قمّة عمّان.. الملفات وسقف التوقعات

قمّة عمّان.. الملفات وسقف التوقعات

 

قبيل أيام من انعقاد القمة العربية في منطقة البحر الميت، تناول كتاب الرأي والمقالات أبرز الملفات التي ستكون بين يدي الزعماء العرب، ومدى مؤشرات نجاحها من عدمه.

 

الكاتب عمر كلاب، يرى أن هنالك أكثر من قضية ساخنة قيد النقاش في قاعات التحضير الأولية لأجندة القمة، وكلها تشير إلى أن العقل السياسي الرسمي يمسك بمفاتيح التحضير جيدا دون إفراط في التوقعات ولكن دون تفريط بالتفاؤل وخاصة على الملفات التي تمس الحياة الداخلية للأردن بفضل ارتدادات احداث الاقليم والجوار بشكل خاص.

 

 

 

ويضيف كلاب أن رهان الأردن الرسمي في القمة على دعم عربي لعودة الحياة إلى المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية ليس لأنه الملف المنسي طويلا، بل لأن المتغيرات الجارية على الأرض تستوجب سرعة الاستعداد لهذا الملف وتثبيت أوراقه حسب الرؤيا العربية.

 

 

ويلفت الكاتب إلى أن كل التخوفات التي يجري الحديث عنها في الأوساط السياسية من رفع سقف التوقعات إلى الخشية من ضعف التمثيل العربي في مستوى حضور القمة يتم التعامل الحيوي معه من قبل الديبلوماسية الأردنية وعلى مستويات متقدمة.

 

أما الكاتب حمادة فراعنة، فيعرض هدفين يسعى الأردن إلى تحقيقهما من خلال القمة، أولهما نجاح انعقاد القمة، كضرورة لوضع القضايا الحيوية التي تشغل بال العرب وتستنزف مواردهم وجهدهم، ومعالجتها، وثانيهما، تمرير فلسفة التسويات السياسية بديلاً للحروب البينية التي لم تحقق مرادها.

 

ويشير فراعنة إلى إلى ما بدا واضحا من من سلسلة الاجتماعات التي توالت لممثلي البلدان العربية، من أن القضية الفلسطينية باتت مستقرة في أن تكون لها الأولوية على جدول الأعمال نظراً لوجود عدة أطراف عربية لها اهتمامات بالموضوع الفلسطيني يفوق مالها من قضايا أخرى.

 

"كما تقع ظروف سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال الداخلية في صلب اهتمامات الأطراف المختلفة بشكل أو بآخر، وبتأثير متفاوت على هذا البلد أو ذاك، ولكن استمرارية أزماتها وسخونة حروبها".

 

 

 

 

وينتهي الكاتب إلى القول "القمة ستنجح وهذا ما نتمناه وهو ما سيتحقق لأن الإرادة ونتائج الهزيمة والدمار الماثلة على مجمل المشهد السياسي العربي ستشكل حافزاً للأطراف كي يدركوا أهمية ما يتمناه الأردنيون وعملوا ويعملون من أجله".

 

 

والسؤال الذي يشغل المراقبين والمهتمين في العالم العربي وخارجه، بحسب الكاتب  صبري ربيحات، يتمحور حول: هل ستنجح القمة العربية في تحقيق أهدافها؟ مشيرا إلى أنه السؤال مشروع، والإجابة عنه تحتاج إلى إطار يعرف القمة وظروفها وأجواءها وأهدافها وتوقعات المشاركين فيها والشعوب التي تراقب أعمالها.

 

 

ويوضح ربيحات بأن "قمة هذا العام التي يستضيفها الأردن تأتي في ظروف عربية وعالمية تستدعي الاجتماع والتشاور للتعاطي مع الظروف والتحديات الجديدة التي تفرض نفسها على الأنظمة والشعوب العربية، وتضعهم  بين خياري العمل والتكيف أو الفناء".

 

 

 

و"على صعيد آخر، تشعر الانظمة العربية بتهديدات جدية لوجودها، يأتي بعضها من غياب الإصلاح والحرية والتنمية، ويتولد بعضها الآخر من الأوضاع الاقتصادية وتفاقم مشكلات البطالة والفقر والكساد وتنامي جماعات الرفض والإرهاب والتيارات المعارضة".

 

 

ويتساءل الكاتب خالد الزبيدي، إن كان سيتم الاتفاق خلال أعمال القمة، على حلول سياسية بدل القتل والتدمير الذي اثخن شعوبا عربية وكشف ظهرها أمام الطامعين من الكيان الصهيوني إلى أمريكا وإيران وصولا إلى روسيا.

 

 

ويضيف الزبيدي "بعيدا عن التفاؤل المفرط ودون التشاؤم فإن النوايا الحسنة هي افضل مفتاح في هذه الايام، فالمحافظة على وحدة الدول العربية وعدم السماح للطامعين بالتدخل في شؤون الدول العربية ضرورة ملحة".

 

 

 

فـ"القمة العربية تشكل فرصة لإعادة تقييم أوضاع المنطقة، وما يجري في عدد من عواصم عربية العراق سوريا اليمن وليبيا ومصر مؤلم، وهذه الدول تشكل أغلبية لسكان المنطقة العربية وأن ما جرى فيها خلال السنوات الست الماضية كان كارثيا وبعد تلك السنوات نجد فرصا حقيقية للبدء في دخول حقيقي للخروج مما نحن فيه وهذا ممكن اذا صدقت النوايا".

 

 

أما الكاتب رشيد حسن، فيؤكد أن ليس أمام القادة العرب، للخروج من حالة الموت والانهيار والدمار والاستباحة، التي تطبق على الأمة، إلا استرداد القرار العربي، الذي أصبح رهينة بيد الدول الكبرى، وخاصة أميركا وبيد الدول الاقليمية، التي تحيط بالوطن العربي.

 

 

ويلفت حسن إلى أن من المؤسف أن تتوزع أغلب الدول الشقيقة على محاور متنابذة، متصارعة، متقاتلة، وتسلم راياتها لغير العرب، لدول لا تخفي أطماعها في إعادة تقسيم الوطن العربي  والاستيلاء على خيراته ومقدراته، وتنصيب العدو الصهيوني شرطيا على المنطقة كلها.

 

ويختتم الكاتب مقاله بدعوة قادة الأمة بالنهوض بالأمانة وأن يعيدوا للأمة قرارها المستقل، وإرادتها الحرة،  قبل أن يصدق فيها قول أعدائها: “أمة سادت ثم بادت”.

 

أضف تعليقك