها والمنطقة الجنوبية في الجيش الحر، يبين أن عدد الفصائل في المنطقة الجنوبية يبلع 120 فصيلا منها 20 فصيلا يتلقى الدعم، واصفا المدعومين بـ مجموعة فاسدين ليس لديهم لا قيادة لا تنظيم ولا ادارة و لا المقدرة على استطلاع المعارك".
متهما "بعض الأطراف وخاصة امريكا بمحاولة عدم ايجاد اي نوع من التنظيم او القيادة الموحدة من الجيش الحر"، يقول " أمريكا تدعم كل فصيلة على حدا، و اي قائد قادر على توحيد الناس يستبعدوه، ويختارون الناس الانتهازيين والوصوليين ".
وحسب تقديرات القادة العسكريين يبلغ عدد المقاتلين الموزعين بين الفصائل الجنوبية ما يقارب الـ 30 الف مقاتل يسيطرون على مناطق جنوب سوريا بما فيها ريف دمشق ودرعا وحوض اليرموك، والقنيطرة، والسويداء وبعض المناطق المحاذية للحدود الأردنية الشرقية.
و يعتبر فصيل " جبهة ثوار سوريا "7 الاف مقاتل من أكبر الفصل التي تتلقى دعما من غرفة "الموك تليها "قوات شباب السنة " ويبلغ تعدادها 6000 مقاتل و "جيش اليرموك 3000 مقاتل". وجميعها تتبع للجيش السوري الحر.
ويكشف الرائد عصام الريس، المتحدث الرسمي باسم الجبهة الجنوبية السورية خارطة الفصائل الفاعلة في الجنوب السوري، ويقول إن " من أبرز الفصائل "جبهة ثوار سوريا وجبهة انصار الإسلام والوية سيف الشام الفرقان وتتبع للمجلس العسكري في القنيطرة، بينما يوجد بشكل مستقل مقاتلين من جبهة النصرة عددهم بسيط لا يتجاوز 150شخصا".
و حسب الريس " يتواجد ايضا فرقة شباب السنة، و فرقة عامود حوران، وفرقة لواء فجر التوحيد، وتسيطر هذه الفصائل على ريف درعا بما يقارب 60% ل 40 % من المدينة الى جانب فرقة المعتز وفرقة الحمزة التابعة للجيش الأول فوج المدفعية والصواريخ بقيادة المقدم عبد اللطيف الحوراني ، اما بالنسبة للقنيطرة تسيطر الفصائل على 70%من اراضيها بينما يسيطر النظام فقط على اجزاء شمالية".
بوادر الدمج
ومن بوادر استراتيجية "الموك" بدمج الفصائل الجنوبية ظهور فصيل " تجمع الحق" الذي يضم لواء الحرمين الشريفين، ولواءعاصفة الجنوب، ولواء شهداء الحارة، والفرقة 99 مشاة". حسب ناشطين اعلاميين في الجنوب السوري.
بينما إندمجت ثلاثة فصائل (الفرقة 24 مشاة – الفرقة 69 قوات خاصة – اللواء الأول مهام خاصة) تحت تحت مسمى "الفرقة 46 مشاة" بقيادة العقيد يوسف المرعي.
يقول إسكندر الحوراني الناطق الرسمي باسم مؤسسة القيصر الإعلامية " بشكل عام فصائل الجبهة الجنوبية كل ما يندرج تحتها يتلقى دعما من غرفة الموك، ونرى في الجبهة الجنوبية فصائل تظهر وتختفي بسبب الدعم".
وحسب ابو وسيم الحوراني قائد لواء فرسان حوران "كان لظهور داعش في الريف الغربي لدرعا والقنيطرة اثرا على نشاط الجبهة الجنوبية ".
وتأتي محاولة "الموك" لدمج الفصائل السورية، عقب محاولة "فاشلة" كانت اتبعتها في حزيران 2015 بعد فشل ما يعرف بـ عملية "عاصفة الجنوب" في درعا السورية، بهدف تحرير مدينة درعا من القطع العسكرية المتبقية للنظام هناك، لتختفي " الموك" عن الساحة عقب التدخل الروسي في سوريا.
يعيد المتحدث الرسمي باسم الجبهة الجنوبية السورية عصام الريس اسباب فشل التقدم على الجبهة الجنوبية الى " صعوبات داخلية وخارجية كعدم مناسبة الدعم المقدم للوصول الى دمشق، كون السلاح المتوفر غير نوعي، اذ تتلقى الجبهة الجنوبية ذخائر فقط وبنسبة قليلة جدا، مع وجود اهداف استراتيجية بحاجة الى سلاح نوعي وسلاح ثقيل واسلحة مميزة".
و تأتي تصريحات قادة الفصائل في وقت كشف فيه وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر ، أن التحالف الدولي يسعى لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم الدولة انطلاقا من جنوب سوريا ، بالتزامن مع هجوم الجبهة الشمالية، ولم يصدر اي تعليق رسمي اردني حول تصريحات كارتر، الا أن الحكومة الأردنية نفت في اكثر من سياق وجود ما يعرف بـ "غرفة الموك".
وكان الجيش الأردني عرض خرائط تفصيلية لتواجد تنظيم الدولة والجيش السوري والجيش الحر وأماكن سيطرتهم وبينت الخرائط أن تنظيم الدولة يبعد عن الحدود الأردنية الشرقية مسافة 120 كيلومتراً، وعن الحدود الشمالية 80 كيلومتراً وشهداء اليرموك من الجهة الشمالية الغربية يتحرك على مسافة 14 كلم مع الحدود.