لاجئون سوريون لن يعودوا - صوت
" ما وسعتني سوريا ولا الاردن ولا كل البلاد رح توسعني، بعد يعرب"، بهذه العبارة لخصت اللاجئة السورية المكلومة مشاعرها بوفاة ولدها الذي قضى على الحدود وتم تشييعه داخل الأراضي الأردنية كحال العشرات من اللاجئين الذين دفنوا في محافظات الشمال.
السبعينية أم يعرب تمكنت من عبور الحدود حيةً مع عائلة ابنها المكونة من زوجته وثلاثة فتيات في حين عبر يعرب الحدود جثة هامدة.
لم تكتم دموعها وهي تروي مأساة فقدانها لـــ يعرب خلال رحلة اللجوء الى الاردن، قالت بصوت يكتمه النحيب " آوصوه "، وتشرح، هربت مع ابني وعائلته الى الاردن بعد ما دخل جيش الاسد لقريتنا ودمرها، تتابع، "ما اكتفى بالي عمله، طاردنا لقريب من الحدود، وهناك آوصو ابني".
مرارة اللجوء التي تعيشها السبعينية ضاعفها فقدان ابنها الذي تعلق صورته في صدر خيمتها داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وتضم من اثره الى صدرها فتياته اللواتي يقمن معها.
اللاجئون يؤكدون أن الموتى على الحدود بالعشرات في حين لم تحصي الجهات الرسمية اعداد اللاجئين الذين دفنوا في الاردن.
تعددت الاسباب والموت، هو الموت، منهم من توفي متأثرا بإصابة تعرض لها خلال رحلة اللجوء، واخرون توفوا بعد لجوئهم نتيجة للامراض، أو انتهاء الأجل.
اللاجئون يحملون النظام السوري مسؤولية وفاة ابنائهم حتى من مات منهم بعيدا عن رصاص الجيش النظامي.
دفن اللاجئين في الاردن، يخضع لسلسلة من الاجراءات، تبدأ بإصدار شهادة وفاة تبين اسباب الوفاة، حسب المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين انمار الحمود
ويضيف تختم الشهادة من قبل الطب الشرعي والجهات المعنية في المحافظة، ليصار بعد ذلك الى اتمام عملية الدفن من قبل الجمعيات الخيرية او ذوي المتوفى.
الموتى، لاجئون لا امل لهم بالعودة، طوعا او كراهية، بعد ان اختارهم الموت ليوثقوا بقبورهم تاريخ لجوء الشعب السوري.
تقرير خاص ببرنامج " سوريون بيننا"
إستمع الآن