لماذا طرقت فصائل سورية معارضة باب إسرائيل؟

لماذا طرقت فصائل سورية معارضة باب إسرائيل؟
الرابط المختصر

حذر مسؤولون سوريون معارضون في الجنوب السوري، من طرق فصائل معارضة باب إسرائيل في حال توقف الدعم الذي تقدمه الدعم المخابرات الأمريكية "سي آي إيه"، عن طريق غرفة "أصدقاء سوريا"، أو ما تسمى إعلاميا بـ"الموك" في عمّان.

وقال مسؤول سوري معارض رفض ذكر اسمه لـ"عربي21"، إن "الفصائل قد تلجأ إلى إسرائيل للحصول على الدعم النقدي والسلاح، في حال وجدت نفسها محاصرة دون عتاد في ظل شح المساعدات الغذائية".

وأكدت فصائل سورية لـ"عربي21" أن "دعم غرفة الموك سينتهي في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2017، بعد أن توعز الولايات المتحدة لدول أصدقاء سوريا بعدم تقديم الدعم والسلاح للثوار؛ عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيقاف برنامج الدعم في تموز/ يوليو الماضي؛ لانعدام جدوى هذا البرنامج وضخامته وخطورته"، وفق قوله.

 

من جانبه، كشف رئيس مجلس محافظة القنيطرة الحرة (تابعة للحكومة التي شكلها الائتلاف السوري)، ضرار البشير، أن "للعدو الصهيوني تواجدا كبيرا في كل جنوب سوريا تحت عنوان الجوع أو التطبيع، من خلال شراء النفوس الضعيفة الخسيسة"، بحسب تعبيره.

وأكد لـ"عربي21" أن "إسرائيل أصبحت تتحكم بالقرار العسكري بالأغلب، في وقت تحاول فيه نقل العمالة من الأفراد إلى المؤسسات، وخاصة الجناح المدني المتمثل بالمجالس المحلية والمحافظة".

وشدد على أنها "لم تستطع الوصول إلى المجالس المدنية رغم كل الإغراءات، من خلال المساعدات التي تسميها إنسانية، التي تقدمها لجيوب" من وصفهم بـ"العملاء".

ودعا إلى التوعية بخطر التعامل مع إسرائيل، وفرض عقوبات رادعة، وملاحقة العملاء، "كي تبقى الثورة السورية ثورة حق"، بحسب قوله.

 

وبحسب ما أفاد به معارضون سوريون، فإن إسرائيل تمد فصيلا سوريا يدعى "فرسان لواء الجولان" في بلدة جباثا الخشب بريف القنيطرة بالسلاح والمواد الغذائية، وتقدم الخدمات الطبية لهم ولعائلاتهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب تزويد القرى السورية المتاخمة للجولان السوري المحتل بالمواد الغذائية في خطوة فسرها المعارضون بأنها بهدف "خلق حاضنة شعبية في تلك القرى".

ونشر الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في تموز/ يوليو الماضي، أرقاما على حسابه على "فيسبوك"، تحت اسم "حسن الجوار" تظهر حجم المساعدات الإسرائيلية التي تقدم إلى 80 قرية سورية في الجنوب السوري.

وبيّن أن "المساعدات شملت ما يقارب الـ200 ألف سوري، حصلوا على 456 ألف لتر وقود، و7 مولدات كهربائية، و12 ألف رزمة حليب و1800 فوطة صحية للأطفال، ومعالجة 3000 جريح سوري داخل إسرائيل وإنشاء مراكز صحية في القنيطرة إلى جانب مواد إغاثية أخرى" دون التطرق إلى حجم دعم السلاح الذي يقدم لفصيل فرسان لواء الجولان.

وتواصلت "عربي21" مع "أبي صهيب" قائد فصيل "لواء فرسان الجولان" الذي رفض التصريح، مبررا ذلك بأن "وسائل الإعلام تحرّف تصريحاته"، الأمر الذي دفعه للامتناع عن التواصل مع الإعلام.

وتتخوف مصادر في المعارضة السورية المسلحة من توسع رقعة الفصائل التي تطرق باب إسرائيل في الجنوب السوري، بحثا عن المساعدات، بحجة إقفال "حنفية الدعم" الذي تتلقاه من "غرفة الموك".

من جهته، قال الناطق باسم "جيش الثورة" في الجبهة الجنوبية السورية، التابع للجيش الحر، أبو بكر الحسن، لـ"عربي21"، إنه "وبعد سنوات من الثورة التي بذلت فيها قوات الأسد جهدها لتحويلها إلى حرب إبادة بحق الشعب السوري، ومع غياب الرعاية الصحية الكافية، لم يجد بعض المصابين من المدنيين بالقصف بالبراميل المتفجرة وغارات الطيران سبيلا لإنقاذ حياتهم سوى بتلقي العلاج داخل إسرائيل".

ولفت إلى أن الأمر لم يتعد ذلك، في حين استغل إعلام النظام الأمر طوال الفترة الماضية،للترويج بأن "المعارضة هي جزء من مؤامرة عالمية تستهدف نظام الممانعة".

ووصف تلقي فصائل الدعم من إسرائيل بـأنه "كلام مجاف للحقيقة على أرض الواقع"، موضحا أنه "لا يوجد فصائل تتلقى دعما بشكل معلن من إسرائيل، أما على مستوى الأشخاص، فالأمر أكثر احتمالا".

وقال: "الدعم والتمويل هو وسيلة وليست غاية بحد ذاتها، والفصائل الوطنية العاملة وهي السواد الأعظم في الجنوب، تنظر إلى موضوع الدعم ووجوده على أنه أحد متطلبات صمودنا، بوجه عدوان مليشيات الأسد والمليشيات الداعمة لها".

وأضاف أنه "في حال توقف دعم الموك، لن تتغير الغاية والهدف، وإن كان هذا الأمر سيؤثر في مقومات تحقيقه، وعلى النقيض يوجد بعض الفصائل والجماعات التي نشأت وأنشئت بغرض التشويش أو الإساءة لصورة الثورة، فهذه لا يمكن التنبؤ بتوجهاتها حال انقطع الدعم".

بدوره، تناول الخبير العسكري العميد السوري المنشق أحمد رحال، الأمر، وقال لـ"عربي21" إن "مصلحة إسرائيل في سوريا مع الدروز، وخير مثال هو عندما هدد الجيش الإسرائيلي بالتدخل وحماية الدروز في قرية حضر، لكن الإطار العام يشير إلى أن إسرائيل تدعم وجود بشار الأسد".

ولفت إلى أن إسرائيل قدمت أيضا في بعض الأحيان "خدمات إنسانية ودعما وتسليحا لبعض الفصائل؛ بهدف إبعاد حزب الله والفصائل الإيرانية عن حدودها"، وفق قوله.

وتسعى إسرائيل إلى إقامة منطقة عازلة على الحدود الواصلة بين الجولان المحتل وسوريا والأردن، من خلال كسب ولاءات بعض المناطق من خلال المساعدات ودعم السلاح.

ويتفق الخبير العسكري الأردني، مأمون أبو نوار، في حديثه لـ"عربي21" مع رحال، في أن إسرائيل تفضل أن "يكون الثوار أو حتى داعش على حدودها بدلا من القوات الإيرانية وحزب الله، وفي أسوأ الأحوال عودة الوضع كما كان سابقا مع وجود قوات حفظ سلام أممية على الحدود".

وتسيطر فصائل من الجيش الحر على نحو 70 كيلومترا على طول الحدود مع الجولان المحتل بعمق 20 كيلومترا، فيما تسيطر قوات النظام على بلدة حضر الدرزية فقط، في حين يسيطر "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم الدولة على حوض اليرموك. عربي21