في ذكرى النكبة قلق مضاعف بعد افتتاح السفارة الأمريكية

في ذكرى النكبة قلق مضاعف بعد افتتاح السفارة الأمريكية
الرابط المختصر

يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبتهم السبعين، وهم يحملون عباء وقلقا مضاعفا على القضية الفلسطينية نتيجة تطبيق ما وعد به رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس الاثنين.

وكان أعلن ترامب اعترافه بمدينة القدس عاصمة لدولة اسرائيل منذ شهر كانون الاول الماضي ونقل سفارة بلاده في 14 من شهر أيار وهو اليوم الذي أعلنت فيه إسرائيل استقلالها، فيما يحتفل الفلسطينيون في اليوم الذي يليه بذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، للتذكير بما حل بهم من مأساة انسانية نتيجة تهجيرهم من بلادهم.

الباحث والمؤرخ في الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية نواف الزرو يقول لـ عمان نت أن ما يحدث اليوم يضعنا أمام مشاهد تاريخية، ابتداء من الذكرى السبعين عاما للنكبة، ومسيرة العودة المليونية في قطاع غزة، اختتاما بافتتاح السفارة الأمريكية في المدينة المقدسة.

ويؤكد الزرو أن نقل السفارة يعد بمثابة نقطة تحول استراتيجية خطيرة على صعيد القضية الفلسطينية والمواجهات الفلسطينية الاحتلالية اضافة الى الصراع العربي الإسرائيلي.

ويعتبر ان الامة العربية والاسلامية تمر بأسوء أيامها على مر التاريخ نتيجة التزامها الصمت والاكتفاء بالتفرج، امام ما يجري من اختطاف اسرائيلي كامل للمدينة المقدسة وتهويدها بالكامل.

وكان مئات المستوطنين أقدموا على اقتحام مسجد الاقصى صباح الأحد تحت حماية مشددة من القوات الاسرائيلية، وذلك احتفالا بما يعرف بـ"يوم توحيد القدس، وللمرة الاولى يتم رفع العلم الاسرائيلي داخل المسجد ومقابل الصخرة المشرفة.

الأمر الذي يعتبره الزرو بانه ليس الا جريمة ممنهجة يقف وراء تلك الاقتحامات المتكررة كافة المؤسسات والمنظمات الاسرائيلية و بغطاء امريكي كامل.

غضب فلسطيني ضد نقل السفارة

 

وانطلقت منذ ساعات الصباح الاثنين المسيرات في مناطق مختلفة في الضفة الغربية باتجاه مدينة القدس، وسط استنفار امني اسرائيلي، مع بدأ استنفار حربي على قطاع غزة لمشاركة الاف ضمن فعاليات مليونية العودة، وذلك بإطلاق قوات الاحتلال الرصاص على المتظاهرين.

المحلل السياسي ورئيس تحرير وكالة معا الفلسطينية الدكتور ناصر اللحام يؤكد لـ عمان نت  أن الاحتلال الاسرائيلي يحاول تحويل ذكرى النكبة المؤلمة للشعب الفلسطيني من خلال تنظيم احتفالات واستضافة وفود من كافة أنحاء العالم للمشاركة بنقل السفارة الامريكية.

 

ويشير اللحام إلى أن مدينة القدس تشهد حراكا واسعا وصفه بغير المسبوق وارتفاع في مستوى الوعي الوطني بإجماع اسلامي مسيحي، بينما الاف من اليهود يصرخون في شوارع القدس بأنها عاصمتهم ومدينتهم.

سياسيا : تعقد القيادة الفلسطينية في مدينة رام الله في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم اجتماعا طارئا لاتخاذ الاجراءات المناسبة للتصدي لتلك الخطوة .

 

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يبلغ عدد اللاجئين، الموزعين بين الاردن 2 مليون لاجيء، ولبنان 427،057، وسوريا 477،700، أما في الضفة الغربية 788،108، وقطاع غزة 1،1 مليون نسمة، فيما بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم حتى نهاية العام الماضي حوالي 13 مليون نسمة.

 

رفض حزبي وشعبي أردني على نقل السفارة

تنظم فعاليات وطنية وحزبية وشعبية اعتصاما جماهيريا حاشدا امام السفارة الامريكية اليوم، تنديدا للقرار، وتأكيدا على هوية القدس العربية الاسلامية، ومن المتوقع أن تجوب العاصمة عمان مسيرات واعتصامات حاشدة احتجاجا على القرار الأمريكي.

ويوضح عضو المكتب السياسي في حزب الوحدة الشعبية الديمقراطية عبد المجيد دنديس بأن تلك الوقفة تأتي تعبيرا عن الرفض الشعبي لهذا القرار، مطالبين الحكومة باتخاذ اجراءات عملية حازمة بحجم تلك السياسات.

ويعتبر دنديس أن السياسيات الأمريكية باتت تمس الأردن، ودورها الذي ينبع من الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس وعلاقته التاريخية مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

 

وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، حذر الأسبوع الماضي من تداعيات تطبيق قرار نقل السفارة، مؤكدا عدم إمكانية الوصول إلى السلام العادل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، بينما لم يصدر حتى اللحظة  تصريحا رسميا اتجاه إجراءات تطبيق نقل السفارة.

 

وأعلنت الخارجية الأمريكية عن قائمة الحاضرين إلى حفل افتتاح السفارة، والذين سيكون على رأسهم سفير أمريكا في إسرائيل، ديفيد فريدمان، بالإضافة إلى وفد من واشنطن ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزوجته وابنة الرئيس الأمريكي.

أضف تعليقك