لاجئون فلسطينيون يراسلون سفير بريطانيا بعمّان.. لماذا؟ (شاهد)
"كل يوم أحلم بفلسطين، أن أرى سماءها، وبياراتها، أعاني كل يوم، وهذه المعاناة تنتقل من جيل إلى جيل بسببكم"، هذا جزء من رسالة وصلت إلى بريد السفير البريطاني في عمان إدوارد أوكدن، من اللاجئة الفلسطينية إيناس حجير التي هجرت عائلتها من مدينة اللد في فلسطين عام 1948.
حجير من بين عشرات اللاجئين الفلسطينيين الذين أمطروا البريد الإلكتروني للسفير البريطاني في عمان ضمن فعالية في إحدى مقاهي عمان القديمة نظمتها جمعية مركز راجع للعمل الوطني بمشاركة المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، مساء الثلاثاء؛ لتكثيف الضغط عليهم وتحميل لندن مسؤولية اللجوء وما عاناه الفلسطينيون جرّاء وعد بلفور والنكبة.
تقول لـ"عربي21": "ما ضاع حق وراءه مطالب. نطالب بحقنا في العودة إلى فلسطين ومتمسكون بهذا الحق ونعمل من أجله بكافة السبل، لذا أرسلت رسالتي لكي أقول لمن أطلق وعد بلفور إننا لم ننس، ونحن نقاوم بكل وسيلة ممكنة للضغط على بريطانيا ونطالبها بالاعتذار وتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية".
وتسبق هذه الفعالية، انعقاد المؤتمر السابع عشر لفلسطينيي الخارج الذي سيعقد في 27 نيسان/ أبريل 2019 في العاصمة الدنماركية "كوبنهاغن"، بالشراكة مع المنتدى الفلسطيني في الدنمارك و مركز العودة الفلسطيني و بمشاركة العشرات من المؤسسات المناصرة لفلسطين على امتداد القارة الأوروبية.
ودعت اللاجئة الفلسطينية رضى الفران، السفير البريطاني في عمان إلى تحمل المسؤولية عن كافة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهل فلسطين، مخاطبة السفير في رسالتها "بمناسبة مرور مئة وسنتين على صدور وعد بلادكم المشؤوم من قبل سفيركم آنذاك بلفور عام 1917م بمنح الكيان الصهيوني الغاصب أرضي وأرض أجدادي لهؤلاء القتلة المغتصبين لإنشاء وطن قومي للصهاينة".
وتابعت: "هذا الوعد الذي على أثره تم إنشاء وطن لهؤلاء المرتزقة (الصهاينة) على أرضٍ تمت سرقتها، أتدري ما هي هذه الأرض؟ إنها وطني ووطن آبائي وأجدادي فلسطين الحبيبة" .
وقالت: "سعادة السفير هل تعلم أن دولتكم مسؤولة كل المسؤولية من خلال توقيعها لهذا الوعد عن جميع الجرائم التي ارتكبتها الحركات الصهيونية الهمجية في العديد من المجازر ضد أهلي في جميع أنحاء المدن الفلسطينية، إضافة لتدنيسها لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية؟" .
وأضافت أن "وعد من لا يملك لمن لا يستحق سيبقى الوصف التاريخي والقانوني لجريمة تاريخية ارتكبتها دولتكم ضد وطني فلسطين".
أما الشاب محمود فحماوي من قرية أم الزينات في قضاء حيفا فروى في رسالته التي وجهها اإلى السفير البريطاني، حادثة حصلت معه عندما طلب منه المدرس كتابة موضوع تعبير يصف فيه إجازته التي قضاها في وطنه.. يقول الفحماوي لـ"عربي21": "كتبت للسفير كيف انكسر قلبي لوطني الذي لم أزره، تخيلت وطني وكتبته في موضوع التعبير، طالبت السفير بالاعتذار عن منحه أرض شعب لشعب آخر".
بدورها قالت، رئيسة مركز راجع للعمل الوطني علا عابد لـ"عربي21" إن "هذه الرسائل الإلكترونية إلى السفير البريطاني في عمان و الخارجية البريطانية تأتي لتبين مدى معاناة اللاجئين الفلسطينيين عبر الأجيال جراء وعد بلفور".
وحسب العابد فقد تلقى بعض المشاركين ردودا سلبية من الخارجية البريطانية، تنص على تثبيت الصهاينة في أرض فلسطين، مشددة على أهمية هذه المبادرة كخطوة ضغط شعبي من أجيال ما بعد النكبة وللتأكيد على التمسك بحق العودة إلى كامل التراب الفلسطيني".
وانتقد مشاركون ما وصفوه بـ"تخاذل و تواطؤ بعض الدول العربية ضد القضية الفلسطينية، والانسياق وراء الرواية الصهيونية والأمريكية في أحقية الصهاينة في أرض فلسطين"، وقال زكي رحال (84 عاما): "الشعب الفلسطيني يعرف من تآمر ويتآمر على الشعب الفلسطيني، من يدعي أنه رب الأسرة هو المتآمر، يدعون أن إسرائيل موجودة في كتاب الله وهم لا يميزون أن القرآن تحدث عن النبي إسرائيل، بعض العرب يدعون للأسف أن فلسطين لإسرائيل، وأموالهم تذهب إلى أمريكا".
و روى رحال خلال الفعالية رحلة اللجوء من بلدته في عين كارم بفلسطين إلى الأردن، مبينا "عمري أكبر من كيان الاحتلال، فلسطين لنا، يجب أن تعرف الأجيال الشابة أن لها حقا في فلسطين".
وتخلل الفعالية فقرات فنيّة وتراثيّة، وأغاني فلسطينية وطنية، ودعا المشاركون اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم للتوقيع على عريضة تطالب بالاعتذار عن تصريح بلفور موجهة إلى وزارة الخارجية البريطانيّة ضمن ما أسموها "دبلوماسيّة شعبيّة" في ظل غياب ممثل رسمي حقيقي يعبّر عن القضية الفلسطينيّة.
ويحمل المشاركون بريطانيا المسؤولية الأولى عن ضياع فلسطين وتشريد شعبها بعد إصدارها وعد بلفور في الثاني من نوفمبر عام 1917، والذي نص على إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين وتسهيل ودعم احتلال الصهاينة لأرض فلسطين.