ما هي خسائر الاقتصاد الأردني المحتملة من مقاطعة قطر؟

ما هي خسائر الاقتصاد الأردني المحتملة من مقاطعة قطر؟
الرابط المختصر

يقارب حجم التبادل التجاري بين قطر والأردن 400 مليون دولار سنويا، بحسب أرقام غرفة صناعة الأردن، ويميل الميزان التجاري إلى صالح قطر التي تستورد منها المملكة مدخلات إنتاج معدنية وكيميائية في أصولها النفطية، كما يقول مدير الغرفة ماهر المحروق.

وأضاف المحروق لـ"عربي21" أن "المُصنع الأردني قد يحتاج إلى وقت للبحث عن بدائل للمدخلات المعدنية والكيماوية القادمة من قطر، لوجود اتفاقيات مسبقة بين المُصنعين وشركات قطرية"، مبينا أن "المملكة تستورد من قطر مواد معدنية ونفطية بقيمة 200 مليون دولار سنويا، ولدائن بلاستيكية بقيمة 26.5 مليون دولار؛ وتعد مهمة في مدخلات الإنتاج".

وأوضح أن الأردن في المقابل؛ يصدر إلى قطر بشكل رئيس سنويا منتجات نباتية من خضروات وفواكه بقيمة 80 مليون دولار، تليها أجهزة كهربائية بـ21 مليون دولار، ومواد كيمياوية (دهانات ومنظفات) بـ15 مليون دولار، ومنتجات حيوانية بـ10 مليون دولار، مؤكدا أن "الخسائر المباشرة ستلحق بالصادرات النباتية والحيوانية في حال تم تطبيق مقاطعة اقتصادية بين البلدين".

وكانت الحكومة الأردنية قد قررت، الثلاثاء الماضي، خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، في تصعيد متساوق مع قرار دول خليجية ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، على خلفية اتهامها بـ"دعم الإرهاب".

الخضار والفواكه

وبدأت بوادر تأثير هذا القرار على الاقتصاد الأردني؛ عندما أعادت السلطات السعودية الأسبوع الماضي 85 برادا أردنيا محملة بالخضار من الحدود السعودية-القطرية، مما تسبب بخسارة المصدّرين نحو 1.3 مليون دينار، بحسب أرقام نقابة تجار ومصدري الخضار والفواكه.

 

ويتراوح حجم صادرات الأردن من الخضار والفواكه إلى قطر قبل الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات؛ بين 500 و600 طن يوميا. وأوضح نقيب تجار ومصدري الخضار والفواكه، سعدي أبو حماد، أن "هذا المعدل انخفض إلى 90 طنا يوميا بعد إغلاق السعودية حدودها مع قطر".

وأكد أبو حماد لـ"عربي21" أن "المصدّرين الأردنيين استأنفوا تزويد قطر بالخضروات والفواكه بعد توقف دام أربعة أيام، ليعود شحن منتجاتهم جوا من خلال طائرات قطرية، مما أدى إلى انخفاض الصادرات إلى نسبة 75 بالمئة".

وجاء إغلاق التصدير البري إلى قطر مرورا بالسعودية، ليوجه ضربة جديدة للمزارع الأردني بشقيه النباتي والحيواني، بعد أن توقف التصدير للدول المجاورة كسوريا والعراق؛ بسبب الحروب في المنطقة.

سوق المواشي

وتستهلك قطر ما نسبته 35% من المواشي الأردنية.

وبحسب رئيس جمعية مربي الماشية، زعل الكواليت؛ فإن قطر تستهلك ما نسبته 35 بالمئة من المواشي الأردنية.

وقال الكواليت لـ"عربي21" إن "إغلاق السوق القطري بوجه المزارعين أضر بهم؛ كون السوق القطري أفضل من السعودي من ناحية سعر بيع الخروف"، لافتا إلى أن ذلك "تسبب بانخفاض سعر الخروف بقيمة 10 دنانير، ما أدى إلى حالة من الكساد في سوق المواشي".

وأضاف أن تجار تجار المواشي يبحثون عن طريقة لتصدير الخراف إلى قطر من خلال الكويت، إلا أن ذلك "سيزيد من تكلفة الشحن خصوصا أنها قد تنقل بحرا".

استثمارات

ولا تقتصر العلاقات الاقتصادية الأردنية القطرية على التصدير والاستيراد، حيث تشير أرقام الملتقى الاقتصادي الأردني القطري ومجلس الأعمال المشترك، إلى أن حجم الاستثمارات القطرية في الأردن عام 2016 بلغت نحو 1.6 مليار دولار في قطاعات مختلفة؛ أبرزها العقارات والسياحة.

من جهته؛ بيّن الخبير الاقتصادي خالد الزبيدي، أن "المقاطعة التي تتعرض لها دولة قطر؛ تؤثر على الصادرات الأردنية وميزان التجارة بين البلدين، كما تؤثر على الاستثمار، إلى جانب مخاوف من تأثير ذلك على العمالة الأردنية في قطر".

وقال الزبيدي لـ"عربي21" إنه "لا مبرر للدخول في هذه المقاطعة، كون قطر دولة شقيقة، وأي خلاف يجب أن يعبَّر عنه سياسيا".

ويبلغ عدد العمالة الأردنية في قطر نحو 40 ألف شخص، وفقا لإحصائية السفارة الأردنية في الدوحة، مما يثير مخاوف حول مستقبل هذه العمالة بعد قرار الأردن خفض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، وإلغاء تراخيص قناة الجزيرة، إلا أن السلطات القطرية أصدرت بيانا طمأنت فيه المقيمين من الدول المقاطعة لها بأن ذلك لن يؤثر عليهم، إلا أن حالة القلق والترقب ما زالت مستمرة بين صفوف العمالة.

عربي21