ماذا قال سكان المخيمات في الأردن عن صفقة القرن؟ (فيديو)
لا تكاد أزقة وجدران مخيم الحصن للاجئين الفلسطينيين (70كم شمال عمان) تخلو من عبارات تؤكد على تمسك اللاجئين بحق العودة، خطها أطفال المخيم وشبابه.
خالد الربايعة (37 عاما)، تنحدر أصوله من مدينة بيسان في فلسطين، يسعى جاهدا لتثقيف الأطفال في المخيم بحقهم في الوطن السليب فلسطين، يرفض خالد أي تنازلات تقدمها دول عربية لطمس حق العودة تحت ما يسمى "صفقة القرن".
يقول الربايعة لـ"عربي21": "إيمانا بحق شعبنا التاريخي في فلسطين ودرة تاجها القدس، ورفضا لتحويل قضيتنا العادلة إلى مجرد قضية حلول إنسانية تستهدف النيل من حقوقنا الثابتة في وطننا فلسطين كل فلسطين، فإنني أرفض رفضا مطلقا صفقة القرن، وأعتبر أن مشاركة أي فرد أو جماعة أو دولة خيانة".
"حق العودة مقدس، نعلم أطفالنا هذا الحق، ما زلنا متمسكين به، ونلمس ذلك في رسومات أطفالنا، يعرفون حقهم، ولا يوجد لأحد صلاحيات بالتنازل عن هذا الحق". كما يقول.
الناشط السياسي في المخيم، عزام أبو ملوح، يرى أن "للمخيمات الآن دورا حاسما للدفاع عن قضيتها، بعد المحاولة الجادة لتصفية القضية الفلسطينية، ومحاولات تصفية خدمات وكالة الغوث، من خلال إصرار المخيمات على رفض الوطن البديل، والتمسك بحق العودة".
حال اللاجئين في باقي مخيمات الأردن الـ13 لا يختلف عن حال مخيم الحصن، بتمسكهم بحقهم في العودة، ورفضهم لأي تسويات لتصفية القضية الفلسطينية.
إذ يتخوف لاجئون في مخيم البقعة من أن تقليص خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هو بداية لإنهاء هذه المؤسسة الأممية ضمن ما يسمى صفقة القرن، كونها شاهدا على تهجير الشعب الفلسطيني.
وقال لاجئون في المخيم إن مستوى الخدمات تراجع كثيرا في كافة القطاعات (التعليم والصحة والنظافة).
محمد صالح، الذي يعمل في محل لبيع اللوحات والتحف، يعلق صورة خشبية كبيرة على واجهة محله الذي يتوسط السوق الشعبي في مخيم البقعة.
يقول لـ"عربي21" إنه لمس تراجعا واضحا في مهام الأونروا، خصوصا في القطاع البيئي، بعد تسريح ما يقارب 65 عامل نظافة، متخوفا من محاولات إنهاء دور الوكالة في المخيمات.
تراجع في الخدمات يأتي بعد تقليص الولايات المتحدة دعمها الذي تقدمه للوكالة، يقول الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، سامي مشعشع، في حديث لراديو البلد المحلي في عمان، إن "هناك عدة جهات تعمل على تجفيف مصادر تمويل الوكالة، الأمر الذي يؤدي إلى تقليص الخدمات المقدمة للاجئين، أو وقفها في أي منطقة من أقاليم عملها".
ويستهجن ساكنو المخيمات انخراط دول عربية في محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتمرير صفقة القرن، من خلال الضغط على السلطة الفلسطينية والأردن للقبول بالتسوية.
ما يسمعه اللاجئون في المخيمات عن صفقة القرن يقتصر على ما يتم تسريبه عبر وسائل الإعلام، حول مقترح وضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، من خلال إنهاء القضية الفلسطينية، بتوطين الفلسطينيين في وطن بديل خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء حق اللجوء للاجئين الفلسطينيين في الشتات.
الحكومة الأردنية تلتزم الصمت غالبا عند الحديث عن صفقة القرن، ولا يجد المواطن الأردني ما يبدد تخوفاته من تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، إلا أن رئيس الحكومة، عمر الرزاز، خرج عن هذا الصمت، خلال رده على كلمات النواب في جلسة التصويت على الثقة.
وقال الرزاز: "الأردن لا يعرف ماذا ستُقدم الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص ما يسمى صفقة القرن".
مضيفا: "لكننا نعرف ويعرف الأشقاء الفلسطينيون، كما يعرف العالم، موقفنا الواضح الثابت الراسخ، وهو أن للسلام طريقا واضحا يرتكز على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين".
وشدد الرزاز على أن الأردن لن يقبل بأي مساومة أو مشروع أو صفقة أو حل يلغي حق الأشقاء الفلسطينيين المشروع، بإنهاء الاحتلال، وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي احتلتها عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية".
تصريحات الرزاز جاءت بعد انتقادات حادة لبيانه الوزاري، الذي لم يتطرق إلى صفقة القرن، والموقف الرسمي الأردني من التسريبات الإعلامية، والتي تتحدث عن وطن بديل في الأردن للفلسطينيين.
ويستند اللاجئون في حقهم للعودة على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، الصادر في 11 كانون الأول/ ديسمبر 1948، والذي يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض.
ويقطن في الأردن -بحسب إحصائيات الأونروا- أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجلين يقيمون داخل 10 مخيمات تعترف بها المنظمة الدولية، و3 غير معترف بها. وحسب التصنيف الدولي، هناك قسمان من فلسطينيي الشتات، فمنهم ما يطلق عليهم اسم "لاجئون" عام 1948، وهناك النازحون الذين نزحوا نتيجة حرب 1967، وجميعهم يستفيدون من خدمات الوكالة.