كيف تعاملت الأجهزة الأمنية مع عملية السلط؟

كيف تعاملت الأجهزة الأمنية مع عملية السلط؟
الرابط المختصر

أعادت العملية الأمنية بالسلط، والتي أسفرت عن استشهاد 4 مرتبات واصابة اخرين، فتح ملف التعامل الأمني مع تلك الأحداث، مع ترقب وضوح تفاصيل الحادثة والوقوف عند حيثياتها.

 

وأسفرت تلك العملية عن اعتقال 5 من أعضاء الخلية الإرهابية، ومقتل 3 آخرين مساء السبت، وذلك بعد الاشتباه بتورطهم في حادثة الفحيص، والتي أودت بحياة رجل أمن واصابة 6 اخرين.

 

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة  يرى أن الجانب المعلوماتي الاستخباري بذل جهودا واضحة في مكافحة تلك العملية الارهابية ووصوله الى الهدف خلال ساعات قليلة.

 

ويوضح السبايلة أن هذا النمط من الإرهاب غير معقد تكنولوجيا، فهي عبارة عن عملية بسيطة بالمفهوم الأمني، وما يدل على ذلك استخدام الخلية لقنبلة بدائية، واطلاق اعيرة نارية، اضافة الى تفجير أحدهم لنفسه بحزام ناسف.

 

عسكريا: يعتبر الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمد فلاح العبادي أن ما قامت به الأجهزة الأمنية يعد عملا موفقا إلى حد ما، واصفا ما حدث من خسائر بالأمر الطبيعي والمتوقع.

 

ويرى العبادي أن الجاهزية العالية والقدرة التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية  كانت واضحة من خلال تحديد موقع الخلية والتعامل مع الحدث بصورة مباشرة وسريعة .

 

أما الخبير في شؤون الأمن الاستراتيجي إبراهيم العبادي، يقول ان العملية الأخيرة كانت عملا منظما يستهدف مختلف المرتبات الأمنية، ضمن سلسلة العمليات التي استهدفتها سابقا كحوادث مخيم الركبان ومكتب مخابرات البقعة وخلية اربد وصولا إلى حادثة قلعة الكرك.

 

وكان عام 2016 من أكثر الأعوام دموية في الأردن حيث شهد استشهاد الرائد راشد الزيود خلال اقتحام مقر خلية اربد التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، واستشهاد خمسة من مرتبات المخابرات العامة في هجوم مسلح استهدف مكتب مخابرات البقعة.

وفي ذات العام، استشهد سبعة جنود وجرح أربعة عشر آخرين إثر استهدافهم بسيارة مفخخة بمحاذاة مخيم الركبان، واستشهاد سبعة من مرتبات الأمن العام والدرك واثنين من المواطنين وسائحة كندية خلال هجوم خلية مسلحة في الكرك.

الأردن مستهدف ...

يعتبر السبايلة أن الأردن يعد بلدا مستهدفا منذ سنوات عديدة، مرجعا ذلك لدوره الواضح في مكافحة الإرهاب، وأنه شريكا أساسيا في محاربته.

 

ويعتقد أن تلك العملية تشكل بداية نوعية في الية وكيفية تعاطي الاجهزة الامنية مع الارهاب، خاصة بعد إغلاق ملف الازمة السورية، اضافة إلى تكدس الاقليم بالاسلحة والارهابين، ما أدى إلى إدخال أنماط جديدة من الإرهاب، غير التي كنا نشهدها في المراحل السابقة.

 

فاليوم اصبح الارهاب يستهدف الأجهزة الأمنية بشكل مباشر وممنهج وبعناصر أردنية، ضمن استعدادات مجهزة مسبقا، اضافة الى تفجير مبنى، واشخاص لأنفسهم ووضع عبوة ناسفة مبتدئة بحسب السبايلة.

 

ويتفق الخبير في شؤون الأمن الاستراتيجي إبراهيم العبادي مع ما ذهب به السبايلة بأن تلك العملية  تأتي بحكم دور الأردن في مواجهة الإرهاب، وانه محور أساسي في المنطقة.

ويشير الكاتب حسين الرواشدة في حديث تلفزيوني، إلى أهمية عدم اختزال العملية باستهداف مهرجان الفحيص الفني، حيث أنها جاءت ضمن مجموعة من المتغيرات الداخلية، والتطورات الإقليمية والدولية.

 

ولا يستبعد السبايلة أن يكون الأردن على موعد مع أحداث متكررة خلال المرحلة المقبلة، ولكنه من الضروري الاستعداد له والتعامل مع أي حدث متوقع بأقل الخسائر .

 

ويشدد العبادي على ضرورة التدقيق الأمني في كافة المواقع، وعدم الاستهانة في تلك الظروف، وداعيا المواطنين تجنب إظهار تعاطفهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال نشر الرسائل والتداولها كي لا تستغل من قبل الجماعات الإرهابية وتسهيل عليهم وبالتالي يضر بالاجهزة الامنية.

 

وكان النائب العام لمحكمة أمن الدولة قد أصدر قرارا بعدم تداول أي أسماء مرتبطة بقضية مداهمة السلط حفاظا على سير مجريات العملية وعدم التأثير عليها، والالتزام بما يصدر عن الناطق الرسمي للحكومة تحت طائلة المسؤولية.

 

أضف تعليقك