ماذا يحمل العرب في جعبتهم لترامب؟
يسود العاصمة الأمريكية واشنطن حراك دبلوماسي عربي، في محاولة لإعادة "إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية" بحسب تقارير إعلامية ومراقبين.
ويلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كلا من زعيم الانقلاب بمصر عبدالفتاح السيسي الاثنين، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء، ثم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ولم يحدد موعد لقائه بعد.
وسبق هذه اللقاءات تأكيد السيسي خلال استقباله عباس مطلع آذار/مارس الماضي في القاهرة، أن إحياء عملية السلام سيكون على أجندة المباحثات الثنائية خلال لقائه المرتقب مع ترامب.
ماذا يحمل السيسي؟
وكشفت وسائل إعلام اسرائيلية أن السيسي "يحمل مبادرة سلام تتضمن ضم مساحة 1600كم من شمال سيناء لقطاع غزة، بحيث تزيد مساحته خمسة أضعاف، على أن يتم إعلان الدولة الفلسطينية في القطاع، بينما تخضع الضفة الغربية لحكم ذاتي"، الأمر الذي نفته الخارجية المصرية.
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أيمن الحنيطي، إن "مبادرة تبادل الأراضي في سيناء هو سيناريو طرحته وسائل إعلام اسرائيلية نقلا عن السيسي، وذكرت أن هذا الطرح سيقابله دعم اقتصادي لمصر، مقابل وجود دولة منزوعة السلاح والصلاحيات ذات حكم ذاتي مدني في الضفة".
وأضاف لـ"عربي21" أن السيناريو الآخر الذي قد يطرحه العرب؛ هو "السلام الاقتصادي" الذي تحدث عنه البروفيسور الاسرائيلي هليل فيرش من مركز بيغين-السادات في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث قال: "ستركز المباحثات على إيجاد علاقات تطبيعية مع الدول العربية، وتبادل تجاري واسع، وخطوط طيران وأجواء مفتوحة، وفقا لبنود مبادرة السلام العربية المعدَّلة من قبل إسرائيل".
"حماس" ترد
من جهتها؛ أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان الناطق باسمها حسام بدران، أنه "ليس من حق أي طرف إقليمي أو دولي أن يتحكم في مسار القضية الفلسطينية، وفي حق الشعب الفلسطيني بالتحرر وتقرير المصير".
وقال بدران لـ"عربي21" إن "فلسطين التاريخية حدودها معروفة، ولا شرعية للاحتلال على أرضنا التي احتلها بالقوة والإرهاب، وكل التجارب السابقة تؤكد أن استجداء الاحتلال، أو الاعتماد على الإدارة الأمريكية؛ هو وهم وسراب لا يقدم لشعبنا أي شيء على أرض الواقع".
هل يحقق ترامب السلام؟
أما الوزير الأردني الأسبق، بسام العموش؛ فقال إن "ترامب لا يمكن أن يحقق للعرب السلام على طريقتهم من خلال المبادرة العربية التي قدمها مؤتمر القمة في بيروت عام 2002".
وأضاف لـ"عربي21" أن "ترامب يمكن أن يحقق السلام على طريقة نتنياهو من خلال حكم ذاتي للفلسطينيين في المناطق ذات الكثافة، ويشمل ذلك الضفة وقطاع غزة، ويتضمن ذلك تنازلا عربيا عن المستعمرات التي أقيمت في الضفة"، مستدركا بأن "هناك رؤساء أمريكيين حاولوا أن يحققوا السلام، مثل كارتر وكلينتون، ولكن دون جدوى".
ورأى العموش أن "هناك ثوابت لدى الإسرائيليين لا يتخلون عنها، على رأسها أن القدس عاصمة موحدة أبدية لإسرائيل، وفي المقابل ولا يستطيع أي زعيم عربي أو فلسطيني أن يتنازل عن القدس، فهي العمود الفقري للسلام".
وتابع: "العقبة الأخرى تتمثل في أن اسرائيل تريد طرد الفلسطينيين؛ لأنها تريد دولة لليهود، وهذا يعني تهجير الفلسطينيين من أرض 1948، فهل يقبل أحد بذلك؟".
وأعرب العموش عن عدم تفاؤله, "وخاصة في ظل التمزق العربي الذي يجعل العرب غير قادرين على ممارسة الضغط"، مؤكدا أن "اهتمامات ترامب تنصب على المال، ونظره متجه إلى مال الخليج والعراق".
اجتماع ثلاثي
أردنيا؛ يرى محللون أن الملك عبدالله الثاني سيطرح أمام ترامب كلا من مسألة توسع "إسرائيل" في الاستيطان، والوصاية الهاشمية على المقدسات، ومحاولات التقسيم الزماني أو المكاني للمسجد الأقصى، وهي أمور طرحها في القمة العربية التي عقدت في منطقة البحر الميت بالأردن، الأربعاء الماضي، بالإضافة إلى ضرورة دعم المبادرة العربية للسلام.
وكانت قمة ثلاثية جمعت عباس، الملك عبد الله الثاني، والسيسي، على هامش أعمال القمة العربية المنصرمة، لتنسيق المواقف وتوحيد الجهود كما ذكر الإعلام الرسمي لتلك الدول.
وقال الكاتب الأردني عمر كلاب إن "الأطراف الثلاثة تسعى إلى توحيد الخطاب مع الإدارة الأمريكية، وذلك باتجاه حل الدولتين وتكريس الولاية الهاشمية على القدس".
وأضاف لـ"عربي21": "يبدو أن الملك عبد الله يعي ما يجري في المطبخ الأمريكي بخصوص حل الدولتين، ويخشى أن تصبح هنالك تسوية ومقايضة بين نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وبين حل الدولتين".
وأكدت المادة التاسعة في معاهدة وادي عربة الموقعة بين الأردن و"إسرائيل" على حق الأردن في الوصاية على القدس، ونصت على أنه "سيمنح كل طرف للطرف الآخر حرية الوصول للأماكن ذات الأهمية الدينية والتاريخية بما يتماشى مع إعلان واشنطن، على أن تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
عربي 21