لا قيمة إخبارية في المقابلات الإعلامية مع ذوي الشهداء

لا قيمة إخبارية في المقابلات الإعلامية مع ذوي الشهداء

أجرت وسائل أعلام محلية مقابلات مع  وأقاربهم من ، وهي ممارسة ليست ذات قيمة إخبارية، في متابعة مثل هذه القضايا الإرهابية عند وقوعها، وفق ما أفاد مختصون.

ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن بعض وسائل الإعلام المحلية قابلت ذوي الشهداء الذي سقطوا ضحايا للتفجير الإرهابي الذي وقع الجمعة الماضية في مدينة الفحيص والمداهمات التي تبعتها في مدينة السلط.

بيان التل: يجب على وسائل الإعلام التركيز على الحقائق والمعلومات

وقالت المستشارة في معهد الإعلام الأردني والمدير العام السابق لمؤسسة الإذاعة التلفزيون بيان التل "في مثل هذه الحادثة الإرهابية لا قيمة إخبارية لمقابلة ذوي الشهيد، لكن ربما باعتقاد وسائل الاعلام أن مثل هذه المقابلات تساهم في جذب الجمهور".

وأضافت ل"أكيد"، "في هذا الوقت تكون مثل هذه المقابلات في غير مكانها، لما ينتاب أهالي وذوي الشهيد من مشاعر حزن عميق، لفقدان أبنائهم، ويجب مراعاة مثل هذه المشاعر واحترام خصوصيتهم في مثل هذه المواقف".

وقالت "على الإعلام أن يدرك في هذه المرحلة أن هذه الأم فقدت ابنها الذي ربته، وسهرت الليالي من أجله وهو يكبر، وعدم احترام  كل هذه المشاعر يمكن وصفها بالأنانية من أجل الحصول على مقابلة، فمشاعر ذوي الشهداء وفقدان الأبناء لا يمكن ادراكها".

وأضافت "يجب على وسائل الإعلام التركيز على الحقائق والمعلومات التي تفسر الأحداث وتلقي الضوء على تأثير مثل هذا العمل الارهابي على المجتمعات".

خالد القضاة: لا يوجد قيمة إخبارية لمثل هذه المقابلات على جوهر الحدث

وقال عضو نقابة الصحفيين خالد القضاة لـ(أكيد)  "لا يوجد قيمة إخبارية  لمثل هذه المقابلات على جوهر الحدث، فالشهداء كانوا في مهام رسمية لا يعلم تفاصيلها ذويهم، وما يحدث هو فقط تسابق بين وسائل الإعلام لا جراء المقابلات للتأثير على العواطف".

وأضاف "أعتقد أن هؤلاء الناس في حالة لا تشجع على إجراء مقابلات معهم ، وكل ما سيقولونه معلوم مسبقا بالنسبة للصحافيين"، مضيفا ان "الاكتفاء بنقل صورة عامة لذوي الشهداء وملامحهم كافية لتوصيل الرسالة".

وأشار إلى أن "أكبر التجاوزات التي تقع أحيانا في مثل هذه الحالات، تلقين الاطفال ما يمكن التصريح به، وهو أمر يشكل اعتداء على الطفولة".

وحول البث المباشر لجنائز الشهداء، قال إن "الصور للمشاهد العامة لا يوجد بها مخالفة مهنية"، مضيفا أن "نقل المراسم العسكرية للجنائز تحمل في ثناياها نوع من الشكر للشهداء الذين قدموا أرواحهم للوطن، وتبرز التضامن المجتمعي مع ذوي الضحايا".

زياد الرباعي: المقابلات هدفها التأثير على عواطف الجمهور وإثارة مشاعرهم

بدوره قال المدرب الإعلامي زياد الرباعي إن وسائل الإعلام تقدم على إجراء المقابلات مع ذوي الشهداء من باب التأثير على عواطف الجمهور وإثارة مشاعرهم الإنسانية.

ويضيف "الأصل في الممارسة المهنية عدم استغلال حالة ذوي الضحايا الإنسانية لأهداف إعلامية وسياسة"، موضحا انه "يمكن اجراء مقابلات مع ذوي الشهداء بعد أيام من اعلان الوفاة". وقال "يفضل عدم اجراء المقابلة مع أمهات الشهداء اللواتي تغلبهن العاطفة في مثل هذه الحالات".

ولاحظ "أكيد" الذي أعد سابقا ارشادات لتعامل الإعلام مع الضحايا، وجود تجاوزات مهنية وأخلاقية في تعامل بعض المواقع الإلكترونية وبعض المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر صور ذوي الشهيد في لحظات توصف عادة بأنها أوقات ضعف انساني لا يجوز لوسائل الإعلام استغلاله .

ويرى "أكيد" أن احترام كرامة البشر أحياء وأمواتا هو جوهر عمل الصحافي، وعلى وسيلة الإعلام أن تتذكر أن هذه المشاهد تترك آثارا نفسية مؤلمة عند المشاهدين، خصوصا لدى ذوي الضحية ومعارفه، وتساهم في نشر دعاية الإرهابين، ورسائلهم المخفية التي ربما تكون موجودة في تلك الصور أو الفيديو أو حتى المقاطع الصوتية.

أضف تعليقك