ما هي أولويات الأردن مقابل أجندة بومبيو المزدحمة؟
أجندة حافلة يحملها وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في زيارته للعاصمة الأردنية عمان، في مستهل جولة عربية ستقوده إلى ثماني دول عربية، لإجراء محادثات تركّز بشكل خاص على ملفّات اليمن وسوريا وإيران.
البحث عن إعادة إحياء تحالف عربي واسع ضد إيران على رأس أولوياته، إلا أن أولويات الأردن مختلفة، حددها الملك عبد الله الثاني خلال لقائه بومبيو الثلاثاء، بملفات هي: دعم الأردن لمواجهة الأزمة الاقتصادية، والقضية الفلسطينية والانتهاكات في المسجد الأقصى، والملف السوري.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، على أن "واشنطن عازمة على حماية الأردن ودول المنطقة من الخطر الإيراني، وأكد أن سحب القوات الأمريكية من سوريا لن يؤثر على هذا الأمر".
ليأتي رد الصفدي دبلوماسيا، على عكس موقف الأردن الذي حذر سابقا من "الهلال الشيعي" قائلا إن "جميع الدول العربية وأمريكا تريد علاقات صحية مع طهران مبنية على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية".
"اختلاف الأولويات"
أمين عام الحزب الوطني الدستوري، أحمد الشناق، يقول لـ"عربي21" إن "الأردن على عكس الولايات المتحدة التي أولويتها التصدي لإيران في المنطقة، تضع ملفين هامين كأولوية لها هما: القضية الفلسطينية، والملف السوري، اللذان يدخلان في إطار المصالح العليا للدولة الأردنية، والأمن الوطني، ويتضح وجود خلاف بين الأردن والإدارة الأمريكية حول القضية الفلسطينية، الأردن أولويته إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا خلاف جوهري وكبير بين الطرفين ويخالف توجهات بعض الدول العربية التي تضع مواجهة إيران كأولوية".
وحسب الشناق، فإن الإدارة الأمريكية "تقوم بعملية استطلاع لتشكيل حلف جديد لمواجهة إيران، والاستمرار في مواجهة تنظيم داعش، وهنا يتقاطع الأردن مع الولايات المتحدة في الأولويات، ومن بينها الملف السوري، حيث يصر الأردن على التنسيق مع روسيا أيضا بخصوص ملف مخيم الركبان وعودة اللاجئين، كما تصر المملكة على أن الجولان هي أراض سورية محتلة، وهذا سيرتب على الأردن ضغوطا كبيرة".
أما بخصوص إيران، "فالأردن هو ضد سياسة إيران التوسعية في المنطقة، لكنه يسعى لإقامة علاقات طيبة مع إيران مبنية على عدم التدخل بشؤون الغير، ولا يعتبرها العدو الأول في المنطقة" وفق تعبير الشناق.
الأردن بدأ في السنتين الأخيرتين مغادرة المعسكر السعودي ببطء، وبدأ بتنويع خياراته سياسيا واقتصاديا خارج التحالفات والاستقطابات القديمة التي لم تزهر استثمارات أو مساعدات إلى المملكة، بل إن بعض الحلفاء من دول الخليج اصطف إلى جانب مواقف الإدارة الأمريكية بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعمتها سرا.
وارتفعت أصوات نيابية ومسؤولين سابقين لإعادة السفير القطري للأردن، إلى جانب فتح علاقات اقتصادية مع إيران، إذ دعا مؤخرا نائب رئيس الوزراء السابق جواد العناني، في ندوة عقدت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، الحكومة لإعادة النظر بعلاقاتها الخارجية وفتحها على إيران.
المحلل الاستراتيجي، د.عامر السبايلة، يرى أن "بومبيو يحمل عدة ملفات متعلقة في الإقليم، وحسب الموقع الجغرافي للأردن، ترتبط المملكة بهذه الملفات ومنها الملف العراقي والسوري وتواجد الجهاديين هناك الذين تعتبرهم الولايات المتحدة تهديدا لأمنها القومي، كما تأتي الزيارة بعد لقاء بومبيو برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل هذه الجولة، ما يعني الحديث عن عملية السلام من وجهة النظر الأمريكية التي تعطلت بسبب الاستحقاق الانتخابي في إسرائيل".
يقول السبايلة، "، إن "أمريكا تريد تقليل كلفة تواجدها في سوريا، وتسعى لتعويض تواجدها بالاعتماد على الحلفاء في تطبيق السياسة والاستراتيجية الأمريكية في المنطقة".
أما بخصوص الأردن، فيرى السبايلة أن "الأردن عبء على الولايات المتحدة كون العامل الاقتصادي هو الذي يحدد توجهات الإدارة الأمريكية التي ترى نفسها مضطرة لتوفير مساعدات وتسهيلات للمملكة للحصول على قروض، لذا من سيلعب دورا أكبر في الاستراتيجية الأمريكية وتنفيذها هي الاقتصادات القوية في دول الخليج، لكن سيبقى الأردن بسبب الجغرافيا مهم في ملفات سوريا والعراق وفلسطين، وشريك في مكافحة الإرهاب، وبالتالي الدور الأمني سيطغى على الدور السياسي".
الأردن يبحث عن مخرج لأزمته الاقتصادية في واشنطن، إذ استبق رئيس الحكومة عمر الرزاز زيارة بومبيو بزيارة إلى واشنطن يلتقي خلالها مسؤولي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إضافة إلى لقاء وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين.